الوزير الأوّل يفتتح الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة ويؤكّد: الجزائر تحافظ على عهد كل من آزرها.. أكد الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان أمس الثلاثاء أن الجزائر وبعد انقضاء 60 عاما عن استرجاع سيادتها الوطنية لازالت تحافظ على عهد الذين آزروها ودعموها من كافة البلدان والقارات وضحوا في سبيل نصرتها. وقال السيد بن عبد الرحمان لدى إشرافه على افتتاح أشغال الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية أنه بانقضاء 60 عاما عن افتكاك الحرية واسترجاع السيادة الوطنية في الخامس من شهر جويلية سنة 1962 وبناء صرح الدولة الوطنية ما فتئت الجزائر تحافظ على عهد كل النساء والرجال الذين آزروها ودعموها وضحوا في سبيل نصرتها من كافة البلدان والقارات على اختلاف انتماءاتهم العقيدية وتعدد ألسنتهم وتنوع ايديولوجياتهم ومقاماتهم الاجتماعية . وعبر الوزير الاول في هذا السياق عن قناعته بأنّ أصدقاء الثورة الجزائرية يجسدون بمواقفهم النبيلة صحوة الضمير الإنساني الذي يؤثر الحق على الباطل وينتصرون لحقوق المظلومين والمستضعفين ضد الطغاة المعتدين مشيرا إلى أنهم كابدوا في سبيل مواقفهم المشرفة ألوانا من الظلم على اختلاف أشكالها وتعددها سواء كانوا من أصدقاء الثورة وحلفائها من الأفراد أو الشعوب أو الحكومات . وأضاف مؤكدا بأنّ هذا الأمر هو الذي أعطى للثورة صبغتها الإنسانية والعالمية فتمكنت بهذه الصفات من إحداث شرخ وفصل بين نزيف منظومة الاستعمار القديم المتجدد وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها بنفسها وصون كرامتها وانتزاع حريتها ولم تكن مجرد انتفاضة أو تمرد المجموعات خارجة عن القانون كما كان يزعم المستعمر ويروج له في المحافل الدولية في محاولة لتغليط الرأي العام العالمي . واستطرد الوزير الاول قائلا أن الثورة التحريرية هي ثورة إنسانية دافعت عن القيم المشتركة والحقوق الطبيعية كالحق في الحياة ونبذ العنصرية ووقف الاستغلال المتوحش للشعوب ونهب ثرواتها مذكرا في نفس الوقت بأنّ طلائع جيش التحرير الوطني لم تلجأ إلى حمل السلاح إلا كوسيلة للدفاع عن النفس وعن الأرض والعرض بعد أن استنفذت كل أساليب المقاومة الشعبية وجميع الطرق السلمية والمطالب المشروعة على مدى قرن وربع القرن من الزمن سن فيها المستعمر قوانين جائرة واستخدم أساليب وحشية لإخضاع الشعب الجزائري وسعى فيها إلى تمزيق وحدة النسيج الاجتماعي والمساس بالوحدة الترابية . ولهذه الأسباب وغيرها يقول الوزير الاول تعاطفت معظم شعوب المعمورة أفرادا ودولا مع قضيتنا الشرعية العادلة معتبرا أن الثورة الجزائرية ومناصروها ساهموا في إعادة رسم معالم جديدة جيوسياسية واستراتيجية للتعايش بين الأمم . وخلص السيد بن عبد الرحمان إلى القول أن الجزائر ترفع التقدير والتجلة لكل أصدقاء الثورة الجزائرية ولكل أصدقاء الجزائر ممن ضحوا بالنفس والنفيس منتصرين لقناعاتهم حول مبدأ الحرية الذي لا يتجزأ ومبدأ الإنسانية الواحد . الجزائر عازمة على الدفاع عن القضايا العادلة أكدت الجزائر عزمها على استكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار وتجندها في الدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم ليسود السلم والأمن والعدل بمناسبة الملتقى الدولي حول أصدقاء الثورة الجزائرية المنظم يوم الثلاثاء تحت شعار: الثورة الجزائرية: موطن إشعاع للقيم الإنسانية وجسر للصداقة بين الأمم . وجاء في رسالة وفاء وجهتها الجزائر إلى أصدقاء الثورة الجزائرية المشاركين في الملتقى وقرأها وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة: إن الجزائر لا تنسى فضلكم والتزامكم الثابت في هذا المسعى النبيل ذلك أن الجزائر التي اكتوت بالأمس بنيران الظلم والطغيان وعانى شعبها المكافح من الظلم والاستبداد تأخذ اليوم على عاتقها استكمال رسالة الشهداء في دعم كل الشعوب المناهضة للاستعمار . وأضاف أن الجزائر تبقى مجندة في الدفاع عن كل القضايا العادلة في العالم ليسود السلم والأمن والعدل بفضل تآزركم وتضامنكم بالأمس وحضوركم المشرف اليوم وذكراكم العطرة غدا وأبدا يا أحرار العالم الأوفياء لحبيبتكم الجزائر الغالية وشعبها الكريم الأبي الذي يكن لكم صادق العرفان وخالص الامتنان وهو فخور بكم على الدوام . أنتم من سجلتم أسماءكم بحروف من نور في قلوب الجزائريين وعقولهم يقول السيد ربيقة ونلتم بتضحياتكم الجسام وإخلاصكم لقضيتنا بالأمس كل المحبة والامتنان في لحظة كانت ثورتنا في أمس الحاجة لمن يستشعر عدالتها ومعاناتها ويقف إلى جانبها ويقدر تضحيات شهدائها الأبرار وكنتم صناعا لمجدها ومضربا للمثل في البطولة والفدى ومثالا في الالتزام بالحس الإنساني ونصرة الحق والدفاع عن المبادئ السامية . وتابع الوزير قائلا: وها أنتم بحضوركم بيننا اليوم والجزائر تعيش عيد الاستقلال في ذكراه الستين تحيون فينا مرة أخرى الشعور بالفخر والاعتزاز لأنكم كنتم ومازلتم إخوانا لنا لتبقى مواقفكم في ذاكرتنا خالدة ومكانتكم في قلوبنا محفوظة وهو ما يجعل مسؤولياتنا حيالكم واجبة وذكراكم في أنفسنا شعلة نجدد بها التزامنا وعهدنا بالوفاء لكم . ولفتت رسالة الجزائر إلى أن ثورة التحرير آمنت بحق الشعوب في تقرير مصيرها وأدركت بأنّ الإنسان هو القيمة ولهذا تقف الجزائر اليوم بكل إجلال وإكبار أمام أرواح الشهداء الأبرار الذين قضوا في ميدان الشرف دفاعا عن حرية الوطن وسيادته وعن الكرامة التي تظل غاية كل إنسان في هذا الوجود .