تشهد مصلحة أمراض النساء والتوليد بمستشفى دلس بولاية بومرداس نقصا فادحا في طاقم الأطباء الأخصائيين في أمراض النساء والتوليد، حيث تتوفر ذات المصلحة على أخصائية واحدة تداوم مرتين في الأسبوع فقط، بالمقابل تستقبل ذات المصلحة أكثر من 20 امرأة خلال أربعة وعشرين ساعة. وفي هذا الصدد أكدت إحدى الممرضات ل "أخبار اليوم" خلال جولتها الأخيرة لعين المكان أن النساء الحوامل يعانين يوميا لانعدام مختصين في هذا المجال، مما يدفع إلى إرسالهم نحو المستشفيات الواقعة على مستوى البلديات المجاورة، على غرار مستشفى صبايحي بتيزي والثنية، وما زاد من متاعب السيدات الحوامل هو قطعهن مسافات طويلة تفوق 50 كلم في سيارات الكلوندستان الذين يغتنمون الفرصة للربح رافعين التسعيرة إلى السقف غير مبالين بالحالة المادية لأهل المريضة الحامل. وأضافت محدثتنا أن الأدهى من ذلك والأمر الذي يلاقيه المرضى هو أن المستشفيات المذكورة ترفض في غالب الأحيان استقبال الحوامل والتكفل بهن بحجة الاكتظاظ، وعدم توفر الأسرة لاستقبالهن مما يزيد من معاناة المرأة الحامل لتجد نفسها في رحلة البحث عن مستشفى لوضع مولودها، وحسب إحدى المريضات فإن الوضع المماثل الذي تواجهه هذه العينة من المرضى يعود لسنوات خلت وفاقت المعقول فعلى حد تعبيرها انه خلال العشر سنوات الأخيرة من المحنة كانت النساء الحوامل يعانين معاناة لا مثيل لها لا سيما بمنطقة دلس التي عرفت بانعدام الأمن بها وقتها، ورغم تحسن الوضع بالبلاد إلا أن الكثير من الحوامل وضعن موالديهن على قارعة الطريق وبالسيارات حسب ما أكدته إحدى الممرضات ل"أخبار اليوم" وتضيف وهذا ما يستدعي تدخل أطباء المصلحة لإنقاذ الأم والجنين. من جهته أكد السيد احمد غيار مدير المستشفى أن المستشفى بحاجة ماسة إلى طاقم طبي أخصائي في أمراض النساء والتوليد وهذا لوضع حد لمعاناة النساء الحوامل والحد من ظاهرة وافيات الرضع فضلا على أن المصلحة تعرف توافد منقطع النظير للحوامل من عدة مناطق وبلديات مجاورة منها سيدي داود، دلس، أولاد عيسى، اعفير، بغلية، وغيرها من المناطق الأخرى. وأضاف أن أخصائية واحدة تداوم مرتين في الأسبوع حسبه غير كاف مقارنة مقارنة بالأعداد الهائلة من النساء الحوامل اللواتي يتوافدن على مصلحة التوليد وحسب ا محدثنا فانه رغم عدة مراسلات عدة للسلطات الوصية على رأسها وزير الصحة للمطالبة باحتواء المشكل والنقص الفادح وإيجاد حلول ناجعة لوضع حد لمعاناة المرضى والمصلحة ككل إلا انه لحد لان لم تحرك السلطات المعنية ساكنا كما كشف ذات المسؤول أن مديرية الصحة ببومرداس خصصت مؤخرا أطباء مناوبين في أيام العطل الأسبوعية بكل من مستشفى الثنية وبرج منايل لأجل تخفيف الضغط والتكفل بالنساء اللواتي يتم توجيههن من مستشفى دلس خاصة وان الطبيبة الأخصائية الوحيدة المتواجدة بمصلحة دلس ستنتهي مدة خدمتها المدنية مع بداية السنة المقبلة. من جهة أخرى أضاف انه في الكثير من المرات فهم يجبرون على لاتصال بالأطباء الأخصائيين في أمراض النساء والتوليد الذين يملكون عيادات خاصة بذات البلدية وعددهم ثلاثة وذلك في الحالات المستعصية التي تتطلب التدخل السريع لتوليد المرأة وإنقاذها خاصة فيما يتعلق بالعمليات القيصرية المستعجلة وحسب المدير فان الحل الوحيد للقضاء على معاناة النساء الحوامل ببلدية دلس والمناطق المجاورة لها هو تدخل السلطات الوصية في اقرب الآجال وتعيين أطباء أخصائيين خاصة وان المصلحة تتوفر على طاقم طبي لا ينقصه سوى أخصائيون في أمراض النساء والتوليد. ويبقى مدير مستشفى دلس وأطباء وممرضي مصلحة التوليد وكذا النساء الحوامل ينتظرون التفاتة مسؤولة من طرف وزارة الصحة لتدارك الأمر وإيجاد حل في القريب العاجل للقضاء على معاناة دامت لسنوات طويلة الأمد.