واصل (ثوّار النّاتو) قصف الجزائر ورموزها بالأكاذيب، وبلغ تطاولهم حدودا غير مسبوقة، حينما راح أحد قادتهم يتهجّم على رئيس الجمهورية المجاهد عبد العزيز بوتفليقة، مدّعيا بكلّ وقاحة أن هذا الأخير لا يعترف حتى بشرع اللّه! وبعد وقت قصير من قيام رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة بالإشراف على حفل أقيم بمناسبة ليلة القدر المباركة وتكريم أفضل حفظة ومجوّدي كتاب اللّه الحكيم القادمين من مختلف مناطق العالم، أطلّ العقيد اللّيبي المنشقّ المسمّى أحمد باني عبر قناة صارت بمثابة الجناح الإعلامي لحلف (النّاتو) ليسخر من عدم اعتراف الجزائر حتى الآن بما يسمّى بالمجلس الانتقالي اللّيبي، فقال إن (بلاده) ليست بحاجة إلى اعتراف من بوتفليقة، قبل أن يذهب أبعد من ذلك حين قال بكلّ وقاحة إنه ليس غريبا أن لا يعترف الرئيس بوتفليقة ب (الثوّار) على اعتبار أنه، أي بوتفليقة، (لا يعترف بأشياء كثيرة منها شرع اللّه)· وبطبيعة الحال لم تتوقّف الإساءة إلى الجزائر عند حدّ التطاول على رئيسها المجاهد، بل تعدّته إلى مواصلة إطلاق الأكاذيب المسيئة لبلاد الشهداء والثوّار الحقيقيين لا ثوار النّاتو حيث عادت كذبة دخول العقيد الليبي (الهارب) معمّر القذافي للأراضي الجزائرية، لتتردّد بقوّة في الساعات الأخيرة حين تناقلت مصادر إعلامية كثيرة (نقلا عن مصدر عسكري من الثوّار) خبرا يزعم أن موكبا يضمّ ستّ سيّارات من نوع (مرسيدس) مصفّحة قد يكون ينقل مسؤولين ليبيين كبار بمن فيه الزّعيم الليبي معمّر القذافي وأبناؤه، عبر الحدود من ليبيا إلى الجزائر· وقالت وكالات الأنباء نقلا عن (مصدر كاذب في المجلس العسكري الليبي بمدينة غدامس) الليبية إن (ستّ سيّارات من نوع مرسيدس مجهّزة ضد الرصاص ومصفّحة دخلت المدينة صباح الجمعة)· وتابع المصدر الذي لم يعد يصدّقه أحد أن (تلك السيّارات من المعتقد أنها تحمل مسؤولين ليبيين كبار، ومن الممكن أن يكون فيها القذافي وأبناؤه)· وفنّدت وزارة الشؤون الخارجية يوم السبت (بشكل قاطع) الخبر الذي تناقلته بعض أقسام التحرير ووكالات الأنباء، والذي يفيد بأن موكب سيّارات عبر الجزائر قادما من ليبيا· وفي ردّه عن سؤال لوكالة الأنباء الجزائرية حول هذا الخبر صرّح النّاطق باسم وزارة الشؤون الخارجية السيّد عمّار بلاني بأن (الجزائر مستهدفة منذ أشهر بوابل من الأخبار الكاذبة، والتي ظهر طابعها المضلّل في العديد من المرّات)، مشيرا إلى أن (الأمر كذلك بالنّسبة للخبر الذي بثّته وكالة أنباء الشرق الأوسط بشأن سيّارات مرسيدس يزعم أنها عبرت الحدود الجزائرية-الليبية)· وقال النّاطق الرّسمي إن (ّهذا الخبر لا أساس له من الصحة ونفنّده بشكل قاطع)· وفي سياق ذي صلة، ذكر أحد أعيان منطقة إيليزي الحدودية أن الحدود بين الجزائر وليبيا مفتوحة رغم قلّة الحركة، لكن احتمال مرور موكب من سيّارات المرسيدس المصفّحة على متنها عائلة القذافي (ضعيف جدّا) لأنه لا يمكن أن يمرّ دون أن يلاحظه أحد· وقال المصدر الذي فضّل عدم الإفصاح عن هويته لوكالة (فرنس برس): (احتمال مرور موكب سيّارات مرسيدس مصفّحة ضعيف جدّا إن لم يكن مستحيلا)، وتابع: (حتى وإن أرادت السلطات التستّر على الأمر فإن سكان هذه المنطقة الصحراوية سيلاحظون السيّارات حتما)· من جهة أخرى، أكّد النّّاطق باسم وزارة الخارجية أنه تم إجلاء عقيلات وأبناء الأعوان الدبلوماسيين والقنصليين الجزائريين في ليبيا· وأوضح السيّد بلاني أنه (تمّ إجلاء عقيلات وأبناء الأعوان الدبلوماسيين والقنصليين الجزائريين العاملين بليبيا، وأن موظّفين اثنين من البعثة الجزائرية قاما بمرافقتهم)، كما أكّد أن (الموظّفين الباقيين لا يزالون يشغلون مناصبهم لضمان السير العادي لمختلف مصالح البعثة)·