أكد عمار القربي، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، امس الجمعة، أن النظام السوري "مجبول على الكذب" فيما يتعلق بإعلانه وقف العمليات العسكرية ضد المتظاهرين، مشيراً إلى أن "الرئيس السوري بشار الأسد يلهث الآن وراء الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ليبلغه عن سحب الجيش، بعد أن امتنع لفترة عن الرد على مكالماته". وقال القربي إن "إن الاعتقالات مستمرة وتطال كافة النشطاء، وإن إطلاق النار على المتظاهرين يتواصل في ريف دمشق ودير الزور وحماة وحمص". وأوضح أن الأسد يسعى الآن وراء الأمين العام للأمم المتحدة ليبلغه بأكاذيب عن الوضع الداخلي. وكان النظام السوري قد أعلن سحب الجيش من عدة مدن، وأجرى بشار اتصالاً هاتفياً بالأمين العام للمنظمة الدولية، رداً على تصريحات أدلى بها الأخير تطالب الأسد بالتوقف عن قمع المتظاهرين. وفي وقت سابق اشتكى بان كي مون من أن الرئيس السوري تجاهل عدة اتصالات هاتفية قام بها، ورفض الرد عليها. وحول جهود تنظيم المعارضة السورية، قال القربي إن "المعارضة تعمل على تشكيل هيئة تمثيلية واحدة يمكن أن تتحدث باسم المعارضة السورية مع الأطراف الخارجية لتأمين دعم الثورة". وأوضح القربي أن خطوة توحيد المعارضة السورية تواجه إرثاً من الجمود والخلافات بين عناصرها على مدار 50 عاماً، ولذا فإن عملية توحيدها لن تكون سهلة. وشدد على أهمية هذه الخطوة في ظل توسع الضغوط الدولية الرامية إلى تنحي الأسد، آملاً أن تكون تظاهرات جمعة امس التي أطلق عليها "بشائر النصر" بداية النهاية لنظام الأسد. وطالبت أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان الرئيس السوري بالتنحي، واعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس الجمعة أن حديث الأسد عن الإصلاح بمثابة "شعارات جوفاء". وكشف رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان عن وجوده مؤخراً في تركيا لإجراء اتصالات مع قوى المعارضة حول ما يجري في سوريا، موضحاً أن هناك أفكاراً تتصل بإدماج معارضة الداخل مع الخارج عن طريق ترشيح أسماء بعينها، أو ترك أماكن شاغرة في الهيئة المزمع إنشاؤها لعناصر من الداخل تضاف لاحقاً. وقال إن المتظاهرين يواجهون ظروفاً صعبة للغاية تتمثل في الاعتقالات، والرقابة الشديدة المفروضة على الهواتف، وانقطاع الإنترنت.