بهدف وقاية الشباب من السموم دعوة لإجراء تحقيقات وطنية حول إدمان المخدرات انتشرت آفة المخدرات في مجتمعنا وعرفت منحى خطيرا وباتت تنخر أجساد شبابنا وتدمّر عقولهم كونها طريق إلى الأمراض النفسية والعقلية وتؤدي حتى إلى الانتحار ما دفع بالأطباء والخبراء إلى دق ناقوس الخطر والدعوة إلى إجراء تحقيقات وطنية حول إدمان المخدرات والمعرفة الدقيقة للأنواع التي تروج بين الشباب بغرض الوقاية والتكفل الأفضل بعلاج المدمنين وإخراجهم من النفق المظلم الذي بات تهديدا يتربّص بمختلف الشرائح العمرية لاسيما المراهقين والشباب. نسيمة خباجة المخدرات سموم قاتلة تدمر حياة من وقعوا فريسة لها بفعل الفاعلين وهم مروجو أو بارونات المخدرات الذين يهدفون إلى ترويج تلك السموم بين الشباب وتدمير مستقبلهم وصحتهم الجسدية والنفسية والعقلية فهي نفق مظلم لا ينجو منه إلا الواعي العاقل المتحلي بمكارم الأخلاق والوازع الديني خاصة وأن المخدرات محرمة شرعا وقانونا كونها بمنزلة المسكرات تذهب العقول ومضارها لا تعد ولا تحصى. مكافحة تلك السموم هي مسؤولية الكل الاسرة والمدرسة والمسجد والجمعيات بغرض التحسيس والتوعية حول مخاطر المخدرات من مختلف النواحي الاجتماعية والصحية والنفسية. تحقيقات عاجلة حول الإدمان أكد رئيس مصلحة الأمراض العقلية والإدمان بالمركز الإستشفائي الجامعي ندير محمد عباس زيري بتيزي وزو ضرورة القيام بتحقيقات وطنية حول إدمان المخدرات من اجل التعرف أكثر على الظاهرة والمخدرات المستهلكة. وأشار السيد محمد عباس الباحث الاستشفائي الجامعي بكلية الطب بجامعة مولود معمري بتيزي وزو الذي قدم مداخلة امام المؤتمر الوطني ال22 للأمراض العقلية إلى اهمية انجاز دراسات حول ظاهرة ادمان المخدرات عبر كامل التراب الوطني والقيام بتحقيقات وطنية حول هذه الظاهرة من اجل احاطة افضل بها. وأوضح في ذات السياق ان هناك دراسات أجرتها مراكز استشفائية جامعية مثل تلك التي قامت بها مؤسسة تيزي وزو من اجل التكفل بشكل افضل بهذه الاشكالية يجب القيام بتحقيقات ذات بعد وطني مضيفا ان هذا العمل سيسمح بالحصول على بطاقة حقيقية لمجموع المؤثرات العقلية المستهلكة في بلادنا . كما ألح ذات المختص على ضرورة إشراك الجميع من وسائل الإعلام والاسرة والمجتمع المدني والسلطات والأطباء في الوقاية الأولية من ادمان المخدرات من خلال تكثيف التحسيس ضد هذه الآفة. دور بارز للأسرة في هذا الصدد أكدت الأستاذة بن سعيدة من المؤسسة الاستشفائية الرازي بعنابة في مداخلتها على دور الاسرة في الوقاية والتكفل بالأشخاص المدمنين وأضافت في مداخلتها انه اذا كانت الاسرة جزء من المشكلة بسبب النزاعات العائلية وغياب الاتصال والعنف مما يؤدي إلى ادمان الفرد أو الافراد الأكثر هشاشة للمخدرات فإنها تصبح بالتالي جزء من الحل وأشارت في هذا الخصوص إلى ان العمل مع العائلات يعد وسيلة هامة لدعم وتسهيل سعي المريض نحو الشفاء من الادمان . يجدر التذكير بأنّ المؤتمر ال22 الذي احتضنته المؤسسة الاستشفائية المختصة في الامراض العقلية فرنان حنفي بواد عيسي ببلدية تيزي وزو بادرت إلى تنظيمه جمعيتي الامراض العقلية جرجرة و الوطنية لمكافحة افات الادمان وفريق مصلحة الامراض العقلية والادمان بالمركز الاستشفائي الجامعي ندير محمد بتيزي وزو.