انطلقت نهار أمس بمدينة بوسعادة فعاليات الندوة التاريخية لذكرى رحيل الرئيس »محمد بوضياف«، من تنظيم جمعية مشعل الشهيد، بحضور السلطات المدنية والعسكرية للولاية رفقة نجله وأخيه ورفقاء دربه »الأستاذ عبد الحميد مهري، الدكتور أحمد علي مهساس »ووزير التربية السابق« علي بن محمد »والإعلامي« محمد عباس، ويشارك في هذه الندوة دكاترة ومختصين في التاريخ على غرار »لحسن زغيدي«. وتحل الذكرى ال18 على رحيل محمد بوضياف المعروف ب»الطيب الوطني«، بعد اغتياله بمدينة عنابة، في جو يعود فيه الحديث عن مآثر الرجل وتاريخه النضالي الحافل. مهري أثناء مداخلته أكد بأن »الشهيد الراحل« كان ضحية مؤامرة، كما أصر على أن مشروع »الثورة« مازال صالحا ونحن في أمسّ الحاجة لتوحيد المغرب العربي دون الإعتماد على الرموز الثورية لأنها ليست كل شيء، ويجب الوفاء للمجاهدين والشهداء، وأن الجزائر لم تتخط مرحلة النضج الديمقراطي هذا الأخير الذي لن يكتمل بدون عدالة إجتماعية، وبأن سيرة الشهيد بحاجة إلى دراسة وإنصاف، كما قال عبد الحميد مهري إنه مصر على تقديم تقرير عن الحقائق الكاملة عن الراحل أمام الشعب الجزائري، وأنه يعتبر هذا الأمر دينا عليه. من جهته، نجل الرئيس وفي حديثه ل»أخبار اليوم« طالب بكشف الحقيقة وإبراز مكانة اللجنة التي كلفت بتقصي حقائق الحادثة، متسائلا في نفس الوقت عن أسباب توقفها، كما طالب بإعادة فتح ملف القضية للوصول إلى من سولت لهم أنفسهم بإغتيال الراحل »محمد بوضياف« ليعرف الشارع الجزائري خونة الوطن. وفي نفس السياق، صرح شقيق الرحل »عيسى بوضياف« على هامش الندوة بخصوص عودة الشهيد بوضياف إلى الوطن أن هذا الأخير كان مترددا في البداية، ثم قام بزيارة سرية إلى الجزائر اتصل ببعض أصدقائه المقربين ليطلع على حقيقة الأمور داخل الجزائر، »ولم يتصل بي أو بأحد أفراد العائلة، ولم نعلم بمجيئه إلا كسائر الناس«. فالرهان الذي كان قائما آنذاك هو كيفية إنقاذ الوطن، ولما جاء إلى الجزائر، أول مسعى كان لديه هو العمل على العودة إلى الشرعية الشعبية التي طالما كان ينادي بها منذ فجر الاستقلال، وعن حادثة إغتيال الشهيد بوضياف؟ أكد بأنه يظن بأن الذين جاؤوا به ظنوا بأنه سهل التوجيه وسيسير وفق إملاءاتهم، لكن وجدوا فيه شخصا غير الذي أرادوه ويتصرف وفقا لقناعاته، والتاريخ كفيل بكشف المستور من التفاصيل.