فيما عبّرت عدة دول عن تعاطفها مع الجزائر الهبّة التضامنية مع المتضرّرين من الحرائق تتواصل تنصيب لجنة بالطارف لحصر وإحصاء خسائر الحرائق ن. أ تواصلت خلال الساعات الماضية حركة المساعدات والقوافل التضامنية لفائدة المتضررين من حرائق الغابات التي مست عددا من ولايات الوطن لاسيما الشمالية-الشرقية ففي سوق أهراس بدأت الدفعات الأولى من التبرعات والإعانات التضامنية مع العائلات المتضررة بفعل الحرائق التي اندلعت بعديد مناطق الولاية-التي خلفت 37 قتيلا و183 جريحا- تصل إلى المقر المخصص لجمعها وحفظها حسب ما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية. وأعلنت ذات المصالح عن وصول شاحنات محملة بأطنان من مختلف المواد الغذائية وقارورات مياه الشرب وحفاظات للكبار والصغار وأغطية وأفرشة وأدوية لمعالجة الحروق قادمة من كل من الجزائر العاصمة وتبسة وسطيف وخنشلة وميلة مع تسجيل مساهمة عدة متعاملين اقتصاديين من سوق أهراس وجمعيات خيرية وتنظيمات شبانية من ولايتي خنشلة وتبسة وكذا جمعية تمثل الجالية الجزائرية بالخارج. وتم تخصيص فضاء بمقر الولاية لجمع هذه المساعدات حيث تم الشروع في توزيعها بعد ظهر الجمعة لفائدة المتضررين من الحرائق ببلديات الزعرورية ولحنانشة وتيقاش وعاصمة الولاية. من جهته أفاد مدير النشاط الاجتماعي والتضامن محليا السيد أحمد براهيمي بأن 8 خلايا جوارية تابعة للمديرية قدمت الدعم النفسي للعائلات المتضررة. ويتواصل وصول القوافل التضامنية القادمة من ولايات الوطن فيما ستشرع إحدى اللجان المشكلة بالمناسبة في إحصاء مختلف الأضرار التي خلفتها هذه الحرائق وجرد رؤوس الأغنام والأبقار والعتاد والممتلكات المتضررة حسب ما تم إيضاحه. وبولاية برج بوعريريج أشرف والي الولاية محمد بن مالك على إعطاء إشارة انطلاق قافلة تضامنية تتشكل من عدة شاحنات محملة بمختلف المواد الغذائية والأدوية والأفرشة والأغطية إلى جانب مستلزمات مكافحة الحرائق. وأكد الوالي في هذا السياق أن هذه القافلة التي تندرج في إطار تعزيز روح التكافل والتضامن بين الجزائريين وستتبع بشحنات أخرى على مدار الأسبوع القادم مثنيا بالمناسبة على كل من ساهم في هذه الهبة التضامنية. ومن ولاية تيزي وزو اعلن عن انطلاق قافلة مساعدات من مقر الولاية والاربعاء ناثي راثن وفريحة وعين الحمام لفائدة ضحايا حرائق ولايتي سوق اهراس والطارف وذلك بمبادرة من جمعيات انسانية ومهنية مختلفة اضافة إلى الهلال الاحمر الجزائري. ومن مستغانم انطلقت قافلة تضامنية باتجاه ولايتي الطارف وسوق أهراس تشمل مساعدات لفائدة العائلات المتضررة من جراء حرائق الغابات الأخيرة. وقال بيان لخلية الإعلام والاتصال للولاية إن القافلة التي انطلقت ليلة الخميس إلى الجمعة من مقر الولاية تتضمن ما يفوق 60 طنا من المواد الغذائية والأفرشة والأغطية والمواد الصيدلانية والطبية المحملة على عدة شاحنات مقطورة. وتم جمع هذه المساعدات حسب البيان من طرف متعاملين اقتصاديين وفاعلين في المجتمع المدني (جمعيات ذات طابع اجتماعي وخيري) ومحسنين في أعقاب هبة تضامنية واسعة شهدتها الولاية لمساعدة ضحايا الحرائق في ولايات الطارف وسوق أهراس وسطيف. مزيد من القوافل.. انطلقت أمس السبت قوافل تضامنية أولى من ولايات قسنطينةوباتنةوخنشلة لفائدة المتضررين من حرائق الغابات عبر عدد من ولايات شرق البلاد. فبولاية قسنطينة أشرف الأمين العام للولاية السعيد أخروف على انطلاق أول قافلة تضامنية لفائدة المتضررين من حرائق الغابات التي مست ولاية الطارف الحدودية. وفي تصريح للصحافة أوضح ذات المسؤول بأن هذه القافلة التي تضم 14 شاحنة تحوي مساهمات العديد من المتعاملين