علاقات متجذرة في التاريخ وشراكة مستدامة ومتكاملة رئيس الجمهورية في تركيا غادر رئيس الجمهورية أمس الجمعة جمهورية الصين الشعبية الصديقة التي أجرى بها زيارة دولة بدعوة من نظيره الصيني السيد شي جينبينغ. ويتوجه رئيس الجمهورية إلى تركيا حيث سيقوم بزيارة عمل يومي الجمعة والسبت يلتقي خلالها الرئيس رجب طيب اردوغان. وتعرف العلاقات الجزائرية-التركية المتجذرة في التاريخ وتيرة متسارعة لتعزيز وتنويع مجالات التعاون الثنائي خلال السنوات الأخيرة التي شهدت زيارات رسمية مكثفة ونوعية بين مسؤولي البلدين سمحت بالتأسيس لشراكة مستدامة ومتكاملة الجوانب. وتدخل زيارة العمل التي تقود رئيس الجمهورية يومي الجمعة والسبت إلى هذا البلد الصديق في إطار الزخم الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية وحرص قائدي البلدين على تطويرها بما يخدم مصلحة الدولتين والشعبين وهو ما تم التأكيد عليه خلال زيارة الرئيس تبون إلى أنقرة في ماي 2022 وزيارة الرئيس التركي السيد رجب طيب أردوغان إلى الجزائر في جانفي 2020. وقد شكلت زيارة الدولة التي قادت رئيس الجمهورية إلى تركيا محطة هامة تم خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي ساهمت في تسريع وتيرة التعاون في مختلف المجالات مع التأكيد على توافق وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك كما أعطت نفسا جديدا للتعاون الثنائي المدعم بمعاهدة الصداقة والتعاون بين البلدين منذ 2006. وفي ذات السياق تم شهر ديسمبر الماضي عقد الدورة الأولى للجنة التخطيط والتعاون والشراكة الشاملة بين الجزائروتركيا والتي ساهمت مخرجاتها في تحسين العلاقة الإستراتيجية بين البلدين والتفاهم حول القضايا الدولية الراهنة والاتفاق على دعم السلم والحلول المبنية على القانون الدولي. كما تم بذات المناسبة تسجيل زيادة بنسبة 30 بالمائة تقريبا في حجم التبادلات التجارية خلال 2022 مما سيساهم في الوصول إلى الهدف المنشود بتحقيق 10 ملايير دولار من التبادلات بين البلدين. فقد شهدت علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين طفرة خلال السنوات الأخيرة حيث أصبحت أنقرة أول مستثمر أجنبي خارج قطاع المحروقات بالجزائر وتعد الجزائر ثاني شريك تجاري لتركيا في إفريقيا وتظل الوجهة الأولى للاستثمار الأجنبي المباشر التركي في القارة. وحسب تصريحات للسفيرة السابقة لجمهورية تركيابالجزائر السيدة ماهينور أوزدمير غوكتاش التي أسداها رئيس الجمهورية الشهر الماضي وساما بدرجة جدير نظير ما قدمته من جلائل الأعمال لمصلحة البلدين على مدار سنوات عملها بالجزائر فإن العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين تعززت بشكل ممتاز سيما بعد الزيارة التي قام بها رئيس الجمهورية إلى تركيا مشيرة إلى أن التبادلات التجارية بلغت 5.3 مليار دولار رغم فترة ركود التجارة العالمية . وأشادت بعدد المؤسسات التركية الناشطة في الجزائر والذي يشهد تطورا مستمرا حيث يبلغ اليوم حوالي 1550 شركة تنشط في قطاعات مختلفة مما يجعل تركيا البلد الأجنبي الذي له أكبر عدد من الشركات في الجزائر علما أن حجم الاستثمارات التركية في الجزائر يتجاوز 5 مليار دولار وأن قدرات توفير مناصب الشغل تفوق 30 ألف منصب حسب قولها. وتتميز علاقات الصداقة العميقة والتاريخية بين البلدين بطابعها الإنساني حيث كانت الجزائر من أولى الدول التي هبت لإغاثة وإعانة الشعب التركي إثر الزلزال الذي ضرب هذا البلد شهر فيفري الماضي ونال أفراد البعثة الجزائرية المشاركة في عمليات إنقاذ وإغاثة المتضررين إشادة واسعة من الحكومة التركية ومختلف أطياف المجتمع التركي كما منحهم رئيس الجمهورية وسام الاستحقاق الوطني بدرجة عشير .