** هل يجب أن تكون صلاة السنة في المسجد؟ وهل يجوز أداء سنة صلاة الفجر في البيت، وبعد ذلك التوجه إلى المسجد لأداء فريضة صلاة الصبح؟ * صلاة النوافل المطلقة في البيت أفضل من صلاتها في المسجد، ففي صحيح البخاري عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «... فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاةِ صَلاةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلا الْمَكْتُوبَةَ». وأخرج الإمام ابن ماجه رحمه الله عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ الله عَنْهُ قَالَ: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا أَفْضَلُ الصَّلَاةُ فِي بَيْتِي أَوْ الصَّلاةُ فِي الْمَسْجِدِ، قَالَ: أَلا تَرَى إِلَى بَيْتِي مَا أَقْرَبَهُ مِنْ الْمَسْجِدِ فَلَأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي الْمَسْجِدِ إِلا أَنْ تَكُونَ صَلاةً مَكْتُوبَةً». وأما صلاة السنن كالوتر والكسوف والعيدين والاستسقاء، والرواتب التي تفعل قبل أو بعد الفرائض، فيصح أداؤها في البيت، ولكن الأفضل فيها أن تكون في المسجد. قال العلامة النفراوي المالكي رحمه الله تعالى في الفواكه الدواني: «وأما صلاة النوافل المقابلة للسنة ففي البيوت أفضل لخبر: «اجْعَلُوا مِنْ صَلَاتِكُمْ فِي بُيُوتِكُمْ إلا الْمَكْتُوبَةَ»، إلا التراويح إذا كان يلزم من فعلها في البيوت تعطيلُ المساجد، وأما الرغائب والسنن كالوتر والكسوف والعيدين والاستسقاء ففي غير البيوت أفضل، فيُندب فعلها في المسجد، كما يُندب لغريب المدينة التنفل بمسجده صلى الله عليه وسلم». وقال العلامة الدسوقي المالكي رحمه الله تعالى في حاشيته على الشرح الكبير: «يحمل كلام المصنف على الرواتب، فإنَّ فِعْلها في المساجد أولى كالفرائض بخلاف نحو عشرين ركعة في الليل أو النهار نفلاً مطلقاً، فإن فِعلها في البيوت أفضل مالم يكن في البيت ما يشغل عنها». وبناء على ما تقدم فأداء سنة الفجر في المسجد أفضل من صلاتها في البيت.