من دون شك أنّ الانترنيت ليست المكان الآمن لكي يضع المُواطنون أسرارهم الشخصية، وذلك لما تعرفه بعض المواقع من قرصنة، وعمليات تجسس، على الوثائق، الصور، مقاطع الفيديو، المعلومات، ورغم أن كلّ تلك قد تكون بسيطة، إلاّ أنّ أيّ تفصيل يمكن أن يكون مهما لمخابرات البلدان الصديقة والعدوة. إنّ أي "انترنوت" صار يفكر في أنّ موقع التواصل الاجتماعي الأكثر إقبالا عليه ب500 مليون مشترك، مثير للشبهات، كيف لا وفي الفترة الأخيرة، خاصة، صار يطلب من المستخدمين بعض المعلومات التي تهدف بحسب الموقع إلى ضمان أمن الصفحة، ولكن هل الأمر كذلك؟ هل على المُشترك أن يضع رقم هاتفه ليًُحصن صفحته؟ وإلاّ هل عليه أن يحدد هوّية الأشخاص الذي يضع صُورهم، والأماكن التي التقت فيها الصُور، وغيرها من المعلومات التي تثير الكثير من علامات الاستفهام، ولكن السؤال الذي يطرح، هل فعلا الموقع بريء من الشبهات، بل ويحاول أن يؤمن المشتركين عليه، أو أنه موع استخباراتي بامتياز يعمل لصالح المخابرات الصهيونية، بدرجة أولى، ثمّ الأمريكية، وغيرها من المخابرات العالمية، والتي تشترك لخدمة مصالح الامبريالية الجديدة؟! البداية مع آراء المختصين، وبعض ما كتبته صُحف، ومواقع إعلامية أجنبية تفطنت، او على الأقل، وضعت الموقع موضع الشك، مثل جريدة "الحقيقة الدولية" الفرنسية التي كشفت منذ فترة خبايا موقع "الفيس بوك" والجهات التي تقف وراءه، ونشرت الجريدة الفرنسية ملفا واسعا عن هذا الموقع، مؤكدة أنه "موقع استخباراتي مهمته تجنيد العملاء والجواسيس لصالح الكيان الصهيوني" وتضمن الملف الذي نشرته مجلة "لوماغازين دو إسرائيل" معلومات عن أحدث طرق للجاسوسية تقوم بها كل من المخابرات الصهيونية والمخابرات الأمريكية عن طريق أشخاص عاديين لا يعرفون أنهم يقومون بمثل هذه المهمة الخطيرة.، تذكر نفس الجريدة:"إن هؤلاء يعتقدون بأنهم يقتلون الوقت أمام صفحات الدردشة الفورية واللغو في أمور قد تبدو غير مهمة، وأحيانا تافهة أيضا ولا قيمة لها". ونقل تقرير مجلة إسرائيل اليهودية التي تصدر في فرنسا الكثير من المعلومات السرية والهامة عن موقع "الفيس بوك" بعد تمكن المجلة من جمعها عبر مصادر صهيونية وصفتها "الموثوقة". جوليان اسانج:جوجل، ياهو، وفايس بوك أدوات تجسس أمريكي من بين التصريحات المثيرة، تلك التي أطلقها جوليان أسانج، مؤسس موقع ويكيليكس، من موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" واصفه بأنه أكثر أداة تجسس مرعبة ابتكرها الإنسان فى تاريخ البشرية، مشيرا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية يمكنها الحصول على معلومات عن أى مستخدم لمواقع الإنترنت الكبيرة فى أى وقت تريده. أوضح أسانج أن الموقع يضم أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم، وعلاقاتهم وأقاربهم وعناوينهم وأعمالهم وعديد من البيانات الأخرى، التى أشار إلى أن جميعها يمكن لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الاطلاع عليها والإفادة منها على النحو الذى تراه مناسباً. وأوضح مؤسس موقع ويكيليكس أن هناك عدة شركات أمريكية مثل ياهو وجوجل وجميع الشركات الكبرى تعتبر مجرد واجهات لوكالة الاستخبارات الأمريكية لكنها لا تدار من قبل الوكالة، بل يتم الضغط عليها فى كثير من الأحيان بصورة قانونية أو سياسية لتتعاون مع الوكالة بشكل كبير وتسلمهم البيانات التى تريدها الوكالة. هكذا أوقف الصهاينة الثورة الفلسطينية تمكنت السلطات الإسرائيلية من منع حوالي 200 ناشط مناصر للقضية الفلسطينية من مغادرة المطارات الأوروبية باتجاه تل أبيب بمساعدة موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حيث أصبح من الصعب على الناشطين التخفي بزي السياح بعد أن تكون صورهم وآراؤهم ومواقفهم قد نشرت على المواقع الاجتماعية وأصبحت بمتناول الجميع. في هذا الصدد نشرت وكالة "اسوشيتد برس" أن إسرائيل حالت دون سفر عدد من الناشطين إلى تل أبيب كما استجوبت العديد منهم عند وصولهم إلى المطار ورفضت دخول 69 شخصا إلى إسرائيل لمنع وصولهم إلى الضفة الغربية لتنظيم حملة تضامن مع الشعب الفلسطيني. ووضعت الجهات الإسرائيلية 300 اسم على اللائحة السوداء بعد أن تتبعت على المواقع الاجتماعية صورهم والمعلومات