أغرقت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت على قطاع غزة عشرات مراكز الإيواء التي تأوي عشرات آلاف المواطنين في المناطق الشمالية والجنوبية منه، وقد تسرّبت مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي إلى الغرف والخيام، ومنازل المواطنين. عمّقت الاضطرابات الجوية تزامنا وفصل الشتاء، من معاناة النازحين في مختلف مناطق قطاع غزة، وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إنّ المياه أغرقت عدة مراكز تأوي آلاف النازحين، إضافة إلى منازل وخيام المواطنين، في جباليا وبيت حانون، وبيت لاهيا، وأضافت أن مراكز الإيواء في مدينة غزة غرقت، حيث دخلت مياه الأمطار إلى مدارس وكالة "الأونروا". وفي وسط القطاع، دخلت مياه الأمطار إلى مراكز الإيواء التي تضم عددا من مدارس الأونروا والمدارس الحكومية، إضافة إلى غرق مراكز الإيواء في مدينتي خان يونس ورفح، كما أن غالبية الخيام بمدينة رفح غرقت وتطايرت نتيجة الرياح الشديدة، مشيرا إلى أن كافة الخيام تؤوي أطفالا. وناشد المواطنون كافة المؤسسات الدولية، ومنظمة الصحة العالمية، بضرورة التحرك العاجل لوقف العدوان الصهيوني بالدرجة الأولى، وتوفير مراكز تؤويهم من الأمطار والبرد القارس، في ظل عدم تمكنهم من العودة إلى منازلهم التي هدمت معظمها. ويعاني المواطنون، خاصة من النازحين، أوضاعا صعبة في ظل العدوان الصهيوني المتواصل منذ أكثر من مائة يوم إضافة إلى المنخفض الجوي الذي يضرب فلسطين. هذا، وتوقّعت دائرة الارصاد الجوية الفلسطينية استمرار الاضطراب الجوي إلى غاية الثلاثاء، وحذّرت من تشكل السيول والفيضانات في الأودية والمناطق المنخفضة، ومن شدة سرعة الرياح، وخطر التزحلق على الطرقات، وتدني مدى الرؤيا الأفقية. في الأثناء، قال المفوض العام لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، إن "القصف الصهيوني على أنحاء قطاع غزة تسبب حتى الآن في نزوح جماعي هو أكبر تهجير للفلسطينيين منذ عام 1948". وأضاف لازاريني في بيان إن القصف الصهيوني المتواصل أجبر الفلسطينيين على مغادرة أماكن إقامتهم، أكثر من مرة، للانتقال إلى أماكن غير آمنة بالقدر ذاته. وتابع: "أثَّرت هذه الحرب على أكثر من مليوني شخص، أي جميع سكان غزة، وسيعاني كثير منهم مدى الحياة، جسدياً ونفسياً، وتعاني الغالبية العظمى، بما في ذلك الأطفال، من الصدمات الشديدة". وقال المفوض الأممي إن الأطفال في غزة يواجهون أوضاعاً مأساوية، مشيراً إلى أن جيلاً كاملاً منهم سيحتاج لسنوات حتى يتعافى من آثار هذه الحرب. وأضاف: "تعرض الآلاف للقتل والتشويه واليتم، كما حرم مئات الآلاف من التعليم، وأصبح مستقبلهم في خطر، مع عواقب خطيرة وطويلة الأمد".وحذّر لازاريني من أن الأزمة في غزة تفاقمت بسبب استخدام الغذاء والماء والوقود كأدوات للحرب.