النازحون في كل مكان.. وشلل الأطفال يتمدّد غزّة تستغيث تزداد أوضاع سكان قطاع غزّة صعوبة بسبب تصعيد جيش الاحتلال هجماته الدامية على كافة المناطق وجراء توسيع رقعة العمليات العسكرية البرية التي زادت من أعداد النازحين في مناطق ضيقة. ق.د/وكالات أكدت بلدية دير البلح وسط قطاع غزّة أن مناطق النزوح القسري لا يوجد فيها ولو متر واحد فارغ ليستوعب أعدادا جديدة مؤكدة أن المدينة التي تتوفر فيها البنية التحتية والمستودعات لتخزين المواد الإغاثية الأساسية في غزّة سيتم إخلاؤها بشكل إجباري بأمر من الاحتلال وكان مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أكد أن الاحتلال بين 1 جويلية و21 اوت الجاري أصدرت 16 أمر إخلاء في حين تم تهجير ما يقدر بنحو 213 ألف فلسطيني قسرا من بداية اوت إلى 16 من ذات الشهر. وتؤكد الأممالمتحدة أن 9 من كل 10 أشخاص في قطاع غزّة تعرضوا للتهجير بسبب الهجمات. وأشارت كذلك إلى أنه لا يوجد مكان آمن في القطاع حاليا وأنه يتم الدفع بسكان غزّة إلى مساحة ضيقة لا تعادل سوى عُشر مساحة القطاع. وفي دلالة على صعوبة الأوضاع المعيشية لسكان القطاع أعلنت بلدية غزّة أن تدمير الاحتلال لمرافق المياه تسبب في عدم وصولها لكثير من المناطق لافتا إلى أن الكمية المتوفرة من المياه تغطي فقط 40 فقط من مساحة المدينة. وفي سياق قريب أكدت وزارة الصحة في غزّة مع بدء دخول مستلزمات حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال ضرورة وقف إطلاق النار لإنجاح الحملة. وقالت الوزارة في بيان عبر منصة تلغرام: مع بدء دخول مستلزمات حملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال إلى غزّة ندعو لضرورة وقف إطلاق النار لإنجاح الحملة . وأضافت: حملة التطعيم لن تكون مجدية لوحدها في ظل عدم توفر المياه الصحية ومستلزمات النظافة الشخصية وانتشار مياه الصرف الصحي بين خيام النازحين وفي ظل عدم توفر بيئة صحية سليمة . وفي وقت سابق الجمعة قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا عبر منصة إكس إنها تعتزم بدء التطعيم ضد فيروس شلل الأطفال في مراكز الرعاية الصحية والعيادات المتنقلة في قطاع غزّة نهاية اوت الجاري. كما أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني امس الجمعة أن تأخير تحقيق هدنة إنسانية بقطاع غزّة الذي يتعرض لحرب مدمرة سيزيد من خطر انتشار مرض شلل الأطفال . وقال لازاريني على منصة إكس: من المحزن جدا تأكيد منظمة الصحة العالمية إصابة طفل رضيع يبلغ 10 أشهر في غزّة بالشلل بسبب مرض شلل الأطفال وهذه هي الحالة الأولى (في القطاع) منذ أكثر من 25 عاما . وفي 16 أوت الجاري أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية تسجيل أول إصابة مؤكدة بشلل الأطفال في قطاع غزّة بمدينة دير البلح وسط القطاع لطفل يبلغ 10 شهور لم يتلق أي جرعة تحصين ضد شلل الأطفال . وفي وقت سابق شددت 20 منظمة إغاثة دولية وعاملون في مجال الصحة على ضرورة تسليم لقاحات شلل الأطفال إلى غزّة في أقرب وقت ممكن. وذكرت المنظمات أن لقاحات شلل الأطفال موجودة في المنطقة وجاهزة للتوزيع في أوت وسبتمبر لكن ذلك يتطلب الوصول الكامل لإمدادات المساعدات الإنسانية إلى غزّة عبر جميع البوابات الحدودية وداخلها . ويصيب المرض الأطفال دون سن الخامسة بالدرجة الأولى فيما تؤدي حالة واحدة من أصل 200 حالة عدوى بالمرض إلى شلل عضال ويلاقي ما يراوح بين 5 و10 بالمائة من المصابين بالشلل حتفهم بسبب توقّف عضلاتهم التنفسية عن أداء وظائفها وفق منظمة الصحة العالمية. وتقول الأممالمتحدة على موقعها الإلكتروني إنه طالما يوجد طفل واحد مصاب بعدوى فيروس الشلل فإن الأطفال في جميع البلدان معرضون لخطر الإصابة بالمرض .