الاقتصادين من ولاية قسنطينة مضيفا بأن هذه الشاحنات محملة بأطنان من مختلف المواد الغذائية وقارورات المياه المعدنية وحفاظات الكبار والصغار والأغطية والأفرشة وأدوية معالجة الحروق. وأفاد السيد أخروف بأن هذه القافلة التضامنية ستكون مرفقة بفرق تضم أطباء وأخصائيين نفسانيين ومساعدين اجتماعيين كاشفا بأن الجمعيات الخيرية ستسجل مشاركتها في هذه الهبة التضامنية ابتداء من هذا الأحد. من جهته أبرز مدير النشاط الاجتماعي والتضامن محليا مراد صياد بأنه قد تم تشكيل خلية خاصة مكلفة بتقديم الدعم النفسي للعائلات المتضررة. وبباتنة انطلقت أيضا من أمام مقر الولاية قافلة للمساعدات الإنسانية متكونة من 18 شاحنة محملة بمواد غذائية متنوعة ومياه معدنية وأفرشة وألبسة نحو المتضررين من حرائق الغابات التي مست عددا من الولايات الشرقية من الوطن. وصرح الوالي توفيق مزهود لدى إشرافه على انطلاق القافلة بأن هذه المبادرة تمثل التفاتة تضامنية من سكان ولاية باتنة تجاه المتضررين من الحرائق بشرق البلاد لاسيما ولاية الطارف كما تعكس قيم التضامن بين الجزائريين كاشفا بأن العملية مازالت متواصلة حيث ستتوجه هذا الأحد شاحنات تضم مساعدات إنسانية أخرى نحو المناطق المتضررة. كما أشرف والي خنشلة يوسف محيوت بمقر الولاية على إعطاء إشارة انطلاق قافلة تضامنية محملة بمختلف المواد الغذائية واسعة الاستهلاك والأدوية ومواد النظافة. ووجه الوالي بالمناسبة تشكراته إلى المنظمات والجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والخيري التي لبت النداء وعملت ليلا ونهارا من أجل المشاركة في العملية التضامنية المخصصة للمتضررين من حرائق الغابات بولايتي الطارف وسوق أهراس. وأشار ذات المسؤول إلى أن رؤساء المجالس الشعبية البلدية والدوائر لم يتخلفوا هم الآخرين عن الموعد ونسقوا مع مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن خلال عطلة نهاية الأسبوع من أجل توفير المواد الغذائية والمياه المعدنية ومختلف الاحتياجات الأساسية الخاصة بالأطفال التي تم تحميلها على متن 8 شاحنات نصف مقطورة وشاحنتين من الحجم الصغير. من جهته أبرز رئيس الاتحاد الولائي لترقية التنمية والعمل الجمعوي في إطار الديمقراطية التشاركية لولاية خنشلة مالك حمام الذي رافق القافلة التضامنية إلى ولاية الطارف في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن هذه الهيئة قامت بالتنسيق مع المجلس الشعبي البلدي بخنشلة ونقابة الصيادلة الخواص بجمع عشرات القناطير من المواد الغذائية والصيدلانية لإرسالها للمتضررين من حرائق الغابات. هبة تضامنية كبيرة لمنظمات أرباب العمل وتساهم المؤسسات الجزائرية العمومية والخاصة هي الأخرى ممثلة في منظمات أرباب العمل في الهبة التضامنية لفائدة المتضررين في عدة ولايات لاسيما شرق البلاد. وفي هذا الصدد دعا مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري في بيان له جميع المتعاملين الاقتصاديين الأعضاء إلى التعبئة لدعم الساكنة في هذه المحنة الأليمة . وحسب المجلس فقد تم وضع خلايا محلية في ولايات الجزائر العاصمة ووهران وقسنطينة وبجاية لاستقبال الهبات المادية على مستوى مستودعات مخصصة لهذا الغرض من أجل توفير الاحتياجات الأولية للمتضررين من مياه وأدوية ومواد غذائية وأفرشة . وتؤكد منظمة أرباب العمل أن الحس الوطني والمواطنة هما قيمتان متجذرتان لدى المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين الذين سيتجندون حتما مرة أخرى للمساهمة في أعمال تضامنية . من جهته أشار رئيس الكنفدرالية الجزائرية لأرباب العمل المواطنين سامي عقلي