المغرب يلجأ إلى الأساليب الخبيثة ل"شرعنة" احتلاله للصحراء الغربية    التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة: قبول 99 ملف تصريح بالترشح إلى غاية الخميس    الوزير الأول يشرف يوم السبت مع نظيره التونسي على إحياء الذكرى ال 67 لأحداث ساقية سيدي يوسف    جبهة القوى الاشتراكية تعقد دورة استثنائية لمجلسها الوطني    ألعاب القوى (تجمع فزاع الدولي بالإمارات): مشاركة ثلاثة رياضيين جزائريين في الموعد    الصيدلية المركزية للمستشفيات "فاعل أساسي" في تزويد المستشفيات الوطنية بالأدوية    كرة القدم/الكأس الجزائرية الممتازة-2024 (مولودية الجزائر- شباب بلوزداد): مرشحان في رحلة البحث عن أول لقب للموسم    الدراجات/ طواف الجزائر2025: الطبعة ال25 عبر ولايات شرق و جنوب الوطن    المغرب : هيئة تجدد موقفها المناهض للاختراق الصهيوني وتجريم التضامن مع القضية الفلسطينية    "الأونروا" تحذر من مخاطر تعرض مئات آلاف الفلسطينيين في غزة للبرد القارس    شايب يستقبل المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار    تنظيم الطبعة ال 19 للصالون الوطني للتشغيل والتكوين المتواصل والمقاولاتية من 8 الى 10 فبراير بالعاصمة    الفريق أول شنقريحة يزور حوض بناء السفن " ڨوا شيبيار ليميتد" في ثاني يوم من زيارته إلى الهند    عطاف يجري محادثات مع المبعوث الخاص للرئيس الموريتاني    المواطنون الراغبون في أداء مناسك العمرة مدعوون لأخذ اللقاحات الموصى بها من طرف وزارة الصحة    صيدال: الاطلاق المقبل لمشروع انتاج المادة الأولية للعلاجات المضادة للسرطان    مهرجان الصورة المؤسساتية: تتويج 14 فيلما مؤسساتيا بجائزة أفضل الإبداعات السمعية البصرية في مجال الأفلام المؤسساتية    الجوية الجزائرية/الديوان الوطني للحج : اتفاقية لنقل الحجاج وفقا لآليات تنظيمية ورقمية متطورة    التدابير الواردة في قانون المالية لسنة 2025 تهدف إلى تحسين مناخ الأعمال في الجزائر    تجارة: مراجعة شاملة للإطار التشريعي وتوسيع الاستثمار في المساحات الكبرى    مشروع ازدواجية الطريق الوطني رقم 27 : تسليم محور قسنطينة خلال الثلاثي الرابع من 2025    وفاة المجاهد و الخطاط عبد الحميد اسكندر عن عمر ناهز 86 عاما    حيداوي يبرز جهود الدولة في التكفل بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة    إبراهيموفيتش يكشف سبب رحيل بن ناصر    مسلوق يتعهّد باحترام رزنامة المباريات    راموفيتش مدرباً لشباب بلوزداد    الجيش الوطني يسترجع أسلحة وذخيرة    خط سكة الحديد الرابط بين العبادلة وبشار يوضع حيز الخدمة قريباً    صوت المريض    تنفيذ تمارين افتراضية بالجلفة    بذرة خير تجمع الجزائريين    شاهد حي على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    ترامب يفتح جبهة صراع جديدة    إبراز التراث الأدبي والديني للأمير عبد القادر    هذه ضوابط التفضيل بين الأبناء في العطية    مع فرضية غير واقعية    المنازل الذكية تستقطب الزوّار    تعويضات للعمال المتضرّرين من التقلبات الجوية    بوغالي يجدّد رفضه للائحة البرلمان الأوروبي    سايحي يلتقي نقابة البيولوجيين    أمطار رعدية مرتقبة بعدة ولايات جنوب البلاد ابتداء من يوم الخميس    مناجم: تنصيب مدير عام جديد للشركة الوطنية للأملاح    ندوة تاريخية للتأكيد على همجية وبربرية الاحتلال الفرنسي    اليمين المتطرّف الفرنسي