بيتي جديد، وأردت أن أرقيه قبل أن أسكنه، فهلا أفدتمونا ماذا كان يفعل الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عند سكن بيت جديد؟ وكيف يرقي بيته؟ وهل يتصدق الإنسان عن البيت الجديد؟ - نسأل الله العلي القدير أن يحفظكم من كل مكروه ويجعل بيتكم بيتاً مباركاً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلاً يتعوذ بكلمات الله من شر ما خلق، ففي الموطأ من حديث خولة بنت حكيم رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ نَزَلَ مَنْزِلًا فَلْيَقُلْ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ فَإِنَّهُ لَنْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ حَتَّى يَرْتَحِلَ”، وقراءة سورة البقرة في البيت تطرد الشياطين، ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِرَ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِنْ الْبَيْتِ الَّذِي تُقْرَأُ فِيهِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ”. ولتحصين هذا البيت عند دخوله يقال عند دخوله: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وتقرئي المعوذات ثلاث مرات بنيَّة تحصين البيت، وسورة البقرة ولتحافظي على أذكار الصباح والمساء، ولا بأس بالصدقة بنية الحفظ وصلاح الحال وشكر نعمة الله على البيت الجديد، أو عمل وليمة، وتسمى عند العلماء بالوكيرة، قال العلامة الحطاب رحمه الله، في مواهب الجليل: (مسألة فيما يؤتى من الولائم ثم قال صاحب المقدمات: هي خمسة أقسام:..ومستحبة الإجابة.. والوكيرة لبناء الدار)، والله الموفق. آية الكرسي دبر الصلاة ما حكم قراءة آية الكرسي والنفخ في الصدر بعد الصلاة المكتوبة؟ جاء في سنن النسائي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ قَرَأَ آيَةَ اَلْكُرْسِيِّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ مَكْتُوبَةٍ لَمْ يَمْنَعْهُ مِنْ دُخُولِ اَلْجَنَّةِ إِلَّا اَلْمَوْتُ”. وأما النفخ بعدها فهناك من يقوم به بقصد حصول بركة هذه الآية ويستندون إلى أصل ورد في السنة وهو ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده، والله أعلم. ما حكم المصافحة بعد الصلاة؟ ما حكم السلام على الإخوة المسلمين بعد الفراغ من الصلاة (الجماعة بالتحديد)؟ ذهب السادة المالكية إلى كراهة المصافحة بعد الصلاة؛ يقول الحطاب المالكي: “الْمُصَافَحَةُ عقب صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ مِنْ الْبِدَعِ.. وَكَانَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَأْتِي بَعْدَ السَّلَامِ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ وَيَسْتَغْفِرُ ثَلَاثًا، ثُمَّ يَنْصَرِفُ.. وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي اتِّبَاعِ الرَّسُولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ”. إلا أنه نص غير واحد من أهل العلم على أن المصافحة بعد الفراغ من الصلاة تدخل في نطاق "البدع المباحة" التي ليس فيها بأسٌ، ومنهم العز بن عبد السلام كما فتاويه، وابن عابدين في رد المحتار حيث قال: وَأَمَّا مَا اعْتَادَهُ النَّاسُ مِنْ الْمُصَافَحَةِ بَعْدَ صَلَاةِ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ، فَلَا أَصْلَ لَهُ فِي الشَّرْعِ عَلَى هَذَا الْوَجْهِ وَلَكِنْ لَا بَأْسَ بِهِ فَإِنَّ أَصْلَ الْمُصَافَحَةِ سُنَّةٌ“. ويقول الإمام الشربيني الشافعي في "مغني المحتاج": وَلَا أَصْلَ لِلْمُصَافَحَةِ بَعْدَ صَلَاتَيْ الصُّبْحِ وَالْعَصْرِ، وَلَكِنْ لَا بَأْسَ بِهَا فَإِنَّهَا مِنْ جُمْلَةِ الْمُصَافَحَةِ وَقَدْ حَثَّ الشَّارِعُ عَلَيْهَا” لعموم سنة المصافحة.