في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية إلى أن تضامن منظمته يعتبر واجبا وطنيا في مثل هذه الحالات خاصة وأن البلاد هي اليوم بحاجة إلى كل طاقاتها لمجابهة الحرائق . وقال في بيان صحفي سنواصل القيام بالأعمال التضامنية مع إخواننا المواطنين مثلما تضامنا معهم خلال أزمة كوفيد-19 وذلك بالتنسيق الكامل مع السلطات العمومية . وبدورها تطرقت رئيسة الكنفدرالية العامة للمؤسسات الجزائرية سعيدة نغزة إلى الواجب الوطني إزاء المساهمة في الهبة التضامنية بالنسبة لمنظمتها. وفي هذا الصدد ذكرت السيدة نغزة أن منظمة أصحاب العمل تساهم في الهبة التضامنية لصالح ضحايا الحرائق من خلال تقديم الهبات الغذائية والمعدات الكهربائية وآلات الأشغال العامة التابعة للشركات الأعضاء في المنظمة. وتجدر الإشارة إلى أنه منذ اندلاع أولى حرائق الغابات في عدة ولايات في البلد جندت الدولة جميع الموارد المادية والبشرية اللازمة لإخمادها والتكفل بالضحايا. وقد تم تجنيد العديد من مصالح ومؤسسات الدولة وعلى رأسها وحدات الحماية المدنية وقوات الجيش الوطني الشعبي لإخماد حرائق الغابات والتكفل بالجرحى والضحايا طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. الطارف: تنصيب لجنة ولائية لإحصاء الخسائر تم أمس السبت تنصيب لجنة ولائية مكلفة بحصر وإحصاء خسائر الحرائق بولاية الطارف حسب ما نشر على الصفحة الرسمية فايسبوك للولاية. وأوضح ذات المنشور بأن والي الطارف حرفوش بن عرعار قد أشرف على تنصيب هذه اللجنة الولائية بحضور إطارات من وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية. واستنادا لذات المنشور فقد أكد رئيس الجهاز التنفيذي المحلي على ضرورة بذل كل الجهد اللازم لخدمة مواطني الولاية لاسيما من مستهم فاجعة الحرائق والحرص خاصة على مصداقية العملية والسرعة في إنجاز العمل المطلوب . جدير بالذكر أن الوزير الأول السيد أيمن بن عبد الرحمان قد أمر لدى وقوفه يوم الخميس على مخلفات الحرائق بولاية الطارف بإنشاء لجنة ولائية توكل لها مهمة إحصاء الخسائر المادية على مستوى المناطق المتضررة مبرزا أن الدولة حاضرة ولن تتخلى عن دورها في التكفل ومساعدة المواطنين المتضررين في مثل هذه الظروف . عدة دول تعبر عن تضامنها مع الجزائر عبر وزراء خارجية ودبلوماسيون من عدة دول عن تضامنهم مع الجزائر إثر الحرائق التي شهدتها بعض الولايات الشمالية الشرقية من البلاد. وعلى إثر هذا المصاب الاليم تلقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة برقية تعزية وتضامن من نائب رئيس الوزراء وزير الشؤون الخارجية لجمهورية اثيوبيا السيد ديميكي ميكونن عبر فيها باسم الشعب والحكومة الاثيوبية عن تعازيه الخالصة للجزائر رئيسا وشعبا في ضحايا الحرائق . كما بعث مستشار الدولة وزير الخارجية الصيني وانغ يي برقية تعزية إلى السيد لعمامرة تقدم فيها ب عميق التعازي في ضحايا حرائق الغابات في عدة مناطق بشمال الجزائر وخالص المواساة لذويهم والمصابين . من جهتها قالت تركيا في بيان لوزارة خارجيتها إنها تلقت بالحزن والأسى نبأ فقدان عدد كبير من الأشخاص لأرواحهم جراء حرائق الغابات في عدد من ولايات الجزائر معربة عن تمنياتها بالرحمة لمن فقدوا أرواحهم بسبب الحرائق كما قدمت التعازي للشعب والحكومة الجزائريين مؤكدة استعدادها تقديم كل أنواع الدعم للجزائر . وكانت الجزائر قد سجلت تضامنا عربيا واسعا حيث عبر رؤساء دول عربية على غرار تونس وقطر وفلسطين عن خالص التعازي في ضحايا الحرائق معربين عن تضامنهم ومؤازرتهم وتعاطفهم ووقوفهم إلى جانب الجزائر في هذه الظروف مؤكدين ثقتهم في قدرة الجزائر وشعبها على تجاوز هذه المحنة.