خرج آلاف السوريين في مظاهرات حاشدة بعد صلاة الجمعة، أمس، للمطالبة باسقاط النظام ورحيل الرئيس بشار الأسد، بعد دعوات عبر صفحات موقع التواصل الاجتماعي للخروج فيما اطلق عليه"جمعة أسرى الحرية". ونقلت مصادر اعلامية، عن شهود عيان إن قوات الامن السورية قطعت طرق معرة النعمان وسماع صوت اطلاق نار، فيما ذكرت وكالة "رويترز" ان الامن السوري اطلق الرصاص الحي والغاز المسيل لدموع لتفريق محتجين في منطقة الميدان بدمشق. وقال ناشطون سوريون إن القوات الأمنية حاصرت العديد من المساجد في البلاد، المكان الرئيسي لتدفق المتظاهرين أيام الجمع، وذلك بعدما كانوا يستعدون لتظاهرات أمس. ونقلت تقارير تليفزيونية عن ناشطين في إدلب قولهم إنه تم انتشار نحو 50 حافلة أمن وسيارات محملة بالرشاشات في جبل الزاوية عن طريق قرية الرامي، كما أحتلت قوات الأمن السورية عدة منازل وانتشر القناصة فوق الأسطح. في هذا الإطار، قال المعارض السوري عبد اللطيف المنيّر، إن تحركات القوات السورية هذه تأتي بعد أن تيقن النظام أن المشاركين يزدادون عددا كل جمعة.وأضاف المنيّر إن عمليات الاعتقال مستمرة في سوريا رغم العفو الذي أصدره الرئيس السوري وهو ما دفع باتجاه تظاهرات أمس. الى ذلك، قالت تقارير لمنظمات حقوقية إن قوات الأمن السورية قتلت ستة أشخاص على الأقل فى محاولتها وقف الاحتجاجات ضد النظام في عدة مناطق سورية. فقد ذكرت مصادر الرابطة السورية لحقوق الإنسان أن قوات فتحت النار على متظاهرين في محافظة دير الزور شرقي البلاد فقتلت اثنين منهم على الأقل. كما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدنيين قتلا وجرح اكثر من 11 برصاص قوات الأمن في حمص. وتحدثت المنظمة غير الحكومية عن اطلاق نار كثيف في بعض احياء المدينة حيث تم ارسال الجيش بشكل طارئ منذ اسابيع عدة لقمع الاحتجاجات. ونقلت مصادر اعلامية، عن شهود عيان، أن قوات الامن السورية، قامت منذ فجر أمس الأول بحملة مداهمات واسعة في حي باب السباع في مدينة حمص.حيث أفادت بأن دوي إطلاق نار كثيف سمع في أرجاء الحي كما عكف السكان على وضع الحواجز والمتاريس لمنع تقدم قوات الأمن. وكان حي باب السباع قد شهد توترا واسعا بين الأمن والسكان بسبب التظاهرات الإحتجاجية التي شهدتها حمص خلال الأسابيع الأخيرة للاحتجاج على حكم الرئيس بشار الأسد. من جهة أخرى، أفادت الأنباء بأن القوات الامنية السورية تقوم بحملة في قرية الرامية في منطقة جبل الزاوية في محافظة ادلب شمال غربي سوريا، ما أسفر عن سقوط ضحايا بحسب تقارير الناشطين. وبدأت الهجمات العسكرية على مدن وقرى ادلب قبل خمسة اسابيع، بعد احتجاجات كبيرة في مختلف انحاء المنطقة الريفية تطالب بحريات سياسية.وادت الهجمات السابقة الى نزوح الاف السوريين الى تركيا. في غضون ذلك، قالت مصادر حقوقية سورية إن السلطات اعتقلت ما لا يقل عن اربعين من المثقفين والفنانين والإعلاميين أثناء مشاركتهم فى مسيرة صمت في دمشق. وفي وقت سابق من الشهر الحالي عثر على المطرب السوري إبراهيم قاشو قتيلا في نهر العاصي في حماة وقد ذبح من رقبته. يذكر أن الاعتقالات، تتواصل بالرغم من انعقاد المؤتمر التشاوري حول الحوار الوطني الذي دعت له الحكومة والذي ضم مؤيدي الرئيس الأسد بصفة أساسية.