الرئيس يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة هامّة أربع اتفاقيات بين الجزائروالبرتغال ف. هند حلّ رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عصر الأربعاء بأرض الوطن بعد زيارة هامّة قام بها إلى جمهورية البرتغال وقد رافق الطائرة الرئاسية صقور الجيش الوطني الشعبي على متن مقاتلاتهم في الأجواء الجزائرية وكان رئيس الجمهورية غادر البرتغال بعد زيارة دولة مرفوقاً بوفد وزاري هام دامت يومين وجرى فيها التوقيع على أربع اتفاقيات ومذكرات تفاهم. وشملت الاتفاقيات ومذكرات التفاهم مختلف مجالات الشراكة والتعاون بين الجزائروالبرتغال. وفي هذا الصدد وقّع وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج أحمد عطافي رفقة نظيره البرتغالي جواو غوميز كرافينيو على مذكرة تفاهم في مجال الحوكمة الرقمية وعصرنة الإدارة وبرنامج تبادل ثقافي للفترة 2023-2025 وإعلان نوايا لتعزيز التعاون الثنائي. من جهته وقّع وزير اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمصغرة ياسين المهدي وليد رفقة وزير الاقتصاد والبحر البرتغالي أنطونيو كوستا سيلفا على مذكرة تفاهم تتعلق بالمؤسسات الناشئة والابتكار. وقبل مغادرته استقبل رئيس الجمهورية بالعاصمة البرتغاليةلشبونة رئيس البرلمان البرتغالي السيد أوغستو سانتوس سيلفا. وجرى اللقاء بمقر البرلمان البرتغالي المتأسس سنة 1976 والذي يحمل تسمية مجلس الجمهورية ويتألف من غرفة واحدة تتكون من 230 عضواً. كما أجرى رئيس الجمهورية محادثات مع الوزير الأول البرتغالي السيد أنطونيو كوستا وذلك في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد الصديق. عمق العلاقة الاستراتيجية تميزت هذه الزيارة الهامة التي أكدت عمق العلاقة الاستراتيجية بين الجزائروالبرتغال بنشاط مكثف لرئيس الجمهورية استهله كعادته بعقد لقاء مع ممثلي أفراد الجالية الوطنية بالبرتغال أكد خلاله التزام الدولة بحماية الجزائريين المتواجدين في الخارج وبفتح الأبواب أمام الكفاءات للمساهمة في تنمية الوطن. وخُصّ رئيس الجمهورية باستقبال رسمي من طرف نظيره البرتغالي السيد مارسيلو ريبيلو دي سوزا في ساحة الإمبراطور بلشبونة قبل أن يعقد الرئيسان محادثات على انفراد بمقر رئاسة الجمهورية البرتغالية توسعت فيما بعد لتشمل أعضاء وفدي البلدين. وقام الرئيس تبون أيضا بزيارة مقر بلدية لشبونة التاريخي وتسلم مفتاح المدينة من رئيس البلدية. وأقام الرئيس البرتغالي مأدبة عشاء على شرف الرئيس تبون بمناسبة زيارة دولة هذه التي تم خلالها التأكيد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين والتوافق التام في وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية كما تم الإعلان عن عقد القمة الثنائية الجزائرية-البرتغالية خلال السداسي الثاني من 2023 التي ستكون سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى . وخلال اليوم الأخير من هذه الزيارة أشرف رئيس الجمهورية على افتتاح منتدى رجال الأعمال الجزائري-البرتغالي حيث شجّع رجال الأعمال من البلدين على تعزيز الشراكة الاقتصادية واستغلال الفرص الكبيرة لتنفيذ استثمارات مشتركة بما يخدم مصالح البلدين. هذا موعد القمة الجزائريةالبرتغالية أعلن رئيس الجمهورية مساء الثلاثاء بالعاصمة البرتغاليةلشبونة عن انعقاد القمة الثنائية الجزائرية- البرتغالية في السداسي الثاني من السنة الجارية مؤكدا أنه اتفق مع نظيره البرتغالي على جعل 2023 سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى . وفي كلمة له خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه رئيس جمهورية البرتغال السيد مارسيلو ريبيلو دي سوزا بمناسبة زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد الصديق