مكافحة الإرهاب في إفريقيا مختصون: مُقترحات الجزائر نقلة نوعية رافعت الجزائر على لسان رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من أجل تعزيز التعاون الوثيق بين الدول الإفريقية في مجال مكافحة الإرهاب. وتضمن التقرير المقدم أمام القمة الاستثنائية لدول الإتحاد الإفريقي المنعقدة ب مالابو عاصمة غينيا الاستوائية اقتراحات عملية للتصدي للظاهرة الإرهابية المتفاقمة بعدد من دول القارة الإفريقية ومنها منطقة الساحل الإفريقي. وعن ماهية وأبعاد هذه الرؤية الجزائرية المتكاملة لتعزيز الأمن الإفريقي يؤكد المحلل السياسي البروفيسور مخلوف ساحل للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية أن الجزائر من الدول التي ساهمت في تطوير الأطر الإفريقية لمكافحة الإرهاب. من جانبه يرى أبو الفضل بهلولي وهو أستاذ القانون والعلوم السياسية بجامعة الجزائر بأن مبادرة الجزائر تدخل ضمن سياق إعداد وصياغة إستراتيجية إفريقية لمكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه. وأضاف بهلولي بأن مقترحات التعاون التي تقدمت بها الجزائر مستمدة من تجربتها الطويلة في محاربة الإرهاب. من جهته تحدث رابح لعروسي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الجزائر عن أن مرافعة الجزائر من أجل قيام تعاون بين دول الإتحاد الإفريقي في مجال مكافحة الظاهرة الإرهابية مستنبطة من التجربة الوطنية الرائدة والناجعة في هذا الميدان على مدار عشرية كاملة. ويضيف الأستاذ لعروسي بأن مبادرة الجزائر تحتاج إلى دعم من قبل المجموعة الدولية على مستوى الأممالمتحدة خصوصا ونحن نشهد اليوم متغيرات جديدة على الساحة الدولية تتشابك فيها المصالح ولا خيار أمام إفريقيا سوى أن تكون كتلة واحدة وأن تتحدث لهذا العالم التحدث بصوت واحد الأستاذ رابح لعروسي تحدث ايضا عن خطورة الاستخدام المتزايد لمنصات التواصل الاجتماعي من قبل الأشخاص والكيانات الإرهابية وعن أهمية تحرك دول القارة من أجل تحصين هذه المنصات سواء بالجزائر أو دول الجوار الإفريقي. الإتحاد الإفريقي تبنى كذلك اقتراحا تقدمت به الجزائر خلال قمة مالابو و يتضمن إنشاء وكالة إفريقية للشئون الإنسانية بهدف توحيد الجهود والتضامن خلال الكوارث الطبيعية وهو الأمر الذي اعتبره الأستاذ لعروسي فكرة مبتكرة وخطوة إضافية لتعزيز التعاون وروح التضامن بين دول القارة. لعمامرة يشارك في قمة الاتحاد الإفريقي حول الإرهاب شارك وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة يوم السبت بمالابو (غينيا الاستوائية) في أشغال القمة الاستثنائية ال16 للاتحاد الإفريقي حول الإرهاب والتغييرات غير الدستورية للحكومات في إفريقيا. ويشارك رئيس الدبلوماسية الجزائرية في هذه القمة ممثلا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في الوقت الذي تشهد فيه القارة الإفريقية تفاقما للتهديدات الإرهابية وازديادا لحالات التغييرات غير الدستورية حيث تجلت هذه الظاهرة الاخيرة بشكل واضح في الاشهر ال12 الاخيرة. وتمثل هذه القمة فرصة لمناقشة التحديين الكبيرين سالفي الذكر الذين ينطويان على تهديدات عظمى على السلم والاستقرار والتنمية في إفريقيا حيث يكمن الهدف في تحديد الاجراءات الواجب اتخاذها لتعزيز الردود الجماعية على المستويين الاقليمي والدولي على تلك التهديدات. في هذا الصدد عرض السيد لعمامرة التقرير الذي رفعه الرئيس تبون بصفته قائدا للاتحاد الإفريقي في مجال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وتضمنت مساهمة الجزائر مجموعة من التوصيات الملموسة تهدف إلى اعطاء زخم جديد لمكافحة هذه الآفة المتمثلة في الإرهاب لاسيما عبر تعزيز الامكانيات الفردية والجماعية للبلدان الإفريقية واقامة تعاون اكثر فعالية مع الشركاء الاجانب. تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى ان رؤساء دول ووفود اشادوا خلال المناقشات مع المصادقة على تقرير رئيس الجمهورية واقترحاته من اجل تكفل افضل بهذا التهديد بجهود الرئيس تبون في اطار مهمته القارية في مجال الوقاية ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. كما تم التنويه بالتجربة الجزائرية في مكافحة هذه الافة كونها مرجعا في هذا المجال كما اكد عليه في مداخلته الافتتاحية رئيس المفوضية الإفريقية السيد موسى فقي محمد. وأجرى السيد لعمامرة على هامش مشاركته في اشغال القمة محادثات مع رؤساء كل من جنوب إفريقيا السيد سيريل رامافوزا والكونغو برازافيل السيد دنيس ساسو نغيسو والنيجر السيد محمد بازوم. وبالمناسبة ابلغهم تحيات الرئيس تبون الحارة مؤكدا على إرادته في العمل بالتشاور مع أشقائه على تعزيز العلاقات الثنائية وترقية الاجندة القارية في مجالات السلم والامن والتنمية . كما تحادث السيد لعمامرة مع نظرائه من انغولا وتانزانيا وتونس وموريتانيا وبورندي والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وتمحورت تلك المحادثات حول العلاقات الثنائية والمسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك تعزيز التعاون الإفريقي المشترك من اجل الوقاية والقضاء على الإرهاب.