في مرمى النّيران    "الأميار" مطالبون بتحمل مسؤولياتهم    صب منحة رمضان في حسابات مستحقيها قبل منتصف فيفري    استعادة الأراضي غير المستغلّة وتسريع استكمال المباني غير المكتملة    الجزائر تحتضن مؤتمر الاتحاد الإفريقي    "أباو ن الظل".. بين التمسّك والتأثّر    معرض لفناني برج بوعريريج بقصر الثقافة قريبا    ندوة وطنية عن المعالم والمآثر بجامعة وهران    رياض محرز يشدد على أهمية التأهل إلى كأس العالم    المبدعون من ذوي الاحتياجات الخاصة يعرضون أعمالهم بالجزائر العاصمة    إمام المسجد النبوي يحذّر من جعل الأولياء والصَّالحين واسطة مع اللَّه    الإذاعة الثقافية تبلغ الثلاثين    هذا موعد ترقّب هلال رمضان    أدعية شهر شعبان المأثورة    الاجتهاد في شعبان.. سبيل الفوز في رمضان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



احتمال التدخل العسكري في النيجر.. محاولة الفهم
نشر في أخبار اليوم يوم 27 - 08 - 2023


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
إفريقيا تحتاج تنمية شاملة ولا تحتاج حروبا
احتمال التدخل العسكري في النيجر.. محاولة الفهم
تَرصُدُ أخبار اليوم مَقالات فِي مختلف المَجالاتِ وتَنشُرها تَكريمًا لِأصحابِها وبِهدفِ مُتابَعةِ النُّقَّادِ لها وقراءتِها بِأدواتِهم ولاطِّلاعِ القرَّاءِ الكِرامِ علَى ما تَجودُ به العقولُ مِن فِكر ذِي مُتعة ومَنفعة ... وما يُنْشَرُ علَى مَسؤوليَّةِ الأساتذةِ والنُّقَّادِ والكُتَّابِ وضُيوفِ أيِّ حِوار واستكتاب وذَوِي المَقالاتِ والإبداعاتِ الأدبيَّةِ مِن حيثُ المِلكيَّةِ والرَّأيِ.
انقلاب النيجر والتدخل العسكري..
بقلم: أ. م. رابح لكحل
من التطورات الخطرة لانقلاب عسكر النيجر تلويح منظمة الإيكواس (وهو الاسم المختصر للمنظمة المعروفة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا التي تأسست عام 1975 م بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي كمدخل إلى اندماج اقتصادي شامل وتتكون حاليا من 15دولة) باستعمال القوة لاستعادة الشرعية ويكمن خطر التهديد في الخشية من خروج الأمر عن السيطرة وتحول التدخل إلى حرب إقليمية تزيد من آلام ومعاناة الشعوب الإفريقية عموما وشعوب المنطقة على وجه الخصوص.. فبعد التأكد من استيلاء العسكر على الحكم (في 26 جويلية المنصرم) أعلنت الإيكواس عن مهلة (انتهت يوم 6 أوت الجاري) لتراجع الانقلابيين وإلا ستتدخل عسكريا وتعيد الرئيس بازوم إلى الحكم وكانطباع أولي فاجأت قيادة الإيكواس المراقبين وظهر كأنها تعجلت في إطلاق تهديداتها لعدة أسباب أهمها:
1-بحكم أنها منظمة اقتصادية أساسا كان بإمكانها الاكتفاء بحزمة العقوبات الاقتصادية القاسية التي سارعت في تطبيقها وآلمت بها الشعب النيجري الفقير.
2-لم تعط لنفسها الفرصة للقراءة المتأنية للأبعاد الجيوسياسية لقرارها ولا حتى كلفت نفسها إجراء المشاورات الكافية لا مع أعضاء المنظمة ولا مع المعنيين مباشرة من دول الجوار وحتى مبعوثيها إلى الجزائر وليبيا كان بعد اتخاذ القرار وبالتالي فهو من باب الإعلام فقط..!.
3-لم تدقق في حقيقة الإمكانات المتوفرة لديها والتي تسمح لها بتدخل فعال في أسرع وقت وبأقل التكاليف في ظل تداخل مركب إقليمي ودولي في هذه الأزمة.
4-أعطوا الانطباع للاشتباه بقرارهم فمنذ 2020 م فقط وقعت 5 انقلابات في منطقة الإيكواس ولم تجابه بهذه القوة فلماذا انقلاب النيجر بالضبط..؟!.
