عانى ويعاني المواطنون مع قدوم العيد من كلّ سنة من ظاهرة انعدام النقل أو قلّته بشكل رهيب جعل كلّ واحد إمّا يستعدّ لذلك باستئجار كلونديستان حتى قبل العيد أو الرضوخ لقانون سيّارات الأجرة وأصحابها الذين يفرضون مبالغ تكاد تكون خيالية وهي فوق طاقة المواطن البسيط بكلّ تأكيد· أمضى الجزائريون عيد الأضحى المبارك، وقد استاء الكثير منهم من عتبة قلّة وسائل النّقل، والتي تعتبر المشكل الكبير في الأعياد والمناسبات، بل حتى في الأيّام العادية، ومنها بطبيعة الحال يومي العطلة الأسبوعية، والذي لا يزال بعض المواطنين خاصّة في بعض المناطق يعانون فيهما من مشكل النّقل ولا يكادون يصلون إلى مقرّات أعمالهم وإلى أشغالهم إلاّ في اللّحظات الأخيرة، وهو ما جعل بعض المواطنين ومع اقتراب العيد يفكّرون في النّقل، وفيما إذا كانوا سيعثرون على حافلات أم لا، لهذا قاموا باستئجار سائقي سيّارات أجرة أو كلونديستانات ربما من الجيران أو الأقارب، لكن ليس قي يومي العيد لكن قبل ذلك، وهو ما صارحنا به البشير الذي قال لنا عن الأمر: مع بداية الأسبوع أوصيت جار لي، وهو يعمل ليلا كونديستان، بأن يقلّني إلى البيت في اليوم الثاني من العيد، حيث لابد أن أعود بعد إمضاء اليوم الأوّل مع العائلة والأصدقاء القدامى، لكنني كذلك مضطرّ للعودة في اليوم الثاني من العيد، وفي كلّ سنة أو بالأحرى في السنة الماضية لم أجد ولا حافلة واحدة، بل وحتى سيّارات الأجرة، والكلونديستانات لم يعملوا أو كانوا قليلين بالمقارنة مع المواطنين المسافرين في ذلك اليوم، وهو ما جعلني هذه السنة أفكّر في أن أوصي جارا لنا يعمل ككلونديستان بأن يقلّني إلى بيتي، وهو الحلّ الوحيد الذي وجدته، وإلاّ فإنني سأضطرّ إلى الانتظار يوما كاملا علّني أحظى بسيّارة أجرة أو حافلة تمرّ من المكان أو أيّ شيء، لهذا يجب أن يفكّر سائقو الحافلات، خاصّة منهم الخواص في المشكل بشكل جدّي، ويعملوا على حلّه في أقرب الآجال· أمّا سهيلة فهي الأخرى عانت من مشكل النقل، وهي التي قدمت من تيارت إلى العاصمة لكي تمضي مع زوجها العيد مع الأسرة، لكنها ولدى عودتها إلى مدينتها لم تجد لا حافلة ولا شيئا، وهو الأمر الذي اضطرّها إلى البقاء في العاصمة إلى أن ينتهي العيد، وبالنّسبة لها لم يكن الأمر سيّئا لأنها أمضت وقتا أطول مع عائلتها لكن زوجها سيضطرّ إلى التأخّر عن الالتحاق بعمله، تقول: من المؤسف ألاّ نجد ولا حافلة تقلّنا في يوم العيد، فصحيح أن المواطنين في هذا النهار يحبّون المكوث مع عائلاتهم، وبالتالي لا يعملون، لكن لابد أن يتّفقوا على أن تعمل ولو حافلة واحدة، وإن لم تعمل في الصباح فلتعمل على الأقلّ في المساء، أو ليتّفقوا أو ليفعلوا أيّ شيء آخر