كادت الندوة التاريخية التي احتضنتها مدينة بوسعادة بولاية المسيلة بمناسبة الذكرى 18 لرحيل الرئيس محمد بوضياف، أن تسقط المرحلة التاريخية التي استلم فيها بوضياف الرئاسة، وتقتصر مداخلاتها على التاريخ النضالي للطيب الوطني. انطلقت أمس ندوة الراحل محمد بوضياف بحضور العديد من الوجوه التاريخية، على رأسهم عبد الحميد مهري وعلي محساس الذي غادر قبل انطلاق الندوة لظروف صحية. وركز أغلب المتدخلين على التاريخ النضالي للراحل محمد بوضياف، حيث قدم محمد عباس ومحمد لحسن بن زغيدي وهما من المهتمين بتاريخ الحركة الوطنية مداخلات تناولت إسهام »سي الطيب الوطني« في بلورة فكرة الكفاح المسلح، وتحويلها إلى فعل لدى الشعب الجزائري، إلى درجة أنه أطلق مقولته الشهيرة عندما لاحظ تردّد بعض الوجوه التاريخية قبل 1954 »سنعلن الثورة ولو بالاعتماد على قردة شفة«. في شهادة الرائد عمر صخري ضابط جيش التحرير الوطني، أكد المتدخل على الظروف التي استلم فيها محمد بوضياف السلطة في 1992، وكيف تحمّل المسؤولية وضحى من أجل إنقاذ الجزائر، مضيفا أن الذين كادوا لبوضياف خدموه من حيث أرادوا الإساءة إليه لأنه بحسبه مات رئيسا وسيخلد رئيسا. أما وزير التربية الأسبق، علي بن محمد، الذي راح ضحية فضيحة تسريب مواضيع امتحانات البكالوريا فقدم شهادته، وكيف أنه وقع رهينة ابتزاز من أطراف لدفعه إلى الاستقالة، وتحدث بن محمد عن لقاءاته الثلاثة التي جمعته بالرئيس الراحل محمد بوضياف لوضعه في صورة ما كان يحدث في قطاع التربية، وكيف تلقى السند الكامل من الرئيس الراحل، الذي أكد وزير التربية الأسبق أنه راح ضحية تقارير مغلوطة كانت تصله عن قطاع التربية، وليقول في أحد خطاباته إن المدرسة الجزائرية منكوبة، واختتم عبد الحميد مهري سلسلة الشهادات التاريخية بإبراز الدور البارز الذي كان للراحل محمد بوضياف في الحركة الوطنية. وكانت ندوة الشهيد محمد بوضياف كرّمت المجاهد أحمد علي محساس نظير ما قدّمه للثورة والحركة الوطنية، كما كرّمت العديد من الوجوه التاريخية، إضافة إلى نجل الرئيس الراحل ناصر بوضياف.