1-الموقف من خيار التدخل العسكري:أمام هذه العجلة غير المفهومة تباينت مواقف الدول الأعضاء وغير الأعضاء من القرار وأنقسمت إلى 3 معسكرات يمكن أن نجملها في ما يأتي:
1-التيار المؤيد للتدخل العسكري: نجد على رأسهم نيجيريا وساحل العاج أساسا وأعضاء آخرين لكن بحدة أقل مثل غانا وبنين والسنغال ويبرر هؤلاء لجوءهم إلى العنف بخوفهم من انتقال عدوى الانقلاب إليهم فتعاملهم الدبلوماسي وإعتمادهم سياسة الأمر الواقع مع الانقلابات السابقة أعطى رسالة خاطئة للعسكر.. ويحظى هذا التيار بدعم وتشجيع قوي وصريح من فرنسا (مع ملاحظة أن 8 دول من الأعضاء 15 في الإيكواس ناطقة بالفرنسية).
2-التيار المؤيد للانقلابيين: ويضم الدول ال3 الأعضاء في الإيكواس وهي مالي وبوركينا فاسو وغينيا وتوصف بدول حزام الانقلابات لأن ثلاثتها تحكمها سلطات عسكرية ولم تكتفي دولتا مالي وبوركينا فاسو برفض التدخل بل أبدت موقفا متشددا بإعلانها القتال بجانب النيجر إن هوجمت.
3- التيار المؤيد للدبلوماسية والحوار: وهي مجموعة دول غير أعضاء في الإيكواس نددت ورفضت الانقلاب لكنها تفضل الحل السلمي القائم على الوساطة والمفاوضات ومن بينها الجزائر وتشاد من دول الجوار كما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية وأغلب الدول الأوروبية تؤيده بدرجات متفاوتة لكنها تجمع على خطر التدخل العسكري ونتائجه الكارثية على النيجر وعلى المنطقة.
2-إمكانية تنفيذ الإيكواس لتهديدها:
تنطلق قيادة الإيكواس من تجربة بسيطة في تفعيل سابق لما يعرف قوة الاحتياط لكن لم يسبق لها أن خاضت حربا حقيقية ولهذا تعتقد أن بإمكانها إعادة التجربة في النيجر مع التباين الكبير في الظروف والمعطيات التي تحيط بانقلاب النيجر مقارنة مثلا بتدخلها عام 2017 م في غامبيا لإرغام الرئيس آنذاك يحيى جامع على الخروج إلى المنفى بعد رفضه التنحي بالرغم من خسارته الانتخابات.. والإشكال هنا عبر عنه نائب رئيس برلمان الإيكواس معلقا على قرار الحرب بقوله: يجب أن لا نبدأ شيئًا ليس بمقدورنا التحكم في كيفية إنهائه..؟! وضرب المثل بالحرب في أوكرانيا التي اعتقد من بدأها أنها حرب خاطفة لكن غرق فيها الجميع ولا يعلم أحد متى وكيف ستنتهي..! وحتى نتمكن من توقع ما مدى إمكانية أن تنفيد الإيكواس لقرارها نعدد مجموع العوامل المحيطة بالعملية في ما يأتي:
1-وضع نيجيريا: بمسح سريع نجد أن قرار التدخل رأس حربته نيجيريا التي تترأس الإيكواس حاليا والتي تمتلك أكبر قوة عسكرية في المنظمة (عُدة وعددا حيث يقدر جيشها ب 223 ألف عسكري) وهي صاحبة أكبر حدود برية مع النيجر التي تبلغ 1497 كم يضاف لذلك حرص رئيسها شخصيا على الوقوف في وجه ثقافة الانقلابات كل هذا يعطي الفرصة لحدوث تدخل بري عبر نيجيريا.. لكن في الجهة المقابلة نجد عوامل مضادة كثيرة:
- أبرزها معارضة مجلس الشيوخ النيجيري لقرار الرئيس تينوبو بالتدخل العسكري.. -أخطرها إعلان ولايات الشمال النيجيري رفضها للحرب مما يفتح باب الانقسام والفتنة داخل نيجيريا نفسها.. -الروابط الدينية والاثنية القوية جدا بين الشعب النيجيري وشمال نيجيريا خصوصا وحتى القرن ال20 لم تكن هناك حدود حقيقية بين الدولتين.. -التهديدات الأمنية والتنموية التي تعاني منها نيجيريا أصلا بحيث يمكن أن تتفاقم في حال تحريك الجيش ودفعه لقتال إخوانه (الكثير من أفراد الجيش النيجيري من قبائل الهوسا التي تشكل أغلبية سكان النيجر..).
