عادة ما يختار اللصوص الأوقات التي يكون فيها المواطنون نياما، أو خارج بيوتهم، لكي ينفذوا اعتداءات السطو، ولكن في شهر رمضان، فإنّ الكثير من حوادث سرقة البيوت وقعت في عز النهار، وخاصة في الصباح الباكر، حيث يغط البعض في نوم عميق· ما وقع في بلدية بوزريعة مؤخرا أذهل الجميع، حيث سطا لص على فيلا لأحد الأشخاص في وضح النهار، بل وكان أبناء الحي كلهم حاضرين، ولكن لا أحد استطاع التدخل، لأنه لا أحد فكر في أنّ الأمر يتعلق بمحاولة سرقة، وتعود وقائع القضية إلى بداية الشهر، حيث أنّ الضحية كان يغط في نوم عميق بعد سهرة طويلة دامت إلى الفجر، كان قد أمضاها في إحدى الملاهي، رفقة أصدقاء له وآخرين غرباء، وقد أخبر الجميع أن أسرته قد تمضي الأسبوع الأول من رمضان عند العائلة التي تسكن في إحدى الولايات الداخلية، وأنه يبيت لوحده، وهي المعلومة التي التقطها أحد الحاضرين، ونفذ على إثرها خطة محكمة لكي يستولوا على البيت، حيث أحضر أصدقاء له، وانتظروا أن يدخل الضحية بيته، وفي الصباح، وعلى الساعة التاسعة، جلب هؤلاء سلالم بحجة أنهم عمال بناء، واستغرب بعض سكان الحي ذلك، ولكنهم لم يجرؤوا على سؤال الضحية، لأنه لا يحب أن يوقظه أحد في الصباح، فاقتحم اللصوص البيت بكل راحة، واستولوا على بعض الأشياء الثمينة، وعندما استيقظ الضحية، احتار، وسأل سكان الحي فأعلموه بما حدث، فلم يعلم أيبكي، أم يضحك من حمقه· سرقة أخرى وقعت هذه المرة في حي عين النعجة، والذي ترى المحلات فيه كلها، أو كثير منها مقفلة في الصباح، إلاّ محل واحد لبيع الجرائد، والذي كان به عامل شاب، اعتاد أن ينهض مبكرا، فلقي جزاءه، حيث اقتحم عليه بعض الشبان المحل، وهددوه باستعمال السلاح لكي يعطيهم ما يملكه، ففعل، وهربوا في سيارة كانت مركونة بالقرب من المحل، ولم ينفع صراخه ومحاولة استجداء المواطنين، لم يكن هناك أحد، وكذلك ما وقع في ابن عكنون، في حي عادة ما يكون مكتظا بالمارة صباحا، إلا في رمضان، فإن المحلات كلها تقفل أبوابها، ويكون الشارع خاليا إلا من بعض السيارات، وفي الطريق المؤدية إلى جامعة الجزائر 3، حاول أحدهم سرقة امرأة، وصرخت، وحاولت التخلص من اللص، ولكن دون جدوى فلا أحد يسمع صراخها، إلاّ أن سيارة مارة توقفت، فخاف اللص حينها، وفر، ولكن الأمر صار ظاهرة يخبرنا سفيان، وساكن بذات الحي، إذ أنّ اللصوص صاروا يعتدون على المارة في وضح النهار، وخاصّة في الأوقات التي لا تشهد حركة كبيرة، أما في رمضان، يضيف، فالأمر يزداد استفحالا بسبب كسل البعض، وعزوفهم عن العمل·