(كيف سأذهب؟) هو السؤال الذي يطرحه المواطن على نفسه ما إن توّجه له دعوة من الأقارب، أو الأصدقاء، يسأل هذا السؤال إذا لم يكن يملك سيارة، فهو بالتأكيد لن يفكر في الحافلات، ووسائل النقل الأخرى··· لأنها مُنعدمة، أو تكاد· يتكرر سيناريو قلة وسائل النقل كل عيد، بل قبل العيد وبعده بأيام، وقد تصل إلى الأسبوع··· المحلات، ووسائل النقل والخدمات العامة والخاصة، كل شيء مقفل، وقد لمح المواطن هذا منذ بداية الأسبوع الجاري، حيث أنّ الكثيرين دخلوا في عطلة مفتوحة، إلى ما بعد انقضاء العيد، وهو ما صارحنا به مراد، وهو قابض تذاكر، التقيناه في بداية الأسبوع فقال لنا: (ها هو اليوم الأخير الذي أعمل فيه، وسأرتاح لأسبوع قبل أن أواصل العمل بعدها)· وعن سؤالنا له عما إذا كان فكر في المواطنين، أجاب: (إنني مرهق، لقد عملت طيلة شهر رمضان، ومن حقي أن أرتاح أيضا، ثمّ إن السائق سيقضي عيده مع عائلته في ولاية بعيدة، وهو الأمر الذي يجعلني لا أستطيع العمل حتى إن أردت ذلك)· قال لنا محدثنا هذا ثمّ أضاف: (هناك زملاء سيعملون في العيد، ولن نقطع الخدمة كليا، وتوفير الحد الأدنى من الخدمات يحدث حتى في القطاع العام، ولهذا فإنّنا نعلم أن كثيرين يفضلون العمل في العيد، ثمّ لا بدّ أن لا ننسى أنّ الناس لا تفضل التنقل كثيرا في هذين اليومين، ولهذا فإنّ بعض التجار، والعُمال يفضلون أخذ راحتهم، وإذا لم تكن هناك حركية كبيرة في هذين اليومين، فإنّه من العادي أن لا تكون خدمات مثل الأيام العادية، هذا أمر طبيعي، ولكن البعض لا يفكر في الآخرين، وفي أنّ البعض بحاجة إلى راحة كذلك)· مواطنون آخرون، وقبل العيد، قرّروا أن يتخذوا إجراءات، منها أن يتنقلوا إلى أقاربهم قبل العيد بيوم، أو يومين، مثل علي الذي قال: (كل عيد أمضيه في تيزي وزو، وهو الأمر الذي يجعلني أنتقل إليها قبل العيد يومين، لأن سيارات الأجرة في عطلة، ولا تشتغل إلا البعض منها، وعليك أن تنتظر الساعتين لكي تحضر واحدة، وهو الأمر الذي جعلني أحتاط لذلك، أو أحاول)· مواطنون آخرون فضلوا أن يستأجروا سيارات للمناسبة، تقول حكيمة: (لقد فعلت نفس الشيء في عيد السنة الماضية، فالنقل منعدم، ولا نكاد نعثر على سيارة، وإلاّ فالسائق يفرض علينا أسعارا خيالية، فكل شيء ب(الكورسات) وهو الأمر الذي يجعلنا نرى أن هؤلاء السائقين والذين يعملون كما يحبون يريدون أن يستغلوا الناس في عيد الفطر لا أن يتراحموا، وإن كان (الكلوندستانات) معذورين، لأنّ عملهم ينحصر في المناسبات، لكن سائقي سيارات الأجرة أصبحوا أشخاصا مستغلين)·