مجموع هذه العوامل وغيرها تقلل من حماسة تينوبو وتجعل من إمكانية مشاركة نيجيريا في أي عمل عسكري ضد النيجر ضعيفة جدا فضلًا عن قيادته.
2-الجغرافيا: أمام ضعف احتمال الهجوم الجوي لقلة إمكانات جيوش الإيكواس من جهة ولصعوبة مشاركة الطيران الفرنسي المباشرة من جهة أخرى يضاف له امتلاك النيجر لمضادات متطورة وعمليا حتى يحقق التدخل أهدافه يجب أن يكون بريا.. من سوء حظ الغرب (فرنسا خصوصا) الجغرافيا تعاكسه فمجموع الدول المحيطة بالنيجر سبعة أغلبها يرفض التدخل تماما ومنها من يهدد بمقاومته عسكريا وإذا اعتبرنا أن التدخل عبر نيجيريا غير ممكن فلا يبقى أمامها إلا التدخل عبر دولة البِنين التي أبدت استعدادها للمشاركة والتي تملك حدودا مشتركة قصيرة نسبيا وتقدر ب 266 كم فباستثناء الولاء المطلق لنخبتها الحاكمة لفرنسا مستدمرها القديم لا يوجد ما يشجع البِنين على تبني هذا الموقف الخطر عليها وعلى المنطقة فهي دولة صغيرة وضعيفة يقدر جيشها ب5 آلاف عسكري ومصالحها كبيرة مع النيجر على اعتبار أنها تمثل النافذة الرئيسية لتجارتها الخارجية وأمام التهديد المباشر الذي تمثله الدولة الجارة بوركينا فاسو المؤيدة للانقلابيين عليها في حالة نشوب الحرب لا أظن أن يغامر ساسة البِنين وقادتها على فسادهم بانطلاق الحرب من أراضيها إرضاء لفرنسا والغرب عموما.
3-المشاركة الفرنسية: الغرب في مجمله ندد بالانقلاب وموقفه متناغم آليا مع الموقف الفرنسي لكن عند قرار الحرب تغير موقف الكثير منهم فمعاناة أوروبا من الغزو الروسي لأوكرانيا ما يزال جرحه ينزف وأوروبا غير مستعدة لمغامرة جديدة مفتوحة على المجهول لا مصالح مباشرة لهم فيها وباستثناء فرنسا التي لا تتوقف عن التشجيع على التدخل العسكري لإعادة رجلها الوفي وتحت ضغط الهلع الذي أصاب حكامها اقترحت توفير الغطاء الجوي لقوات الإيكواس لكن العِداء الشعبي لها المتنامي بالمنطقة بسبب تاريخها الاستدماري ودورها الكبير في فرض النخب الفاسدة التي حكمت المنطقة مند الستينيات واستغلالها البشع لثرواتها يجعل من تدخلها المباشر يصنف كعمل استدماري يقلب الوضع من موضوع الشرعية إلى قضية السيادة وهذا سيكسب الانقلابيين دعما شعبيا لاحدود له ولهذا تحرص فرنسا على ضمان تغطية إفريقية لتحركها هذا بفرض إمكانية نجاحها فتجاربها الفاشلة في حربها على ما تسميه الإرهاب في الساحل تشير إلى غير ذلك
4-موقف الولايات المتحدة الامريكية: بخلاف الذعر الذي ظهر على تصرفات فرنسا يظهر أن واشنطن ليست قلقة من انقلاب النيجر ومن العلامات الدالة على ذلك عدم تصنيفها رسميا للتغيير الذي حدث بالانقلاب وتعيينها لسفير جديد بعد الانقلاب بمنطق البقرة جيفة وأمعاؤها حلال وتفاوضها المباشر عبر ثاني أكبر مسؤول في خارجيتها مع قادة الانقلاب ثم إعلانها التوافق مع الجزائر في نظرتها لمشكلة النيجر.. هذه المقاربة الغارقة في النفعية هي الصورة الحقيقية للولايات المتحدة الامريكية وهي بذلك لم تخيب تقديرات العارفين فما يهمها أن تحافظ على مصالحها وهي تتعامل مع كل من يضمن تواجدها العسكري بالمنطقة وخاصة استمرار عمل قاعدتها الاستخبارية الضخمة في ولاية أغاديس الاستراتيجية شمال النيجر.. وكان لموقف أمريكا هذا الأثر البالغ في إضعاف حماس الإيكواس للتدخل
5-موقف الجزائر ودول الجوار: كان لموقف الجزائر كأكبر جارة شمالية للنيجر الرافض للتدخل العسكري لما يشكله من تهديدات لأمنها القومي وللفشل الذريع لتجارب سابقة في المنطقة التأثير البالغ على تراجع احتمال تدخل الإيكواس خاصة بعد ظهور تنسيقها مع الولايات المتحدة الأمريكية وعضد طرحها موقف غالبية دول الجوار وهذا يسمح للجيش النيجري بالتركيز حدوده الجنوبية التي يمكن أن يؤتى منها أما الشمالية فظهره محمية.
