خطر الغرق يقترب من الخيام في غزّة النّازحون.. البحر أمامهم والعدو وراءهم لن تكون مياه البحر الهائجة مع اقتراب موسم المنخفضات الجوية هي ما يهدد سكن النازحين في الخيام فقد حذرت بلديات وسط القطاع ومدينة خان يونس التي يقطنها نازحو القطاع وعددهم يفوق المليون من خطر كبير يهدد هؤلاء السكان خاصة القاطنين في مناطق تجمع برك مياه الأمطار. ق.د/وكالات أطلقت لجنة الطوارئ في بلدية دير البلح وسط القطاع نداء استغاثة دعت فيه ل التدخل الفوري والعاجل لإنقاذ المواطنين والنازحين من الغرق بمياه الأمطار خاصة منطقة صحن البركة والمناطق المنخفضة في المدينة. وذكرت اللجنة أن المدينة تعرضت كسائر مناطق قطاع غزّة لدمار واسع في البنية التحتية بفعل الاعتداءات المستمرة. وأوضحت أنه بسبب الحرب والتدمير تضررت شبكات الطرق والمياه والصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار بشكل كبير مما جعل الاستعداد لفصل الشتاء أمراً صعباً للغاية. وحذرت من أن منطقة وادي السلقا تشكل خطرا كبيرا في فصل الشتاء لافتة إلى أنه سبق وأن تم تحذير النازحين القاطنين في منطقة صحن البركة وعلى أطراف الوادي بضرورة أخذ الحيطة والحذر ومغادرة المنطقة المذكورة نظرًا لخطورة السيول المتوقعة خلال المنخفضات الجوية القادمة . وأكدت أن الخطر القادم والأكبر سيكون فتح سدود المياه قرب الحدود الفاصلة من قبل سلطات الاحتلال. وناشدت اللجنة في هذا السياق المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والإغاثية ب التدخل الفوري لإنقاذ المواطنين . ودعت في ذات الوقت القطاع الخاص والمؤسسات المحلية إلى مساندة جهود البلدية في حماية سكان المدينة من أخطار الغرق. وفي السياق أبلغت لجنة الطوارئ في بلدية خان يونس النازحين القاطنين في برك تجميع مياه الأمطار وأحواض المعالجة المؤقتة للصرف الصحي في غرب المدينة مع اقتراب فصل الشتاء والمنخفض الجوي المتوقع دخوله الأسبوع الجاري أن هذه المناطق تعتبر أماكن خطيرة للغاية . وأكدت في بيان أصدرته أن بركة تجميع مياه الأمطار الواقعة شمالي حي الأمل وهي أحواض المعالجة المؤقتة للصرف الصحي وبركة تجميع مياه الأمطار المؤقتة نهاية شارع عمر المختار المعروف برقم (5) – وجميع المناطق المنخفضة تقع ضمن التحذير. وطالبت النازحين في تلك المناطق بالمغادرة فورا والبحث عن مكان آخر آمن وقالت في بيانها إن وجودكم في برك تجميع مياه الأمطار يشكل خطرًا على حياتكم وسلامتكم . وهناك توقعات بأن يشهد فصل الشتاء المقبل فيضانات حتى في المناطق المؤهلة لاستقباله من غزارة الأمطار.
وفي آخر إحصائية لآثار الحرب أصدرها المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزّة أوضحت أن جيش الاحتلال دمر 330 000 متر طولي من شبكات المياه إضافة إلى 655 000 متر طولي من شبكات صرف صحي. وذكرت الإحصائية أن الاحتلال دمر أيضا 2 835 000 متر طولي شبكات الطُرق والشوارع في قطاع غزّة. *أمواج البحر العاتية تبتلع الخيام الى ذلك أغرقت أمواج البحر المرتفعة فجأة خيام النازحين الفلسطينيين الذين لجأوا إلى شاطئ بحر مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزّة بعد أن ضاقت بهم السبل في ظل الحرب المتواصلة. وعلى طول الشاطئ اصطفت الخيام البدائية التي لم تصمد أمام الأمواج العاتية حيث جرفتها المياه وأغرقت الأمتعة وطعامهم المدخر. ومن مدينة دير البلح وسط حتى جنوب القطاع مدينة خان يونس وأطراف مدينة رفح تنتشر آلاف الخيام المهترئة المصنوعة من القماش والنايلون بشكل غير منظم حيث تؤوي نازحين أُجبروا على مغادرة منازلهم قسراً بفعل أوامر الإخلاء في ظل حرب متواصلة منذ 7 أكتوبر. وأظهرت مقاطع فيديو وصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي تلاطم الأمواج وهي تضرب الخيام القريبة من الشاطئ مما دفع النازحين إلى الخروج منها والتوجه إلى مناطق أكثر بُعدا. ولم يتمكن النازحون من سحب أمتعتهم البسيطة إذ أغرقت الأمواج بعضها مما شكل معاناة جديدة لهم. **شتاء قادم ومع اقتراب فصل الشتاء تتعالى أمواج البحر وتنخفض درجات الحرارة في ظل غياب وسائل التدفئة واستمرار الحرب مما يشكل هاجساً جديداً ومعاناة إضافية للنازحين. والسبت حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة من كارثة إنسانية تواجه 2 مليون نازح فلسطيني في مناطق مختلفة من القطاع مع حلول فصل الشتاء. وأطلق المكتب الحكومي في بيان نداء استغاثة إنساني عاجل لإنقاذ واقع النازحين مع دخول فصل الشتاء. وقال إن 74 بالمئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام وذلك وفقاً لفرق التقييم الميداني الحكومية . وأفادت تلك الفرق بحسب المكتب الحكومي بوجود 100 ألف خيمة من أصل 135 ألف خيمة بحاجة إلى تغيير واستبدال فوري عاجل نتيجة اهترائها . واستكمل البيان قائلا إن تلك الخيام مصنوعة من الخشب والنايلون والقماش واهترأت مع حرارة الشمس وظروف المناخ في غزّة وخرجت عن الخدمة بشكل كامل بعد مرور 11 شهراً متواصلاً من النزوح وهذه الظروف غير الإنسانية . وحذر من كارثة إنسانية حقيقية مع دخول فصل الشتاء ما ينذر بأن يصبح 2 مليون إنسان بلا مأوى . ومنذ بداية الحرب على غزّة يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح المتكرر حيث يأمر جيش الإحتلال أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل فيها. ويضطر 2 مليون نازح من أصل 2.3 مليون نسمة (إجمالي السكان) خلال نزوحهم إلى اللجوء للمدارس أو لمنازل أقربائهم أو معارفهم أو إقامة خيام في الشوارع والمدارس أو أماكن أخرى مثل السجون ومدن الألعاب في ظل ظروف إنسانية صعبة حيث لا تتوفر المياه ولا الأطعمة الكافية وتنتشر الأمراض.