بعد طول انتظار في سكنات هشة آيلة للسقوط وشبيهة بإسطبلات لا تصلح للعيش الآدمي خرج نهاية الأسبوع الماضي، مئات من سكان البيوت القصديرية المتواجدة بحي الموظفين المسمى سابقا ب سالياج متجهين إلى مقر الولاية حيث وقفوا وقفة احتجاج تنديدا بالأوضاع المزرية التي يتخبطون فيها لأزيد من 40 سنة داخل بيوت لا تصلح للإيواء، وقد استقبلت السلطات الولائية ممثل السكان وبعض المواطنين حيث استطاعت إقناعهم والتهدئة من روعهم وامتصاص كل الغضب، وطمأنتهم بأن الحي المذكور تم إدراجه ضمن برنامج الترحيل إلا أن الوقت لم يحن بعد، وأضاف ممثل السكان ل "أخبار اليوم" أن هذه الأخيرة قطعت وعدا بترحيلهم، في الوقت المناسب، وان السلطات الوصية تقف على قدم وساق لتسوية وضعية البيوت الهشة قبل 2014 في إطار جهود الدولة للقضاء على السكنات الهشة على مستوى الجزائر العاصمة، وأضاف محدثنا أن العائلات سئمت العيش تحت وطأة ظروف مزرية لا سيما أن حي سالياج الذي يضم المئات من البيوت القصديرية. ويعتبر هذا الحي الفوضوي من بين الأحياء القصديرية التي يعيش سكانها ظروفا معيشية قاسية تفتقر لأدنى متطلبات الحياة الكريمة بفعل هشاشة بيوتهم التي أصبحت مرتعا للأمراض والأوبئة كونها لا تقي من برد الشتاء وحرارة الصيف، ناهيك عن الربط العشوائي للكهرباء والماء مع غياب قنوات الصرف الصحي فيه، وهذا منذ بداية التسعينيات ، بالموازاة مع أسباب اجتماعية متعددة من بينها أزمة السكن، وهو ما دفع العائلات المقيمة بهذا الموقع إلى استغلال توقف احد المشاريع السكنية فيه والتوسع في أرجائه حتى تشكل هذا الحي الفوضوي منذ أكثر من 40 سنة وقد أكد ممثل السكان أن السلطات المحلية مطلعة على الأوضاع التي يعيشونها داخل بيوت شبيهة بالجحور نظرا للضيق الخانق، ورغم الشكاوي المودعة لدى مصالحه إلا انها لم تحرك ساكنا لتغيير ولو جزء من جملة مشاكلهم لاسيما في فصل الشتاء، حيث تتحول تلك البيوت إلى مسابح وتتسرب التربة والأوحال داخل كل البيوت مما يجبر العائلات المقيمة على قضاء ليالي بيضاء في العراء وكل هذا لم يشفع لهم عند أصحاب القرار بالتدخل لرفع الغبن عنهم على حد تعبيرهم. وفي هذا السياق أعربت العائلات المقيمة ، بالحي والبالغ عددها أكثر من 200 عائلة عن تذمرها الشديد نتيجة تماطل السلطات المحلية في تسوية وضعيتهم المزرية بسبب غياب أدنى ضروريات الحياة كالنظافة، الماء، الغاز والكهرباء بالمنازل التي بنيت بطريقة فوضوية، فضلا عن مشكلة التهيئة المنعدمة التي تشهدها المنطقة. وأضاف هؤلاء انه يضاف إلى حياة الغبن والبؤس ومرارة الحياة التي وصفها هؤلاء يتقاسمون أيضا المكان مع القوارض والثعابين ومختلف الحشرات المؤذية وأمام هذه الوضعية الكارثية، يأمل ويترقب السكان تحقيق وعود الوالي المنتدب الخاص بشأن ترحيلهم إلى سكنات لائقة بعد عملية الاعتصام أمام مقر الولاية آملين بذلك تحقيق وعودهم وتجسيدها على ارض الواقع .