لكسب رهان بناء اقتصاد وطني واعد وتحقيق التنمية المستدامة الرئيس يدعو للالتفاف حول مشروع التجديد * ذكرى 17 أكتوبر لحظة من لحظات الوفاء لذاكرتنا المجيدة س. إبراهيم شدّد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أمس الاثنين على أنّ ذكرى يوم الهجرة المخلدة لمجازر 17 أكتوبر 1961 تشكل لحظة من لحظات الوفاء لذاكرتنا المجيدة ومحطة وفاء تدعونا إلى الالتفاف حول مشروع التجديد الوطني داعيا الجالية الوطنية بالخارج إلى تكثيف مساهمتها في تجسيد هذا المسعى. وقال رئيس الجمهورية في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للهجرة المخلد لمجازر 17 أكتوبر 1961: تحل علينا ذكرى يومِ الهجرة المخلدة لمظاهرات 17 أكتوبر 1961 لنسترجع فيها مآسي وعبر تلك المجازِر النكراء التي اقترفها المستعمر الآثم قبل ستين عاما في حق بنات وأبناء الشعب الجزائري في المهجرِ الذين أكدوا بمواقفهم عبر الزمن أن الهجرة لم تكن بالنسبة لهم هجرانا لبلدهم ولا ابتعادا عن آلام وآمال أبناء وطنهم . وأضاف أن هذه المحطة تدعونا إلى الالتفاف حول مشروع التجديد الوطني والتوجه بعقيدة راسخة نحو المستقبل لكسب رهان بناء اقتصاد وطني واعد وتحقيق التنمية المستدامة التي يكون المواطن جوهرها في جميع مناحي الحياة . وبالتأكيد يستطرد رئيس الجمهورية فإن جاليتنا معنية في هذه المرحلة التي نبني فيها دولة المؤسسات والحق والقانون ونخوض فيها تحديات بناء الجزائر الجديدة ومدعوة لتكثيف مساهمتها في المجهود الوطني لاسيما وأن التعديل الدستوري مكنها من الانخراط في الديناميكية الاقتصادية والاجتماعية التي تشدها الجزائر الجديدة المعولة على قدرات بناتها وأبنائها في الداخل والخارج الجزائر القوية المزدهرة الموفورة الكرامة المتفتحة على العالم . وخلص الرئيس تبون في رسالته إلى القول: إننا ونحن نقف عند هذه المحطة الخالدة من تاريخ ثورتنا المجيدة نترحم على أرواح ضحايا ذلك اليوم المشؤوم وعلى أرواح الشهداء الأبرار الذين صنعوا مجد الأمة ورفعوا راية الكرامة والحرية في بلد قدره أن يظل شامخا . ربيقة: المظاهرات كانت ردا استراتيجيا على المخططات الاستعمارية أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أمس الإثنين بالجزائر العاصمة أن مظاهرات 17 أكتوبر 1961 بباريس كانت بمثابة رد استراتيجي عملي ومباشر على المخططات الاستعمارية الرامية إلى محاولة عزل الثورة التحريرية. وقال ربيقة في كلمة ألقاها خلال إشرافه على ندوة تاريخية بعنوان مظاهرات 17 أكتوبر 1961: رمز التضحية وعربون وفاء للوطن بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقات الخارجية عبد الحفيظ علاهم وأعضاء من الحكومة ومجاهدين: كلما عادت ذكرى مناسبة 17 أكتوبر 1961 تعود معها الحقيقة التاريخية مشيرا إلى أن ما قامت به الجالية داخل تراب الاستعمار كان بمثابة الرد الاستراتيجي العملي والمباشر على المخططات المتعاقبة التي كانت ترسمها الدوائر الاستعمارية من بينها محاولة عزل الثورة أو الادعاء بأن ما يجري على أرض الجزائر هي أعمال محدودة ومعزولة . واعتبر الوزير بالمناسبة أن يوم الهجرة المخلد لمظاهرات 17 أكتوبر مناسبة متميزة في مسيرة الكفاح الوطني وتضحيات الشعب الجزائري من أجل الحرية والاستقلال مبرزا أن هذه المحطة تذكر ب الكفاح النوعي الذي خاضه الجزائريون المهاجرون في ديار الغربة من أجل التمكين للقضية الوطنية ومناصرة ثورتهم التحريرية . وبعد أن ذكر بان السلطات الفرنسية آنذاك فرضت حظر التجول وعزلت الجزائريين في محاشر تنعدم فيها شروط الحياة وجندت القانون والقضاء وكل ما من شأنه أن يجعل كل جزائري مدان على هويته أكد الوزير بأن ما خاضه المهاجرون الجزائريون من كفاح كان الحلقة التي لا بد منها لإنجاز الحسم القاطع في معركة التحرير على أرض الميدان . وذكر ربيقة بأن رئيس الجمهورية أقر خلال السنة الماضية الوقوف دقيقة صمت في مثل هذا اليوم من كل سنة ترحما على أرواح الشهداء ضحايا تلك المجازر المروعة ووفاء لذاكرتنا المجيدة وتخليدا لتضحياتهم في سبيل استعادة الحرية والاستقلال . ولم يفوت الوزير المناسبة ليدعو أبناء الجزائر إلى الاستلهام من ملاحم أمجادهم ومفاخر سلفهم لتعزيز ارتباطهم بوطنهم من أجل أن تبقى الجزائر شامخة حرة أبية تفتخر بتاريخها وحاضرها ومستقبلها الذي يتم رسم معالمه اليوم بحكمة وبصيرة في كنف الجزائر الجديدة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون . للإشارة فقد تم في ختام هذه الندوة تكريم عدد من المجاهدين وذلك عرفانا لتضحياتهم إبان الثورة التحريرية كما تم الوقوف دقيقة صمت وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح ضحايا مجازر 17 أكتوبر 1961.