لا يزال سكان قرية أولاد بويحي التابعة إداريا إلى بلدية بوسكن في المدية، يعانون الفقر والعزلة والبطالة والتخلف، داخل مساكن هشة بنسبة 100 في المائة بأسفل تلال محيطة بها من جهات الشرق والغرب والشمال، فالزائر إليها لأول وهلة يتبين له مدى حياة المزيرية التي لازال يعيشها سكان هذه القرية التي لا تبعد عن مقر البلدية إلا بنحو6 كلم، وعن العاصمة ب110كلم. استبشر السكان خيرا صباح الثامن والعشرين من نوفمبر 2004 حين زارهم رشيد بن عيسى الوزير المنتدب لدى وزير الفلاحة حينذاك-حسب بعض شيوخ القرية- الذين تحدثوا إلينا حاملا في حقيبته مشروعا لتنمية القرية في إطار برنامج هذه الصيغة من صيّغ التنمية، بمبلغ يفوق 3.4 مليار سنتيم لصالح 42 عائلة، من أجل تحسين أوضاعهم الاجتماعية التي ازدادت تدهورا لفشل هذا المشروع الحلم في كل مجالاته التنموية، فالمشاريع المخصصة أنجزت على الورق فقط حسب من تحدثنا إليهم في ذات الموضوع، والذي يتنافى وتقرير مديرية الفلاحة المقدم في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي 2005 بعنوان وضعية التنمية الريفية على مستوى ولاية المدية »والذي يخص إنجاز المنقب المائي على عمق 150متر، مع بناء حوض مائي إضافة إلى ترميم آبار وغرس الأشجار المضادة للرياح والتي تم إنجازها بنسبة 100 في المائة، حسب ذات التقرير، وهو ما ينفيه المواطنون الذين استفسرناهم في الموضوع، كالزاوي أمبارك الذي قال »لم تنجح إلا الشجيرات القريبة من المنازل، وعن نسب النجاح؟ أضاف »لا أستطيع تحديدها بالضبط، ولكنني يمكن أن أؤكد حسب ملاحظاتي الخاصة بأن نسب النجاح تتراوح ما بين ال5 ولغاية 15 بالمائة »ضاربا مثلا بنفسه« ولا شجرة نجحت لانعدام مياه السقي، لأنه يوم زارنا الوزير في 28 - 02 - 2004 وعدنا المسؤولون بإنجاز المنقب المائي في ظرف قياسي حدد بأسبوع »أما زاوي محمد فقد أكد ما قاله زميله في الجوار وفي مكان آخر، مضيفا في السياق نفسه »وغرس 50 هكتارا بالأشجارالمثمرة كاللوز والزيتون المناسبة لمناخ المنطقة، وكذا تزويد 20 فلاحا ب2000 دجاجة للبيض بمعدل 200 دجاجة للعائلة الواحدة، وبناء 30 مسكنا ذو طابع ريفي، ولحد الآن »أي بعد 6 سنوات »فلا المشروع السكني انطلق ولا شق الطريق اكتمل، ولا المستفيدون بدجاج البيض واصلوا مشوارهم في إنتاج البيض (نحو 90 بيضة يوميا)، وحسب محدثنا فإن مجموع ما تبقى رائحة هذا المشروع ولمدة عامين سوى 3 في المائة لأسباب حصرها في غلاء مادة الأكل وتكلفة نقله على مسافة 14كلم، منها 7 كلم غير معبدة رغم إنجازها منذ العهد الاستعماري، وعن الأشجار المثمرة؟ قال:....»والتي قاومت الجفاف تمثل نسبة 5 في المائة فقط، وذلك بفعل انعدام الماء المرتبط بإنجاز المنقب المائي، وهذا رغم تعهد السلطات المحلية والولائية أمام الوزير بحفر المنقب قبل غرس الأشجار، ولكن لحد الساعة لا شيء في الميدان« وأن ذات الملاحظة أبداها محدثنا على خلايا النحل، والأشجار المضادة للرياح. ويأمل سكان هذه القرية التي صمد سكانها في وجه ضربات الجماعات الإرهابية ولم يغادروا مسكانهم إلا لمدة شهر ونصف بعد المجازر والاغتيالات التي شهدتها الجهة نهاية عام1996، يأملون زيارة السلطات العليا لمعاينة الواقع المر الذي يعيشونه منذ استقلال البلاد أين قدموا شهداء في سبيل ذلك، فهم لم ينعموا هذه السنة حتى من نجاح أبنائهم المتدرسين بمدرسة بئرعروس الابتدائية المشيدة سبعينيات القرن الماضي، حيث كانت النتائج بها أصفارا في الدورة الأولى لامتحانات نهاية مرحلة التعليم الابتدائي للسنة الدراسية الجارية. مواطن آخر أضاف قائلا وبنوع من الغضب »وحتى الماء الشروب غير كاف أحيانا لعدم صلاحية المضخات التي رفضوا تغييرها رغم إصرارنا على ذلك«، وفيما يخص 32 سكنا ريفيا؟ أضاف محدثنا »لا يزال مسجلا على الورق ليس. وعند زيارتنا لهذه القرية التي قاومت الإرهاب وانتصرت عليه لكنها لم تتغلب على الممارسات البيروقراطية -حسب أحد المواطنين-، الذي قال: فقد راسلنا كل المسؤولين من البلدية إلى الولاية في شأن تعبيد طريق يربط بين قرية الفرايحية بالطريق الوطني رقم 18(أ) وقرية بئر حلو ثم دشرة أولاد بويحي المتميزة بطابعها الفلاحي وعلى مسافة لا تتجاوز مسافة ال 7كلم، ولكن لا حياة لمن تنادي« ومن بين هذه الشكاوي، العريضة المرسلة إلى رئيس بلدية بوسكن السابق، والتي جاء ضمنها »نحن سكان القرى أعلاه نعلمكم عن تذمرنا وقلقنا الشديدين من الوضعية التي نعاني منها، جراء الطريق الذي أصبح عبارة عن حفر تعرقل حتى الجرارات في فصل الشتاء« وحسب ذات الشكوى، فإن الوضعية المزرية لهذا المسلك المنجز منذ فترة الإستمعار الفرنسي، يتسبب في انقطاع التلاميذ عن مواصلة الدروس بالإكمالي ببلدية بوسكن أو ببني سليمان بمرحلة التعليم الثانوي، لعدم قدرة مختلف المراكب على سلك هذا المسلك، وتعذر نقل المرضى والنساء ساعة المخاض إلى مستشفى بني سليمان مما جعل هؤلاء السكان يفكرون في الهجرة نحو المناطق المتوفرة على مختلف وسائل حياة بني البشر، ورسالة إلى الوالي تحت عنوان »تعبيد الطريق الرابط بين الفرايحية-بئر حلو-أولاد بويحي« في الحدود بين بلديتي بوسكن وبني سليمان ورغم اتصالنا بالسلطات المحلية والولائية من قبل عديد المرات، لكن من دون أن يجيبنا أحد، وفي آخر الشكوى الموقعة من 116مواطن التمسوا من المسؤول الأول بالولاية التدخل لأجل حل هذا المشكل، وإلا »سنكون مجبرين على الرحيل والنزوح نحو المدن مهما كانت الظروف لأجل كسب قوتنا ونجاح أبنائنا في امتحانات آخر كل سنة دراسية«ا