3-النتيجة: ظما سبق نجد أن إخفاق التدخل العسكري وعدم جدواه أصلا هما النتيجتان الأبرز ل البارود العراسي الذي أطلقته قيادة الإيكواس بإيعاز فرنسي والذي يهدد استمرارها أصلا كمنظمة جامعة في المنطقة.. كما يؤكد أن الديمقراطية بالصورة الغربية ليست أولوية لشعوب المنطقة التي يفتقد الفرد فيها لخبز جاف وكان الأولى بالغرب المنافق وقيادات الإيكواس غير المسؤولة أن تتحدث عن كيفية تنمية المنطقة وإشباع أطفالها من جوع وليس عن الحرب والدمار وأحسن من عبر عن هذا المعنى الإمام العز بن عبد السلام في قوله: من نزل بأرض تفشى فيها الزنا فحدث الناس عن حرمة الربا فقد خان .
===
ذكرى الإحراق ورسائل الأقصى المقلقة
بقلم: عبد الله المجالي
في الذكرى الرابعة والخمسين على جريمة إحراق المسجد الأقصى تصدر من المسجد الأسير إشارات مقلقة جدا.
في في عام 1969 وبعد عامين من احتلاله أقدم صهيوني على إحراق المسجد الأقصى فيما ساهم الاحتلال بانتشار الحريق عن طرق إعاقة وصول سيارات الإطفاء فيما ادعى لاحقا أن المجرم مصاب بمرض عقلي.
أتى الحريق على أجزاء واسعة من المسجد كما دمر منبر صلاح الدين الأيوبي أحد أبرز معالم المسجد القبلي.
منذ احتلاله علم 1967 وتجول قادة جيشه ببساطيرهم في ساحاته مبتهجين لا يخفي الكيان مخططاته في الاستيلاء على الحرم القدسي وطرد المسلمين وبناء هيكلهم المزعوم.
تلك المخططات باتت اليوم أكثر وضوحا وأكثر خطورة وها هو المسجد اليوم مستباحا للمستوطنين اليهود خمسة أيام في الأسبوع ساعتين في الصباح حيث يقتحمون باحاته تحت رعاية وحماية جنود الاحتلال ليؤدوا طقوسهم التلمودية وبعضهم يرفع علم الكيان في تنفيذ واقعي لتقسيم الأقصى زمانيا!!
السلطات الأردنية ذاتها تعترف بعنجهية وعربدة الاحتلال في المسجد الأقصى وها هو وزير الأوقاف يعلن أنّ موظفي المسجد الأقصى يتعرضون دائما للاعتقال والإبعاد والضرب والمضايقات من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي!!
وأضاف خلال اجتماع مع لجنة فلسطين النيابية أن الاقتحامات مستمرة للمسجد الأقصى وأعداد المتطرفين بتزايد حيث يتم ممارسة طقوس عبادة لم تكن في السابق!!
نتفق مع القول أن المسجد الأقصى تنتظره أيام صعبة خصوصا في ظل الحكومة اليمينية المتطرفة والتي كان آخر تجلياتها تخصيص 864 مليون دولار لتشديد قبضتها على القدس المحتلة خلال السنوات ال 5 المقبلة. يقول وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش عن القرار: يسعدني أن أقود أكبر خطة خمسية للقدس الشرقية (التي ينادي بها النظام العربي الرسمي عاصمة للدولة الفلسطينية).. بصفتي شخصًا يؤمن بتعزيز السيادة (الإسرائيلية) على القدس ككل أرى أهمية كبيرة في الخطة الخمسية .
