* الجيش التونسي يشتبك مع مسلّحين غير بعيد عن حدود بلادنا يضع تدهور الأوضاع الأمنية في الجارتين الشرقيتين للجزائر ليبيا وتونس، أجهزة الأمن والجيش الوطنية على طول الشريط الحدودي الشرقي في حالة استنفار قصوى، وقد جاءت الاشتباكات المسلّحة التي وقعت قرب الحدود بين الجزائروتونس لتؤكّد صدق المخاوف الجزائرية من آثار الانفلات الأمني في ليبيا على أمن المنطقة· ووسط مخاوف من إمكانية أن يتسلّل مسلّحون ليبيون أو تونسيون إلى الأراضي الجزائرية، اشتبك الجيش التونسي مساء الجمعة وصبيحة السبت بضراوة مع مجموعة مسلّحة قيل إنها تسلّلت إلى التراب التونسي من التراب الليبي على الأرجح، وهو ما استدعى حالة استنفار على الحدود الجزائرية بالنّظر إلى أن الشريط الحدودي التونسي مع ليبيا يمتدّ مباشرة إلى الحدود الجزائرية، وهو ما يعني أن الاشتباكات التي وقعت لم تكن بعيدة عن التراب الوطني· وقام الجيش التونسي بعمليات تمشيط لمنطقة علوة الكرنافة في عمق الصحراء على الحدود بين ولايتي قبلى وتطاوين (500 كلم جنوب العاصمة) بحثا عن مجموعة مسلّحة تسلّلت إلى الأراضي التونسية، حسب ما أفادت به أمس وكالة الأنباء التونسية (وأت)· وحسب نفس المصدر فإن (اشتباكات عنيفة) وقعت منذ مغرب يوم الجمعة بين عناصر الجيش التونسي والمجموعة المتسلّلة إلى منطقة علوة الكرنافة التي تقع 70 كلم في عمق الصحراء جنوبي معتمدية دوز بولاية قبلي، مشيرة إلى أن المواجهات (أسفرت عن سقوط ضحايا لم يتسنّ حتى الآن تحديد عددهم تمّ نقلهم إلى المستشفيات القريبة)· وأكّد مصدر عسكرى لمراسل وكالة الأنباء التونسية بالجهة وقوع (مواجهات عنيفة وإطلاق نار كثيف) تواصل منذ مغرب يوم الجمعة حتى ساعات الفجر الأولى ليوم السبت وذلك إثر ورود معلومات عن (تسلّل مجموعة من السيّارات رباعية الدّفع على متنها كمّية من الأسلحة المتطوّرة ودون لوحات منجمية إلى منطقة علوة الكرنافة)· وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن المنطقة شهدت (تعزيزات عسكرية كبيرة) قدمت من مدن قبليودوز ومطماطة، مشيرة إلى (حالة من الخوف والحيرة تسود في صفوف المواطنين بولاية قبلي حول دوافع هذه المجموعات، حيث لم يتسنّ حتى الآن تحديد هويتها باعتبار أن السيّارات التي تقلّهم لا تحمل أيّ لوحات منجمية)· وذكر نفس المصدر أن علوة الكرنافة تشهد بين الحين والآخر عمليات تسلّل مسلّحين تمكّنت قوّات الأمن والجيش الوطنيين في العديد من المرّات من إيقافهم· ولا يبدو الوضع في ليبيا، قرب الحدود مع الجزائر، أفضل حالا من الوضع قرب حدود بلادنا مع تونس، حيث خاضت قوّات المعارضة الليبية معارك من أجل السيطرة على بلدتين على جانبي العاصمة الليبية طرابلس أمس السبت وامتدّ القتال عبر الحدود إلى تونس قرب التراب الجزائري، حيث اشتبك متسلّلون ليبيون مع القوّات التونسية· واقتربت الحرب المستمرّة منذ ستة شهور في ليبيا من الحدود الجزائرية الأسبوع الماضي بعد أن سيطرت المعارضة بشكل مفاجئ على مدينة الزاوية الساحلية التي تبعد 50 كيلو مترا فقط إلى الغرب من طرابلس وحاصرت العاصمة وقطعت طرق الإمدادات إليها· وأصبحت قوّات القذافي إلى الغرب من الزّاوية وبالقرب من الحدود التونسية محاصرة فعليا ومنعزلة عن خطوط إمداداتها الرئيسية· وعزّزت تونس وجودها العسكري في المنطقة الحدودية·