مليكة حراث يشتكي سكان البيوت القصديرية الواقعة بحي بوشاوي البحري المعروف "بحي الملوك" ببلدية الشراقة من الأوضاع المزرية التي يعشونها داخل بيوت هشة آيلة للسقوط تنعدم فيها أدنى شروط العيش الكريم ابتداء من الغياب التام لقنوات صرف المياه والإنارة العمومية والغاز الطبيعي، ورغم الشكاوي العديدة للسلطات المحلية والمراسلات المودعة لدى مصالحها إلا أن انشغالاتهم بقيت حبيسة الأدراج دون التفاتة تذكر لحد الساعة· مشكل آخر أكثر أهمية وهو غياب مركز صحي بالحي مما زاد من متاعب وتفاقم أوضاع القاطنين بهذا المكان المعزول عن العالم رغم محاذاته لمكان راق المسمى ب "كليب ديبان" والمقابل لنادي الصنوبر، إلا أن السكان محرمون من أبسط ظروف الحياة الكريمة، وعلى هذا الأساس ناشدت العائلات المقيمة بهذه السكنات الهشة السلطات المحلية والولائية وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل إنصافهم بانتشالهم من التهميش والفوضى التي تعم المكان والحياة المزرية التي يعيشونها جراء غياب أدنى المتطلبات الضرورية التي يحتاجونها، مما جعلهم يتجرعون مرارة العزلة والتهميش، مناشدين السلطات المعنية بالتدخل ووضع حد للوضعية التي يعانون منها أكثر من 50 سنة، وذلك من خلال إعطائهم سكنات تأويهم وأولادهم، والتي من شأنها تحسين مستواهم المعيشي، حيث أعرب معظم سكان الحي عن استيائهم الشديد من السلطات التي تنتهج عليهم سياسة التجاهل والتغاضي، مؤكدين على أنهم قاموا بمراسلة عدة جهات من أجل التدخل ولكن لا يزالوا ينتظرون بشغف آملين على حد تعبيرهم أن تمنحهم السلطات الوصية حيا نظيفا وسكنات ملائمة للعيش، كما طالبوا بتسجيلهم ضمن قائمة السكنات الجديدة والتي هم بحاجة ماسة إليها· وفي هذا السياق تطالب نحو أكثر من 350 عائلة السلطات المحلية وعلى رأسها والي العاصمة بالتدخل الفوري للاطلاع شخصيا والوقوف على حجم المعاناة وأوضاعهم المعيشية واتخاذ كافة الإجراءات التي يراها ضرورية من أجل حفظ كرامتهم وسلامتهم وأمنهم، وأكد السكان رفضهم البقاء في هاته السكنات التي تشبه إلى حد بعيد الأكواخ وإسطبلات الحيوانات، بحيث تحولت حياتهم إلى جحيم لا يطاق وهو ما جعلهم يدقون ناقوس الخطر أمام انتشار مختلف الأمراض أوساطهم كالربو والحساسية ومشاكل ضيق التنفس وغيرها من الحالات الناتجة عن تدهور المحيط البيئي والعمراني، واهتراء المسالك الداخلية التي تصعب من خروج ودخول السكان إلى منازلهم خاصة في فصل الشتاء أين تتحول إلى كتلة من الأوحال وتسد المنافذ فيستحيل العبور· وكما أكد السكان أن سكناتهم تنعدم فيها قنوات الصرف الصحي، إذ يعتمدون في معيشتهم على النمط البدائي للتخلص من المياه القذرة بإقامة المطامر التي غالبا ما تمتلئ لتتسرب منها الفضلات نحو الخارج مشكلة مياها راكدة ومتسببة في انتشار الروائح الكريهة التي تسد الأنفاس لتساهم في جلب مختلف الحشرات الضارة ما يعرض خاصة الأطفال إلى خطر حقيقي، وحسب المواطنة "ف·ل" المقيمة بذات الحي أنهم ضاقوا ذرعا من العيش داخل تلك الأكواخ التي لا تصلح للبشر، وأضافت قائلة كيف يعقل أن نعيش داخل بيوت قصديرية ولا تفصلنا إلا أمتار عن مقر نادي الصنوبر أين إقامة الدولة ورغم ذلك السلطات لم تحرك ساكنا أو تقف على معاناة السكان الذين يعشون حياة بدائية محضة قرب مكان تواجد مسؤولين سامين في السلطة"، وعلى حد تعبيرها أن الأكواخ الشبيهة بإسطبلات تتسرب منها مياه الأمطار وتنتشر بها الرطوبة، وهناك من يعاني من ضيق السكنات التي لا تتسع لأفراد العائلة، حيث يضطرون للنوم بالتداول، كل هاته الأوضاع حولت حياة السكان إلى جحيم لا يطاق بالرغم من نداءاتهم المتكررة للسلطات المحلية لبلدية الشراقة، ورغم تعاقب المجالس المنتخبة فلا تغيير يذكر لحد كتابة هذه الأسطر، وعليه يطالب سكان حي بوشاوي السلطات العليا على رأسها القاضي الأول في البلاد بالتفاتة لانشغالاتهم وحل مشاكلهم في أقرب الآجال والقيام بترحيلهم قبل أن يتفاقم الوضع ويتحول إلى كارثة بيئية، وفي ذات السياق شباب الحي أبدوا استياءهم الشديد من حالتهم الصعبة جراء عدم العمل· ونظرا لهذه المشاكل ناشد أصحاب الحي السلطات المحلية والولائية التدخل السريع قصد وضع حد لوضعيتهم الصعبة التي يعيشونها وتسويتها في أقرب الآجال·