في شهر رمضان يقبل المواطنين على الأشرطة الدينية، تلك المسموعة وحتى المرئية التي بها مواعظ ونصائح دينية، لأئمة كبار، وكذا قراءات، وغيرها من الدروس الدينية التي يستفيد منها الكثيرون، ويبادلونها فيما بينهم، الأصدقاء، وحتى على الأنترنات حيث ينشرونها لكي يطلع عليها أكبر عدد من الناس. مصطفى مهدي البعض تغير تغيرا جذريا، فبعدما كان يستمع إلى الأشرطة الغنائية، حتى تلك الهابطة، إستبدلها في سيارته، على حاسوبه بأشرطة لقراءات قرآنية، يقول لنا كريم:"لا استطيع أن استمع إلى الأغاني خلال شهر رمضان، ستحسسني بأنني لست صائما، وهي عادة أودّ أتوقف عنها، ليس هذا فحسب، بل إنني فكرت مليا في الأمر، ورأيت أنني لا بد أن استبدل كل أشرطة الأغاني التي معي واضع مكانها أشرطة دينية خاصة في السيارة، أنا الذي اعمل كسائق، حيث امضي كل اليوم، وبالتالي نصف عمري في القيادة، فلأمضها بسماع القران والأذكار وكذا الدروس والمواعظ، فسأجدني حتما قد أخذت الكثير بعد سنوات، وهذا ما سأحرص على فعله مستقبلا، والله المستعان". البعض الآخر مسح كل الأغاني التي كان يلكها على حاسوبه، واستبدلها أيضا بأشياء مفيدة، يقول: "لقد استمعت إلى الغناء طويلا في حياتي، وضيعت الكثير من الوقت، كنت أخلو إلى حاسوبي، وامضي الوقت في الاستماع إلى الأغاني، وهو الأمر الذي جعلني اليوم أفكر في أن أغير ذلك، وان استمع إلى أشياء مفيدة، على رأسها القرآن خاصة ونحن في شهر رمضان، حيث لا بد علينا أن نختمه، وأيضا دروسا في اللغة، مثلا، وهي مفيدة، واستمع إلى الراديو أيضا، إذا ما عثرت على حصة مفيدة، يجب أن نحسن استغلال وقتنا فيما فيه نفع لنا، وإلا فنحن لا نفعل شيئا". آخرون يقتصر الأمر عندهم في شهر رمضان، ورغم أنهم ينوون أن يثبتوا إلا أنهم يجدون أنفسهم وبعد انقضاء الشهر يعودون بشكل طبيعي إلى عاداتهم، يقول لنا إحسان: "في كل شهر رمضان أعود إلى الله، فأكثر من الصلاة والزكاة، واقرأ واستمع إلى القرآن، وافعل كل شيء من شانه أن يقربني من الله، عز وجل، ولكنني وبعد الشهر الكريم أجد نفسي، ودون أن ادري مضطرا للعودة إلى حياتي السابقة، وهو الأمر الذي أنكره على نفسي، ولكن ما العمل أجدني حائرا، ولا استطيع التصرف". مروى من جهتها تقول: "استبدلت كل أشرطة الغناء في سيارتي بأشرطة فيها ذكر وحديث وقران، وهو الأمر الذي أجده واجبا على كل منا، ليس في الشهر الكريم فقط، ولكن أيضا في باقي الأشهر، فنحن لا نذكر إلا في رمضان، وهذا ليس جميلا، صحيح أن هذا الشهر فرصة للعودة إلى الله، ولكن يجب أن لا يقتصر فعل الخير عليه فقط، يجب أن نغير من أنفسنا".م