لاتزال معاناة سكان بوسكن بالمدية متواصلة، على الرغم من مرور 26 سنة على نشأة مدينتهم، وكذا من قرب المسافة بين مدينتهم والعاصمة التي لا تزيد على 100 كلم، إلا أن مظاهر الفقر والعزلة والبطالة والتخلف في شتى ميادين الحياة لاتزال القاسم المشترك بين جميع سكان هذه االمدينة. مدينة بوسكن، الواقعة شرق عاصمة الولاية، تعتبر مدينة فلاحية بامتياز نظرا لخصوبة أراضيها ولموقعها الجغرافي الذي يؤهلها لأن تكون قطبا فلاحيا بامتياز، إلا أن عدم التزام المسؤولين بالمخطط الذي سطره بن عيسى وزير الفلاحة عام 2004 لمدينتهم وتخصيصه أزيد من 4 ملايير على شكل مشاريع تنموية تعنى بإنعاش الوضع الاجتماعي للسكان بمنح السكان 200 دجاجة للساكن الواحد، ووكذا بناء سكنات ريفية ومنقب مائي من شأنه أن يساعد الفلاحين على سقي محاصيلهم الزراعية ومنح السكان العديد من الأشجار المثمرة وبناء مداجن وحظائر لهم، إلا أن هذا كله تبخر مع بيروقراطية الإدارة، التي حالت دون إكمال هذا الحلم. فالمشاريع المخصصة أنجزت على الورق فقط حسب أحد الفلاحين، والذي يتنافى وتقرير مديرية الفلاحة المقدم في إحدى دورات المجلس الشعبي الولائي 2005 بعنوان فوضعية التنمية الريفية على مستوى ولاية المديةف والذي يخص إنجاز المنقب المائي على عمق 150 مترا، مع بناء حوض مائي إضافة إلى ترميم آبار وغرس الأشجار المضادة للرياح التي تم إنجازها بنسبة 100 بالمائة حسب التقرير ذاته وهو ما نفاه المواطنون، خاصة لما أصيبت أغلب الشجيرات بالجفاف لشح الموارد المائية، وعدم وفاء المصالح المعنية بوعدها ببناء المنقب المائي. وحسب محدثنا فإن مجموع ما تبقى من هذا المشروع ومنذ عامين سوى 3 في المائة، لأسباب عدة أهمها غلاء الأعلاف واهتراء الطريق الوحيد الذي يربط مدينتهم بعاصمة الولاية لمسافة 14 كلم، منها 7 كلم غير معبدة رغم إنجازها منذ العهد الاستعماري، على الرغم من تعهد السلطات المحلية والولائية بحفر المنقب قبل غرس الأشجار، إلا أنه ولحد الآن لم يتم حفر هذا المنقب... ! وما زاد من معاناة الفلاحين والتعجيل في قتل هذا المشروع إحضار الممون لهذا المشروع الأشجار المقاومة للرياح والجفاف يابسة. وناشد سكان بوسكن، خاصة أبناء قرية أولاد يحيى، وزير الفلاحة أن يخص منطقتهم بزيارة أخرى على الأقل للوقوف على هذا المشروع الذي لم يبق منه إلا الأثر.