السؤال: هل يشترط في صلاة التراويح أن تصلي جماعة في المسجد؟ ** ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الجماعة في صلاة التراويح سنة وقال الحنفية: صلاة التراويح جماعة سنة على الكفاية فلو تركها الكل ساءوا ولو تخلف عنها رجل فصلى في بيته جازت صلاته. ولكنه ترك الفضيلة. وإن صلاها في البيت جماعة جاز أيضا وأن فانه فضل الجماعة. وقال المالكية: تندب صلاة التراويح في البيت إذا لم يؤد ذلك إلى تعطيل المساجد على وجه الإجمال. ويعتمدون في هذا الرأي على خبر "عليكم بالصلاة في بيوتكم فإن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة" أخرجه مسلم في صحيحه، ولخوف الرياء وهو حرام. والقول بندب صلاة التراويح في البيوت مشروط بشروط منها أولا: عدم تعطيل المساجد. ثانيا: أن ينشط المصلي لصلاتها في بيته. ثالثا: ألا يكون مقيماً وبالحرمين فإن تخلف شرطٌ من هذه الشروط كان فعلُها في المسجد أفضل كما قال الحنابلة وإن صلاة التراويح جماعة أفضل من صلاتها فرادى. وفي حديث أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم جمع أهله ونساءه وقال: إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كُتب له قيام ليلة" فإذا تعذرت الجماعة صلى وحده لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ولقد ثبت أن الرسول صلي الله عليه وسلم قد صلى التراويح بالمسجد ليلتين أو ثلاثاً ثم احتجب عن أصحابه فصلاها في بيته. فلما سئل عن ذلك قال: "أخشى أن تظنوا أنها مفروضة عليكم فلا تطيقوها" أو كما قال. ولكن الذي جمع الناس على صلاتها هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى لا يتكاسل الناس عن صلاتها وفي كل خير بإذن الله.