الشخصية الخاصة بهم. من جانبهم، اتهم منظمو حملة "أهلا بكم في فلسطين" إسرائيل بالمبالغة في ردها على حملة سلمية ترمي إلى لفت الأنظار إلى ما يعيشه الفلسطينيون بما في ذلك المنع من السفر. بعد أن شكل موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي منصة انطلقت منها تحولات كبيرة في المنطقة العربية أصبح سلاحا بيد إسرائيل تحمي فيه مصالحها. قد يصبح هذا الحدث عبرة للناشطين أو دعوة للعودة إلى ماضي العمل السياسي عندما كان الناشطون يتخذون أسماء مستعارة. مُشتركو الفايس بوك يُحاربونه الكثير من المشتركين على موقع الفايس بوك، والذين، يبدو أنهم لا يقدرون على الاستغناء عنه، رغم أنهم يدركون الخطورة التي يشكلها على خصوصياتهم، ولهذا قرروا أن يبقوا من المشتركين، ولكن يحذروا باقي الأنترنوت منه، وذلك أضعف الايمان، وعلى صفحة "معا ضدّ تجسس الفايس بوك على خصوصيات المستعملين" وضع المشرفون عليها هذه المقدمة التي شرحوا من خلالها سرّ فتحهم للصفحة:" إنّ حقيقة الفيس بوك هو التجسس على المعلومات الشخصية لأعضائه و تسريبها إلى جهات مجهولة و في الفترة الأخيرة وجد أن الفيس بوك يتجسس على كل موقع يوضع رابطه الشات او الحائط أو أي مكان أخر فرجاء الحذر". حتى الأولياء يتجسسون على أبناءهم كشف استطلاع جديد حول مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ أكثر من نصف أولياء الأمور يستخدمون تلك المواقع -وعلى رأسها فيس بوك- بهدف "التجسس" على أولادهم. وبيّنت نتائج الاستطلاع أن نسبة كبيرة من سائر أرباب الأسر على استعداد لفعل الأمر نفسه، إذا تعلموا كيفية استخدام تلك المواقع؛ بحسب ما أوردته شبكة CNN.. وشمل الاستطلاع، الذي أجرته شركة وان بول، أكثر من ألفي عائلة بريطانية، وقد أظهرت النتائج أنّ 55% من الأهل يحاولون رصد تحركات وتصرفات أولادهم بناء على التطورات الجارية على صفحاتهم في فيس بوك. كما أقرّ 11% من الأهل أنهم أنشأوا صفحة فيس بوك خاصّة بهم؛ لهدف وحيد وهو متابعة أولادهم؛ بينما قال 13%: إنهم دخلوا إلى الموقع بحسابات عائدة لأصدقاء لهم؛ لأجل التجسس على أولادهم؛ وذلك بعدما رفض الأولاد دعوات "الصداقة" المقدّمة من ذويهم على الموقع. العاملون على الدراسة قالوا: "إنهم لا يشعرون بالصدمة حيال النتيجة؛ باعتبار أن صفحات فيس بوك تؤمّن طريقة سهلة وآمنة للتجسس ومعرفة الأخبار". الهاكرز يقتحمون الفايس بوك ولكن يبدو أنّ موقع الفايس بوك يمكن أن يكون ضحية كذلك، ويتم اختراقه من طرف أشخاص يدعون أنهم فعلوا ذلك للانتقام من طبيعة الموقع التجسسية، والتي تعمل لحساب الانظمة الاستبدادية، فبعد أن اخترقت 70 موقعا أهمها وكالة المخابرات الأمريكية وحلف الناتو والمواقع المصرية الحكومية في أثناء الثورة ووزارة الدفاع السورية قامت مجموعة من قراصنة الإنترنت "الهاكرز" تدعي Anonymous "أنونيموس" باختراق الفيس بوك تحت اسم عملية "Operation Payback" وعطلت العديد من الخيارات به منها خاصية فتح وغلق الحساب وخاصية الشات والكتابة على الحائط. وبررت المجموعة قيامها بهذه العملية بدعوى أن الفيس بوك يبيع المعلومات للحكومات للتجسس على الشعوب، وأنه يعمل مع وكالات أطلقوا عليها اسم “whitehat infosec”، وقالوا إنها تعمل مع الحكومات الاستبدادية الموجودة في بلاد مثل مصر وسوريا. ونشرت المجموعة بيانا وجهت خلاله تحذيرات للمستخدمين للموقع قائلة: "نأمل أن يستجيب سكان العالم لتحذيرنا، معلوماتكم في الاتصال غالية جدا ولذلك سيتم تدميرها "، ودعوا المشتركين للانضمام إليهم لقتل الفيس بوك - على حد تعبيرهم . وأكدوا أن ما يقوم به المستخدم على فيس بوك تحصل عليه إدارة الفيس بوك بغض النظر عن اختيارك للخصوصية، وعملية مسح حسابك عملية مستحيلة، حتى لو تم إهمال الحساب، فستظل بياناتك موجودة لديهم ويمكنهم استخدامها في أي وقت. المجموعة التي يطاردها البوليس الدولي "الإنتربول" استطاعت في عام 2011 فقط اقتحام 70 موقعا قانونيا ضخما، مثل وكالة المخابرات الأمريكية، وحلف الناتو والمواقع المصرية الحكومية في أثناء الثورة، و أخيرا وزارة الدفاع السورية. كما أعلنوا في فيديو علي موقع (يوتيوب) أنهم بصدد تنفيذ عملية اختراق يوم 5 نوفمبر المقبل لتدمير موقع الفيس بوك .