** أفطرت في رمضان الماضي بسبب ظروف مرضية، وأنا الآن أقوم بصيام تلك الأيام· فهل يجب علي شيء آخر غير الصيام؟ * يجب عليك قضاء الأيام التي في ذمتك ولا يجب عليك شيء آخر إذا قضيت ما عليك قبل دخول رمضان، كما هو الواجب عليك إن استطعت ذلك، أما من فرط في القضاء حتى دخل رمضان الموالي فحينئذ يبقى عليه قضاء ما في ذمته مع وجوب إطعام مسكين عن كل يوم· قال العلامة محمد غنيم النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (من فرَّط في قضاء رمضان إلى أن دخل عليه رمضان آخر فإنه يجب عليه التكفير بإخراج مُدٍّ عن كل يوم يقضيه يدفعه لمسكين واحد···)، أما إذا بقيت بعض الأيام في ذمتك لعذر فلتقضها بعد رمضان ولا إطعام عليك· أداء العمرة والطواف ** هل بعد أداء العمرة يمكن لنا أن نطوف بالبيت الحرام وهل هو سنة؟ * نعم، يستحب طواف الوداع للخارج من مكة سواء كان معتمراً أو غيره، قال الشيخ خليل رحمه الله تعالى ذاكرا المستحبات:( ...وطواف الوداع إن خرج كالجحفة)، قال العلامة الخرشي شارحاً له: (يندب لكل خارج من مكة لموضع بعيد كالجحفة وبقية المواقيت مكياً، أو غيره ··· أن يطوف طواف الوداع قبل خروجه)، والدليل ما رواه أبو داود وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت)· صفات الذاكرين ** كيف يحصل المسلم على صفة: (الذاكر كثيرا)؟ * يحصل المسلم على هذه الصفة إذا ذكر الله في جميع أحواله، قال الله تعالى: (...وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا) (الأحزاب: 35)· وقال العلامة المناوي رحمه الله في فيض القدير: (·· الذاكرين أصناف··· قال الزمخشري: الذاكرون اللّه من لا يكاد يخلو بلسانه أو بقلبه أو بهما عن الذكر والقراءة)· ومن الأعمال التي يكون بها صاحبُها من الذاكرين الله كثير أن يوقظ الرجل امرأته أو توقظه هي ثم يصليان ركعتين، ففي سنن أبي داود عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول اللّه صلى اللّّه عليه وسلم: (من استيقظ من اللّيل وأيقظ امرأته، فصليا ركعتين جميعا، كتبا من الذاكرين الله كثيرا، والذاكرات)· ومن المعروف أن الذكر هو ما يجري على اللّسان من قراءة القرآن والتهليل والتسبيح ونحو ذلك، إلا أن حقيقة الذكر هي ملازمة طاعة الله واجتناب نواهيه· الصدقات بنية رفع البلاء ** أرسل مبلغا من مرتبي الشهري صدقة شهرية، فهل يمكنني إرسال صدقة أخرى لجهة أخرى بنيَّة رفع البلاء أو بنيّة الرجاء من الله الاستجابة لدعائي؟ * التصدق بنية أن الله يعوضه في الدنيا خيرا، كرفع البلاء أو بنية الرجاء من الله لاستجابة دعائه أو فك كربة جائز، فقد صحّ أن الله تعالى يخلف النفقات التي يخرجها العبد في سبيله، وينفق على المنفقين من عباده، قال الله عز وجل: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين)· وجاء في الخبر الصحيح أن صلة الرحم سبب لزيادة الرزق وطول العمر، فقد روى الشيخان: (عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ)، وجاء في فتح الباري لابن حجر العسقلاني رحمه الله: (ويُستفاد منه جواز هذه المحبة خلافا لمن كرهها مطلقا)، فطلب الرزق وطول العمر عن طريق صلة الرحم لا يعدُّ مذموما، ويقاس عليه فعل الصدقة من أجل ذلك·