قال الرئيس تبون أنه اتفق مع الرئيس دي سوزا على جعل 2023 سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى لاسيما القمة الثنائية المبرمجة في السداسي الثاني من سنة 2023 التي نحن بصدد التحضير لها في إطار متابعة مخرجات مجموعة العمل المشتركة للتعاون الاقتصادي المنعقدة في الجزائر يومي 15 و16 من شهر مايو . وفي هذا الإطار أعرب رئيس الجمهورية عن قناعته الأكيدة بالآفاق الواعدة التي يجب استغلالها لإرساء شراكة قوية مشيرا إلى أن هذه القناعة تم التركيز عليها خلال المحادثات الثرية التي جمعته مع الرئيس البرتغالي صبيحة الثلاثاء. وبذات المناسبة عبر الرئيس تبون عن سعادته بالتواجد في البرتغال الذي تجمعه بالجزائر أواصر الصداقة العميقة والنضال المشترك من أجل الحرية والديمقراطية معربا عن الاعتزاز بما يجمع البلدين من تقاليد الصداقة الراسخة التي أرستها أجيال متعاقبة من الرجال والنساء الأوفياء لمبادئهم ولشعوبهم . شعبان يتقاسمان نفس القيم والمبادئ الإنسانية وحيّى رئيس الجمهورية ذكرى مانويال تكسيرا غوماز الرئيس الأول لجمهورية البرتغال مضيفا انه الشاهد على التواصل بين شعبين يتقاسمان نفس القيم والمبادئ الإنسانية السامية لأنه أحب الجزائر واختار أن يعيش فيها دفاعا عن حرية وكرامة وطنه إلى أن دفن في ترابها الطاهر . وفي سياق ذي صلة عبر الرئيس تبون عن اعتزازه بالشراكة بين البلدين والتي أكد العمل بعزم على تعزيز مكتسباتها بمناسبة هذه الزيارة وخلال الاستحقاقات الثنائية المقبلة . وأشار إلى أن الجزائر التي تؤهلها مقومات النمو الاقتصادي لتحمل رهان التنمية والتطور تتطلع إلى توسيع نطاق التعاون الثنائي مع البرتغال بتفعيل الأطر القانونية والمضي نحو تجسيد شراكة متكاملة تكون في مستوى إرادتنا السياسية المتميزة خاصة في مجال المؤسسات الناشئة والحوكمة الإلكترونية والطاقات المتجددة مضيفا أن هذه الميادين يسجل فيها البرتغال موقعا متقدما . وأبدى رئيس الجمهورية الرغبة في تعزيز الاستثمار البرتغالي في الجزائر ليكون في مستوى التوافق السياسي مشيرا إلى أن المناخ الاقتصادي الإيجابي الجديد في الجزائر منفتح على الاستثمار ويستجيب لمتطلبات الفاعلين الاقتصاديين لما يتوفر عليه من استقرار قانوني وعوامل مشجعة على تكثيف المبادرات الاستثمارية من جانب المتعاملين البرتغاليين . وأكد الرئيس تبون سعي البلدين بكل عزم بمناسبة الدورة السادسة للاجتماع الثنائي الجزائريالبرتغالي الرفيع المستوى المزمع عقده قريبا في الجزائر على إقرار استمرارية التشاور السياسي والاستراتيجي وتقييم آليات التعاون الثنائي بقصد الرقي بها إلى مستوى علاقات الصداقة والتعاون القوية بين البلدين . الجزائر لن تتوانى عن حل النزاعات عن طريق تجربتها في الوساطة وخاطب رئيس الجمهورية نظيره البرتغالي والحضور بالقول أن الجزائر التي ناضلت ولا تزال من أجل القضايا العادلة في إطار الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها لن تتوان عن المساهمة إيجابيا في حل النزاعات بالطرق السلمية عن طريق تجربتها في الوساطة خاصة في خضم التحديات الجديدة التي يفرضها الوضع العالمي المتأزم . وأضاف قائلا أن الأمر يفرض علينا جهودا حثيثة للمساهمة في استتباب الأمن والسلم في منطقتنا المتوسطية وفي العالم انطلاقا من مبادئ القانون الدولي واحترام السيادة الوطنية . وفي ختام كلمته أكد الرئيس تبون استعداده للعمل مع الرئيس دي سوزا للمساهمة في حلحلة الأزمات وبعث سبل الحوار لإزالة بؤر التوتر من دوائرنا الأمنية المشتركة وفي العالم أجمع وأوضح أن الحوار والتواصل بيننا يقوي الإرادة المشتركة التي تحدونا لإرساء ثقافة السلم والتعاون في منطقتنا التي كانت مهدا للحضارات ومازالت رمزا للتفاعل البناء بين ضفتي المتوسط .