تدعمت مصالح الحماية المدنية بولاية تيزي وزو بجهاز يدعى الرتل المتحرك، هذا الأخير جهاز احتياطي مزود بالإمكانيات المادية واليد العاملة المؤهلة والمختصة في استعماله، وذلك للتدخل السريع في عمليات إخماد حرائق الغابات والتحكم في نطاق انتشارها عندما تعجز الوحدات الثانوية للحماية المدنية بوسائلها عن التحكم في الحريق. ويتكون الرتل الذي استقدم من ولاية برج بوعريريج من 30 عون حماية مدنية، إضافة للتجهيزات المادية، وذكر مصدر من الوحدة الرئيسية للحماية المدنية بتيزي وزو أن التنسيق بين الولايتين بدأ منذ ثلاث سنوات، وتحديدا بعد الحرائق المهولة التي عرفتها عدة مناطق بالولاية خلال سنة 2007 أين أتت ألسنة النيران على مئات الهكتارات من الغطاء الغابي والأشجار المثمرة، ولم تسلم منها الأرواح البشرية، حيث لقي ما لا يقل عن 7 أشخاص حتفهم في منطقة بني زمنزر ببني دوالة، وقد أعطت هذه الطريقة ثمارها بالنظر إلى النتائج المحققة في مكافحة الحرائق خلال العام الماضي مقارنة بالسنتين السابقتين، حيث لم تسجل خسائر كبيرة، ويذكر أن مصالح الحماية المدنية بوحداتها الثانوية ال10 والوحدة الرئيسية تدخلت في إطفاء 241 حريق في 2009، وتجدر الإشارة أن هذا الجهاز الاحتياطي يتدخل عندما لا تتمكن الأجهزة الأولى المتدخلة من إخماد النار بداية من محافظة الغابات ثم البلدية ليأتي دور الفروع ال11 للحماية المدنية الموزعة عبر تراب الولاية، وفي حال عدم تحكمها في الوضع يتم إبلاغ عناصر الرتل المتحرك الذين يعززون المصالح الموجودة في محيط الحريق، وأشار المكلف بالاتصال في مصالح الحماية المدنية لتيزي وزو أنه لم يسجل أي حريق خلال شهر جوان الجاري مرجعا ذلك إلى وعي المواطنين بهذه الظاهرة التي حالت دون تطوير قطاع الغابات رغم السياسات التنموية الكثيرة المسجلة، ومن جهة أخرى سجلت درجات معتدلة من الحرارة طيلة الشهر، وتحديدا للمشاكل التي يواجهها رجال الإطفاء في مواجهة الحرائق نجد مشكلة التزود بالماء خاصة في ظل غياب المعابر والمسالك الغابية وهو الأمر الذي يجعل الشاحنات المزودة بالصهاريج تضطر للتنقل على مسافة لا تقل عن ال10 كيلومترات لإعادة ملئها بالماء، وهو ما يساعد في انفلات النيران وعدم التحكم فيها، خاصة ومحاصرة نطاقها خاصة وأن الطابع الجبلي يطغى على الولاية بنسبة تفوق ال80 بالمائة وغاباتها متميزة بكثافتها إذ تغطي مساحة 29 ألف هكتار، وتتواجد في المناطق الجبلية الوعرة، هذا وبالإضافة للأشخاص السبعة المتوفين في بني زمنزر سنة 2007 نجد أن الحرائق قتلت ما عددهم 31 شخصا في الفترة الممتدة ما بين 1983 إلى 2007، وهو الأمر الذي دفع بالمصالح المحلية لاتخاذ إجراءات أكثر نجاعة وفعالية للتكفل الحسن بإخماد الحرائق من خلال تزويد البلديات القريبة من الغابات بصهاريج مزودة بخرطوم يمكنها من التدخل السريع والفعال في إطفاء أي حريق، ومن جهتها عمدت مصالح محافظة الغابات لتيزي وزو إلى تحديد ما يزيد عن 120 هكتار من حواف القرى المحاذية للغابات والقيام بتنقيتها لمنع انتشار النار إلى التجمعات السكنية، دون نسيان الحملات التحسيسية التي بات وجودها يمثل أكثر من ضرورة لأن الوسائل والإمكانيات البشرية والمادية التي من واجب السلطات توفيرها لا تحول دون القضاء على الحرائق دون تعاون المواطن ومساهمته في التقليل منها ومنع اندلاعها.