وأضاف: القدس الموحدة ليس شعار إنه مسؤولية.. مسؤولية كل ساكن ومسؤولية تطوير وازدهار القدس عاصمتنا الأبدية على حد تعبيره.
فيما قال رئيس البلدية الإسرائيلي: القرار الذي تم اتخاذه اليوم هو قرار سيادي.. نحن هنا اليوم نثبت عملياً أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من القدس .
وبموازاة ذلك أعلن وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير عن تخصيص 31.5 مليون دولار لما أسماه تعزيز السيادة الأمنية في القدس الشرقية .
وقال في بيان: خطوة أخرى ومهمة في كفاحنا الذي لا هوادة فيه لاستعادة الأمن الشخصي في القدس عاصمتنا .
الخطوات تتسارع وتتصاعد والأقصى بات في قلب الخطر!!
==
100 شرطي لتدنيس القرآن.. كيف نمنع ذلك؟
بقلم: علي سعادة
لا يمكن وصف موقف حكومات السويد وهولندا والدانمرك إلا بالمنافق والمخادع فيما يتعلق بإحراق وتدنيس وتمزيق القرآن الكريم في هذه الدول.
فماذا يعني أن ترافق النجس والحقير وروث البقر المدعو موميكا سيارة مصفحة للشرطة عقب انتهاء الاعتداء على المصحف الشريف وترافقها عدة سيارات ونحو 100 فرد من الشرطة.
هذا موكب بفخامة رئيس جمهورية موكب ملكي أوروبي موكب نجم سينما عملاق أو موكب رياضي بحجم مارادونا أو بيليه أو ميسي أو رونالدو.
يحضر بموكب وبفخامة أمنية ويذهب بموكب وفخامة أمنية لا يمكن تفسير ذلك إلا بأنه مباركة وموافقة على هذا الفعل النجس القبيح المؤذي لمشاعر مليار ونصف إنسان على وجه هذا الكوكب.
تكريم رسمي لرجل نجس وبغيض سيداس ذات يوم بالأحذية وسيغمر بروث وفضلات البهائم.
إذا كنت تعارض سياسيات دولة بعينها ما هي علاقة القرآن الكريم بذلك تظاهر أمام سفارة تلك الدولة واهتف بما تشاء هذا شان آخر لماذا اللجوء إلى فعل حقير يستفز مشاعر المؤمنين.
الشرطة سمحت بحرق القرآن الكريم بحجة أن هذا حرية تعبير لكنها في نفس الوقت منعت سيدة كانت في المكان حاولت إطفاء المصحف المحترق باستخدام أسطوانة إطفاء الحرائق لكن الشرطة السويدية تدخلت وأوقفتها منعتها من إبداء حقها في التعبير.
معياران متناقضان في نفس الوقت.
لكن أحد هاذين المعيارين وهو حرق القرآن ينسجم مع مزاج وعقيلة الدولة بينما الدفاع عنه والذود عنه لا يناسبها وليس على مقاسها أبدا.
كان حرق للقرآن الكريم في هولندا والسويد والدانمرك.
الموقف الرسمي لهذه التصرفات الشاذة والمرضية الرفض والاستنكار في نفس الوقت لا يمكن وقفه لأن قوانين تلك البلاد تسمح بمثل هذه التظاهرة.
ولن تتوقف هذه الظاهرة إلا في حالة واحدة أن تتخذ الدول الإسلامية موقفا موحدا من هذه الدول في مقاطعتها دبلوماسيا واقتصاديا وماليا ووقف أية تعاملات معها مهما صغرت. وحتى لو وصل الأمر إلى إغلاق المطارات والموانئ في وجهها ومتى وجدت هذه الدول أن هذه العقوبات تؤذيها فهي ستضطر مرغمة إلى إيجاد وسيلة لمنع هذا العبث والاستهتار بكتابنا الكريم.
واضح أن ضعف ردة الفعل الإسلامي الذي يكتفي ببيانات استنكار شكلية لا تغني ولا تسمن عن جوع وربما صمت مطبق كصمت القبور تشجع هؤلاء الزنادقة الملوثين في قلوبهم وعقولهم على إهانة كتابنا الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.