قبل الدخول الدراسي.. إبعاد الأطفال عن الهواتف النقالة ضرورة قصوى لا يختلف اثنان أنّ تعلق الأطفال بالهواتف النقالة كان وثيقا خلال العطلة الصيفية طويلة المدى سواء المالكين للهواتف أو المستعملين لهواتف آبائهم خلسة ومع العد التنازلي لبداية العام الدراسي يصبح من الضروري إبعاد الأطفال عن هواتفهم وكف إدمانهم عليها بسبب تأثيرها السلبي على التحصيل الدراسي وأضرارها الصحية والنفسية . نسيمة خباجة يشكو الكثير من الأولياء افراط ابنائهم في استعمال الهاتف النقال لاسيما خلال العطلة الصيفية وسهرهم الطويل وهم يصولون ويجولون بين الألعاب والفيديوهات التي خطفت عقولهم لكن ومع اقتراب موعد الدخول المدرسي لابد من تهيئة عقل الأبناء للدراسة وإبعاد كل ما يلهيهم عنها وتجد بعض الأسر صعوبة في تخطي تلك الخطوة بسبب إدمان الأبناء واستخدامهم المفرط للهواتف الذكية طيلة ساعات النهار وسهرهم إلى ساعات متأخرة من الليل تلك العادات السيئة التي لا تتوافق مع تهيئتهم للدخول المدرسي وتحصيلهم الدراسي. انغماس في العالم الافتراضي تعد الهواتف الذكية من بين الملهيات المحببة للأبناء خلال العطلة الصيفية للغوص في مختلف الوسائط الاجنماعية واكتشاف خباياها والتعلق بكل ما هو خارق للعادة من فيديوهات وألعاب إلكترونية يطغى عليها جانب العنف. تقول السيدة وفاء إن ابنها البالغ من العمر 14سنة أفرط بشكل جنوني في استخدام الهاتف النقال خلال العطلة ولم يفارقه لا في الليل ولا في النهار وكان منعزلا عن العالم إلى درجة انه يرفض الخروج والتنزه والذهاب إلى البحر مما جعلها تتخوف عليه وهي الآن تعزم على إبعاده عن ذلك العالم الافتراضي ومنعه من استعمال الهاتف مع اقتراب بداية العام الدراسي كونها تتخوف من انشغاله عن دراسته. تأثير الهاتف الذكي على التحصيل يلاحظ الكثير من الآباء الاهتمام الكبير الذي يمنحه الأبناء لجهاز الهاتف النقال لدرجة أن الكثير من الآباء يعتبرون علاقة أبنائهم بالهاتف حالة من حالات الإدمان بسبب قضاء الأبناء ساعات طويلة لمتابعة برامج الألعاب ومواقع التواصل الاجتماعي لاسيما خلال العطلة الصيفية ومع اقتراب موعد الدخول المدرسي لابد من إبعاد الأبناء عن ذلك العالم المحفوف بالمخاطر كما انه يؤثر سلبا على دراستهن بحيث يتم إهمال الدراسة دون شك وعززت دراسة حديثة هذه الأقوال بنتائج صادمة. ووجد باحثون أن 80 بالمائة من الطلاب ممن يستخدمون الهاتف النقال يتصفون بتدني التحصيل الدراسي. وأظهرت الدراسة التي اشتملت عينتها 1000 طالب من المدارس أن الطلاب أصحاب التحصيل المتدني يستخدمون الهاتف النقال بشكل دائم ودون انضباط حتى أثناء دراستهم في المنزل. في حين أن الطلاب الذين تم ضبط استخدامهم للهاتف النقال وتم سحبه منهم أثناء الدراسة المنزلية تحسن مستوى تحصيلهم وذلك من خلال عينة تجريبية. يقول المختصون في الشأن التربوي إن الهاتف النقال يحتوي على برامج مواقع التواصل وتطبيقات للألعاب تعمل على شغل الطالب ذهنياً وبالتالي تعمل على تشتيت فكره. فيجب أن يضبط الأولياء استخدام الهاتف وألا يبقى مع الابناء أثناء دراستهم. وألا يزيد استخدامه عن ساعتين أسبوعيا أو استخدامه على مبدأ التكلفة بالاستجابة لتعديل السلوك وبشكل منضبط وحازم. وفي حال كان من الضروري وجود الهاتف النقال بيد الابن بعد عودته إلى المدرسة فيفضل شراؤه من النوع العادي للاتصال فقط. جميع الدراسات أثبتت أن الهواتف المحمولة تؤثر على التركيز وبالتالي على التحصيل الدراسي فبهذه الوسائل تقل قدرات الأبناء الذهنية في استيعاب المعلومات واسترجاعها أثناء أداء الامتحانات ويجمع المختصون على ضرورة مصادرة هواتف الأبناء خلال أوقات الدراسة كي يصبح تحصيلهم العلمي أفضل وينصحون الأولياء دائما بتحديد فترة لاستخدام الهاتف النقال ولمدة مقننة جدا أو بإعطائه كمكافأة نتيجة سلوك حسن أو استجابة لشيء ما مثلا. آثار نفسية واجتماعية وصحية الهاتف النقال هو سلاح ذو حدين وأصبح متطلبا حياتيا لا يمكن الاستغناء عنه لكن الفكرة تقوم على كيفية تنظيم الأسرة لاستخدام الابن لهذا الهاتف وما به من برامج بحيث لا تتعارض بتأثير سلبي على التحصيل الدراسي الذي سيؤثر حتماً على مستقبله وأثبتت دراسات كثيرة أن الهاتف النقال لا يؤثر فقط على التحصيل الدراسي بل أيضاً على النواحي الصحية والاجتماعية والنفسية فيجمع التربويين أن الهاتف يؤثر على المدى البعيد على تفاعل الطفل مع البيئة المحيطة به فيصبح أكثر عزلة وانطوائية وبالتالي تزداد لديه المشاكل النفسية ويصبح أكثر عنفا واصطناعاً للمشاكل. ومن الناحية الطبية يعاني الأطفال المدمنين على الهاتف من أوجاع دائمة بالعضلات خاصة منطقة العنق ويجعل بعض وظائف الدماغ خاملة وضعيفة.