الكثير من المواطنين يضطرون إلى تناول وجبات إفطارهم في المطاعم، هم أشخاص بعيدون عن أسرهم، وآخرون ليس لهم أسر، ولا من يطهو لهم وجبات رمضان، كلّ هؤلاء الزبائن الرمضانيين، تتنافس المطاعم على استقطابهم، بتزيين موائدها بمختلف الأطباق التقليدية التي اعتادت عليها الأسرة الجزائرية في هذا الشهر· مصطفى مهدي في حي (طونجي) بالجزائر الوسطى كنا على موعد مع بعض المطاعم التي كانت بصدد تحضير بعض الأطباق الرمضانية، قبل موعد الإفطار بحوالي الساعة، هو مطعم الحيتان، والذي حدثنا المشرف عنه كمال، وعن التحضيرات قال: (كما ترون، هناك نسوة يعملن على طهي بعض الأطباق التي عجز طهاتنا عن طبخها، فقررنا أن يكون رمضان شهر عطلة بالنسبة لهم، وأن نجلب نسوة خصيصا للشهر، بعضهن من الحي، قررن أن يجربن العمل في المطعم، ولقد أبلين البلاء الحسن، فأنا أعتقد أنّ الناس بدأت تستحسن ما نُحضره، ولاحظنا أنّ الإقبال يزداد، وكلّ زبون يأتي لا يغير المطعم، وهذا جميل)· أمّا الزبائن فكانوا ينتظرون دورهم، فالمطعم لا يتسع إلاّ ل65 مكانا، وهو الأمر الذي يجعل الناس تنتظر دورها لساعة قبل موعد الإفطار، وهي السيئة التي قال لنا عنها كمال إنه سيعمل على توسيع المطعم مستقبلا، وغير بعيد، في حي باب عزون كان هناك مطعم آخر سمعنا أنه يحضر وجبة رمضانية كاملة، وحتى الحلويات يحضرها، دخلنا وسألنا عن المشرف فكان غائبا، إلاّ أنّ ربيع، وهو عامل بذات المطعم المدعو مطعم عمي بشير، قال لنا: (نستقبل يوميا مائة زبون، وثمن الوجبة الكاملة 300 دينار، وأظنها زهيدة مقارنة بالخدمات المقدمة، والتي يمكن أن تتأكدوا منها، وتشاركونا الإفطار إن أردتم)· قال لنا ربيع هذا وأرانا المطعم، وما لفت انتباهنا النظافة التي حرص ربيع وزملاؤه أن تتوّفر لجلب الزبائن، وللحفاظ على صحتهم، يقول لنا، ويضيف عن العمال: "أحتفظ بنفس طاقم العمل، وبنفس العمال في الإفطار، وأجبرهم على الإفطار هنا، حتى يوفروا كل الخدمات اللازمة للزبون، وهو أمر طبيعي، إنهم طهاة جيدون، ولهذا أحتفظ بهم، سواء في رمضان، أو حتى في المناسبات الأخرى، كالعيد، وربما عاشوراء، والمولد، لكل مناسبة طبق خاص اعتاد الجزائريون أكله، ونحن عادة ما نحضر الأطباق التقليدية) أمّا الزبائن، فأيضا كانوا ينتظرون موعد الإفطار، ومنهم سعيد الذي قال لنا: (آتي إلى هنا يوميا منذ بداية رمضان، في الحقيقة يمكن أن أكتفي ببعض الخبز، والحلوى، والحليب بالنسبة للإفطار، ولكن رمضان ليس كسائر الأشهر، ولأني بعيد عن عائلتي فيجب أن آكل بعض الوجبات التي تشعرني بأنني في رمضان، خاصّة وأنّ السهرات الرمضانية لم يعد لها الذوق نفسه، ولولا بعض المظاهر لحسبنا أننا في شهر عادي)·