* قناعة أكيدة وآفاق واعدة لإرساء شراكة قوية بين البلدين * تعزيز الاستثمار البرتغالي في الجزائر ليكون في مستوى التوافق السياسي * استعداد جزائري للمساهمة إيجابيا في حل النزاعات سلميا و بالوساطة * الخبرة البرتغالية لتطوير المؤسسات الناشئة والحوكمة الإلكترونية والطاقات المتجددة أعلن رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء أول أمس، عن انعقاد القمة الثنائية الجزائريةالبرتغالية في السداسي الثاني من السنة الجارية، مؤكدا أنه اتفق مع نظيره البرتغالي على جعل 2023 "سنة محورية لبعث الاستحقاقات الثنائية الكبرى". وقال الرئيس تبون، في كلمة له خلال مأدبة العشاء التي أقامها على شرفه رئيس جمهورية البرتغال مارسيلو ريبيلو دي سوزا، بمناسبة زيارة الدولة التي قام بها إلى هذا البلد الصديق، أنه يتم التحضير للقمة في إطار متابعة مخرجات مجموعة العمل المشتركة للتعاون الاقتصادي المنعقدة في الجزائر يومي 15 و 16 من شهر ماي الجاري. وأعرب رئيس الجمهورية، في هذا الإطار عن قناعته "الأكيدة" بالآفاق "الواعدة التي يجب استغلالها لإرساء شراكة قوية"، مشيرا إلى أن هذه القناعة تم التركيز عليها خلال المحادثات "الثرية" التي جمعته بالرئيس البرتغالي. وعبّر الرئيس تبون، بهذه المناسبة عن سعادته بالتواجد في البرتغال الذي "تجمعه بالجزائر أواصر الصداقة العميقة والنضال المشترك من أجل الحرية والديمقراطية"، معربا عن الاعتزاز بما يجمع البلدين من "تقاليد الصداقة الراسخة التي أرستها أجيال متعاقبة من الرجال والنساء الأوفياء لمبادئهم ولشعوبهم". وحيا رئيس الجمهورية، ذكرى مانويال تكسيرا غوماز، الرئيس الأول لجمهورية البرتغال، مضيفا أنه "الشاهد على التواصل بين شعبين يتقاسمان نفس القيم والمبادئ الإنسانية السامية، لأنه أحب الجزائر واختار أن يعيش فيها دفاعا عن حرية وكرامة وطنه، إلى أن دفن في ترابها الطاهر". وعبّر الرئيس تبون، في السياق عن اعتزازه بالشراكة بين البلدين والتي أكد العمل "بعزم على تعزيز مكتسباتها بمناسبة هذه الزيارة وخلال الاستحقاقات الثنائية المقبلة". وأشار الرئيس، إلى أن "الجزائر التي تؤهلها مقومات النمو الاقتصادي لتحمل رهان التنمية والتطور، تتطلع إلى توسيع نطاق التعاون الثنائي مع البرتغال بتفعيل الأطر القانونية والمضي نحو تجسيد شراكة متكاملة تكون في مستوى إرادتنا السياسية المتميزة، خاصة في مجال المؤسسات الناشئة والحوكمة الإلكترونية والطاقات المتجددة"، مضيفا أن هذه الميادين "يسجل فيها البرتغال موقعا متقدما". وأبدى رئيس الجمهورية، الرغبة في "تعزيز الاستثمار البرتغالي في الجزائر ليكون في مستوى التوافق السياسي"، مشيرا إلى أن "المناخ الاقتصادي الإيجابي الجديد في الجزائر، منفتح على الاستثمار ويستجيب لمتطلبات الفاعلين الاقتصاديين، لما يتوفر عليه من استقرار قانوني وعوامل مشجعة على تكثيف المبادرات الاستثمارية من جانب المتعاملين البرتغاليين". وأكد الرئيس تبون، سعي البلدين "بكل عزم بمناسبة الدورة السادسة للاجتماع الثنائي الجزائريالبرتغالي رفيع المستوى المزمع عقده قريبا في الجزائر، على إقرار استمرارية التشاور السياسي والاستراتيجي وتقييم آليات التعاون الثنائي، بغرض الرقي بها إلى مستوى علاقات الصداقة والتعاون القوية بين البلدين". الجزائر لن تتوان عن تسخير تجربتها في الوساطة لحل النزاعات وخاطب رئيس الجمهورية، نظيره البرتغالي والحضور بالقول "إن الجزائر التي ناضلت ولا تزال من أجل القضايا العادلة في إطار الشرعية الدولية وحق الشعوب في تقرير مصيرها، لن تتوان عن المساهمة إيجابيا في حل النزاعات بالطرق السلمية عن طريق تجربتها في الوساطة، خاصة في خضم التحديات الجديدة التي يفرضها الوضع العالمي المتأزم". وأضاف قائلا إن "الأمر يفرض علينا جهودا حثيثة للمساهمة في استتباب الأمن والسلم في منطقتنا المتوسطية وفي العالم، انطلاقا من مبادئ القانون الدولي واحترام السيادة الوطنية". وأكد الرئيس تبون، في ختام كلمته استعداده للعمل مع الرئيس دي سوزا، للمساهمة في "حلحلة الأزمات وبعث سبل الحوار لإزالة بؤر التوتر من دوائرنا الأمنية المشتركة وفي العالم أجمع"، موضحا أن "الحوار والتواصل بيننا يقوي الإرادة المشتركة التي تحدونا لإرساء ثقافة السلم والتعاون في منطقتنا التي كانت مهدا للحضارات ومازالت رمزا للتفاعل البنّاء بين ضفتي المتوسط". كما استقبل رئيس الجمهورية، أمس، بالعاصمة البرتغاليةلشبونة من طرف رئيس البرلمان البرتغالي أوغستو سانتوس سيلفا، بمقر البرلمان البرتغالي. وقد تأسست هذه الهيئة التشريعية البرتغالية التي تحمل تسمية مجلس الجمهورية سنة 1976، وتتألف من غرفة واحدة وتتكون من 230عضو. للإشارة غادر رئيس الجمهورية، بعد ظهر أمس، البرتغال عائدا إلى أرض الوطن بعد زيارة دولة شرع فيها يوم الإثنين الماضي، مرفوقا بوفد وزاري هام. مقاتلات صقور الجيش في استقبال الرئيس تبون لدى عودته عاد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بعد ظهر الأربعاء، إلى أرض الوطن عقب زيارة دولة قادته إلى البرتغال، توجت بالتوقيع على عدة اتفاقيات تشمل مختلف مجالات الشراكة والتعاون بين البلدين، ومهدت لشراكات في الأفق. الطائرة الرئاسية رافقها لدى وصولها الأجواء الجزائرية، صقور الجيش الوطني الشعبي على متن مقاتلاتهم، مثلما جرت عليه العادة في مغادرة وعودة الرئيس، من زياراته إلى الخارج. ولدى وصوله كان في استقبال رئيس الجمهورية، بمطار الجزائر الدولي الوزير الأول، أيمن بن عبد الرحمان، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية محمد النذير لعرباوي.