كثرت في الآونة الأخيرة المحلات التي اختصت في ترويج الألعاب الالكترونية الموجهة للأطفال الصغار، مما هيأ الفرصة لهم لزيارتها واقتحام العالم العجيب لتلك الألعاب المسلية التي أضحت بمثابة الدماء الجارية في عروق البعض من الأطفال إلى درجة إدمانهم عليها في كامل اليوم والمكوث بتلك المحلات لساعات طوال أنستهم في بعض الأحيان الالتحاق بمدارسهم، وحتى ببيوتهم مما أدى بأمهاتهم إلى الاستنجاد واللجوء إلى تلك المحلات التي أصبحت تقاسمهم فلذات أكبادهم وأضحت تقتنص جزءا هاما من الميزانية اليومية للأسر، فتعتبر تلك المحلات سلاحا ذو حدين، فمن جهة تسلي الأطفال وتروح عن نفوسهم، ومن جهة أخرى أدت إلى إدمان الكثيرين عليها. وأضحت شغلهم الشاغل الذي أنساهم في العديد من المرات التزاماتهم نحو الأسرة والمدرسة بعد أن فضلوا المكوث هناك لساعات طوال، وما يقابلنا من ازدحام واكتظاظ على مستوى تلك المحلات في كل مكان إلا دليلا على هوس الأطفال الصغار بتلك الألعاب الالكترونية المسلية التي على الرغم من فوائدها في تنمية القدرات العقلية للطفل كونها تعتمد أساسا على الذكاء والحيل وكذا السرعة والفطنة، إلا أنها لا تخلو من الأوجه السلبية حسب ما صرحت به بعض الأمهات اللواتي التقينا بهن. وقد عددن سلبيات تلك الألعاب التي ملأت محلاتها معظم المقاطعات في الآونة الأخيرة، وأوقعتهن في كوارث جعلتهن يسارعن إلى تلك المحلات من أجل الظفر بأبنائهن الذين انغمسوا في عالم الألعاب الإلكترونية وأدمنوا عليها واستحال عليهم التفريط فيها إلى حد إهمالهم العديد من الواجبات، ولحق بهم الأمر إلى نسيان مواعيد التحاقهن بالمدارس، وهم مندمجون في انتظار أدوارهم في طوابير تلك اللعب، وأدى الأمر بأمهاتهم في الكثير من المرات إلى الالتحاق بهم على مستوى تلك المحلات من أجل تنبيههم أن وقت الدراسة قد حان بعد طول الوقت المستغرق هناك والمقدر بالساعات في أغلب الأحيان. إحدى السيدات قالت إن ابنها أدمن على تلك الألعاب كل يوم مما أدى بها إلى تخصيص ميزانية خاصة من ميزانية الأسرة توجه إلى تلك المحلات، وإلا كان البكاء والتعنيف والصراخ من نصيبها كون أن ابنها أدمن حقيقة على تلك الألعاب التي يمكث قبالتها لساعات طوال، وينسى بسببها مأكله ومشربه وحتى دراسته، وقصت علينا ذلك الموقف الذي حصل لها بعد أن درس ابنها في الفترة الصباحية، وفي الوقت الفاصل بينها وبين الفترة المسائية اختار أن يقضي تلك الفترة بمحاذاة أجهزة الألعاب الالكترونية من أجل اللهو لبعض السويعات، إلا أن الطامة الكبرى هو بلوغ وقت التحاقه بالمدرسة في ظل غيابه ما جعلها تتسارع إلى ذلك المحل وتستنجد بأصدقائه من أجل مناداته، لكي لا يتخلف عن موعد دراسته. وفي هذا الصدد حدثنا صاحب إحدى تلك المحلات الذي قال إن حالة تلك السيدة ليست هي الوحيدة بل أغلب الأمهات يتوافدن إلى المحل بغية الاطمئنان على أبنائهن بعد أن يطول غيابهم عن المنزل، وقال إن السبب هو كثرة الزبائن الذي لا يقارن مع عدد الأجهزة مما يؤدي إلى تشكيل طوابير طويلة لاسيما وأن أقل مدة أمام الجهاز تقدر ب30 دقيقة ذلك ما يجعل الأطفال يمكثون على مستوى محلات »البلايستيشن« لفترة طويلة، وقال إن معظم أصحاب تلك المحلات ينصحونهم في العديد من المرات بالذهاب إلى منازلهم من أجل طمأنة أوليائهم ثم العودة ثانية، وهناك من يرضخ وهناك من يمتنع خوفا من تخلفه عن دوره بعد طول مدة مكوثه بالمحل، وأضاف أن الإقبال تناقص في هذه الفترة كونها فترة امتحانات إلا أنه سيتضاعف دون شك مع افتتاح العطلة الصيفية.