كشف القيادي الكبير في جيش التحرير وجبهة التحرير الوطني، عبد الحميد مهري، بأن الرئيس السابق لمجلس الدولة محمد بوضياف "اتخذ قرار إعادة المنظمة السرية إلى النشاط العام 1952 دون استشارة قيادة حزب الشعب الذي كان فيما سبق أجل عمل المنظمة إلى الوقت الذي كان يراه لائقا". وحسب المجاهد عبد الحميد مهري، فإن الرئيس محمد بوضياف كان له "الدور الفعال في العمل السياسي تحت لواء حزب الشعب الجزائري وتحضير الشعب الجزائري للثورة التحريرية المظفرة". وقد سرد مهري خلال لقاء محلي بولاية المسيلة، أول من أمس، حول مسيرة ونضال الرئيس السابق لمجلس الدولة محمد بوضياف احتضنه المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، بحضور بعض المحطات التاريخية في حياة مؤسس المنظمة السرية محمد بوضياف، والذي تمكن من إعادتها إلى النشاط بعد أن تم القبض على جل عناصرها من طرف قوات الاحتلال الفرنسي. وأشار الأستاذ المختص في التاريخ محمد عباس في مداخلة بالمناسبة، إلى أن محمد بوضياف تمكن من استغلال نقطة تحول هامة في مسار الشعب الجزائري لإعلان القطيعة مع الاستعمار، من خلال أحداث الثامن من ماي 45 وما تلاها من إرهاصات لتوجيه مسار الحركة الوطنية نحو الاستقلال، بعد أن كانت آراء مؤسسيها وزعمائها متضاربة بين مؤجل للمطالبة بالاستقلال، وداعي إلى تحسين أوضاع الشعب الجزائري لجعله متقبلا للقيادة نحو الكفاح المسلح، حسب قوله. وبدوره، أشار أستاذ تاريخ الجزائر الدكتور لحسن زغيدي، إلى أن محمد بوضياف "تمكن من استغلال التكوين العسكري الذي تلقاه خلال مرحلة تجنيده إجباريا في الجيش الفرنسي، إلى جانب نضاله السياسي من خلال احتكاكه بحركة انتصار الحريات الديمقراطية وحزب الشعب الجزائري، ليساهم بعد ذلك بشكل فعال في اندلاع الثورة التحريرية المظفرة كمنسق لمجموعة ال 22". واعتبر محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد، منظمة هذا اللقاء "أن دور جمعيته ليس البحث التاريخي، بقدر ما هو إحياء ذكريات الثورة ومن صنعوا أمجادها". وكانت مدينة بوسعادة قد احتضنت، منذ السبت الفارط، ندوة تاريخية حول محمد بوضياف بمناسبة الذكرى ال 18 لرحيل هذه الشخصية التاريخية الرمز بمبادرة من جمعية مشعل الشهيد، وبمشاركة رفيقيه في النضال السيدين أحمد محساس وعبد الحميد مهري.