أجمع ناشطون ومعارضون سوريون على استمرار الانتفاضة ضد نظام بشار الأسد، مهما عظمت التضحيات، وأن لديهم ثقة مطلقة بتغيير النظام في سوريا منذ سقوط أول قطرة دم في بداية الانتفاضة، ولدى الشعب السوري تصميم على أن يكون تاريخ سوريا مختلفا عما كان عليه قبل 15 مارس الماضي. وقالت الناشطة رزان زيتونة في تسجيل صوتي مع برنامج "بانوراما" الذي بثته العربية إن هناك ما يثير الدهشة في إصرار الشباب السوري وروحهم المعنوية المرتفعة طوال الوقت وعدم الخضوع للضغوط الأمنية وعمليات القمع والتقتيل التي يقوم بها النظام. وقالت إن هؤلاء الشباب لديهم شعور بالفرح بالانعتاق من الخوف، ويبدو ذلك واضحا في هتافاتهم وصفحاتهم على الفيسبوك، ولديهم أمل وشجاعة وإصرار، وهذه أمور لايمكن للنظام أن يهزمها مهما فعل. أما الناشطة سهير الأتاسي فقالت في تسجيل مصور لدواع أمنية إن الانتفاضة بدأت منذ أول تجمع للسوريين أمام السفارة الليبية للاحتجاج على ما يفعله القذافي بشعبه، وبدأت بهتاف "خاين من يقتل شعبه" وبعدها بدأ الهتاف ب"خاين من يقمع شعبه" وقالت إن ثورة الحرية فجرها أطفالٌ في درعا، وإنها ثورة حناجر وأنامل صغيرة تطالب بالحرية وإسقاط نظام الأسد، ولايمكن الرجوع عنها بعد أن قطع الشعبُ فيها شوطا كبيرا. وناشدت الأتاسي من أسمتهم بأصحاب "المواقف الرمادية"، أي الصامتين حتى الآن حول مجريات الثورة، ودعت المجتمع الدولي بحسم موقفه ونزع الشرعية عن نظام الأسد وعدم التأرجح، مشيرة إلى أن ذلك التأرجح يمنح النظام مزيدا من الوقت لقتل المدنيين العزل. من جانبه روى الناشط عامر الصادق عضو اتحاد تنسيقيات الثورة السورية، عبر الهاتف من دمشق مشاركته في أول مظاهرة وشعوره وقتها، وكيف أن اي مشاعر بالخوف أو التردد قد تلاشت لديه تماما، وأن الشعور تبدل تماما لشعور بطعم الحرية والإصرار على نيلها، مشيرا إلى دور اتحاد تنسيقيات الثورة في إعداد اللافتات وتمثيل المحتجين إعلاميا وسياسيا. أما الناشط ماجد العربي عضو تجمع أحرار سوريا، فقال إن النظام السوري بممارساته وقمعه وحمقه هو أحد أسباب انتشار واتساع الثورة والإصرار لدى الشباب. ومن جانبه قال الناشط يحيى الشربجي إن النظام خرب الناس من الداخل، وجعل "الشبيح" يطلق النار على أخيه وشعبه، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يقف إلى الآن كما يجب مع الشعب السوري، وأكد أن السوريين يريدون بناء مجتمع يحل مشاكله بالحرية والتعدد، وليس عن طريق العنف.