تعذيب.. تجويع.. إذلال وأشياء أخرى هكذا غادر الأسرى سجون الصهاينة.. كشف إفراج الاحتلال عن أسرى قطاع غزّة عن مشاهد مروعة لحالتهم الصحية جراء التعذيب الوحشي الممارس بحقهم وحرمانهم من العلاج والطعام على مدى الشهور الماضية. ق.د/وكالات وصل عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين من سجون الاحتلال عصر الخميس بينهم أطفال ونساء إلى قطاع غزّة عبر معبر كرم أبو سالم في إطار المرحلة الأولى من صفقة التبادل ووقف إطلاق النار. ووصل الأسرى وصلوا إلى القطاع عبر معبر كرم أبو سالم شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزّة عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر. و تم نقل الأسرى إلى مستشفى غزّة الأوروبي في مدينة خان يونس جنوبي القطاع لإجراء الفحوص الطبية اللازمة. وكان جيش الاحتلال اعتقل هؤلاء الأسرى بعد السابع من أكتوبر 2023 خلال العمليات البرية العسكرية في قطاع غزّة. وتأتي عملية الإفراج هذه في إطار الدفعة الأخيرة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بوساطة دولية وإقليمية بين الاحتلال وحركة حماس. *مشاهد مروّعة أظهرت لقطات مشاهد صعبة لأحد أسرى قطاع غزّة والذي خرج بحالة صحية صعبة وضعف شديد في البنية فضلا عن إصابته بمرض السكابيوس الجرب وانتشاره بشكل كبير في جسده وتقرحات شديدة وجروح مختلفة. كما أظهرت لقطات قيام الاحتلال ببتر أطراف عدد من الأسرى داخل سجون الاحتلال والذين كشفوا أن البتر جاء بعد منع الاحتلال حصولهم على العلاج والذي لو استمر لم تكن حالتهم لتصل إلى هذه النتيجة. وتعمد الاحتلال حرمان الأسرى المصابين بالسكري من العلاج وبسبب التعذيب والإصابات الشديدة تعرضوا لتقرحات تحولت إلى غرغرينا ليقدم الاحتلال على بتر أطرافهم المصابة على الفور. وكان مدير التمريض بمستشفى غزّة الأوروبي الدكتور صالح الهمص قال إن أوضاع الأسرى الفلسطينيين الذين وصلوا إلى المستشفى بعد الإفراج عنهم ضمن الدفعة السابعة من تبادل الأسرى مع الاحتلال صعبة وتكشف تعرضهم لظروف سجن ومعاملة سيئة . وأضاف الهمص في حديثه أنّ كل دفعة تصل المستشفى تكون بحالة صحية أسوأ من التي تسبقها وأن الأسرى المحررين مصابون بأمراض جلدية نتيجة سوء النظافة في المعتقلات إلى جانب الهزال بسبب سوء التغذية . ولفت إلى إصابات بالغة يعاني منها الأسرى المحررون نتيجة الضرب والتعذيب مشيرا إلى أنهم بقوا في حافلات الترحيل لساعات طويلة دون طعام أو شراب وأن كمية الطعام التي كانوا يحصلون عليها كانت قليلة جدا. وأكد أن بعضهم فقد عشرات الكيلوغرامات من وزنهم بسبب تعمد سوء التغذية وبعضهم لا تقوى رجلاه على حمله منوها إلى أن كثيرا من الإصابات كانت تكسر الأضلاع مؤكدا في الوقت ذاته أنها عمليات تعذيب متعمدة. وأفرجت سلطات الاحتلال عن الدفعة السابعة من الأسرى الفلسطينيين في إطار ختام المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة. ووصلت 12 حافلة وعدد من سيارات الإسعاف إلى مدينة خانيونس فجر الخميس وعلى متنها 445 أسيرا فلسطينيا جرى إطلاق سراحهم بعد مماطلة الاحتلال. كما وصل 37 معتقلا إلى مدينة رام الله حيث كان مئات المواطنين وذوو المعتقلين في استقبالهم أمام قصر رام الله الثقافي وساحة متحف محمود درويش فيما وصل 5 معتقلين من المفرج عنهم إلى مدينة القدسالمحتلة. من جهة أخرى قال مصدر في حركة حماس ووسائل إعلام مصرية إن الاحتلال سلم 97 أسيرا فلسطينيا إلى مصر من المبعدين خارج فلسطين. *مرصد حقوقي: الأسرى المحررون تعرضوا لتعذيب مروع أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن صدمته البالغة إزاء الحالة الصحية والنفسية المروعة التي ظهر بها الأسرى الفلسطينيون المحررون ضمن الدفعة السابعة من صفقة التبادل بين حركة حماس والاحتلال. وقال في بيان إن آثار التعذيب بدت واضحة على الأجساد الهزيلة للأسرى المحررين مما يعكس حجم الجرائم الممنهجة والمعاملة غير الإنسانية التي تعرضوا لها داخل السجون. وأضاف المرصد أن الاحتلال لا يزال يستخدم التعذيب سلاحا لترهيب واضطهاد الأسرى والمعتقلين وكسر إرادتهم حتى اللحظات الأخيرة من احتجازهم مشيرا إلى أن التعذيب الوحشي والإهمال الطبي المتعمد بلغا مستويات صادمة تتجاوز كل الحدود الأخلاقية والقانونية. وذكر البيان أن الفريق الميداني للمرصد رصد إصابات خطيرة بين الأسرى المحررين شملت حالات بتر لأطراف وتورمات حادة ناجمة عن التعذيب ووهنا وإعياء شديدين لافتا إلى أن بعض الأسرى كانوا غير قادرين على المشي إلا بمساعدة آخرين بينما احتاج آخرون إلى تدخل طبي عاجل بسبب تدهور حالتهم الصحية. وأوضح المرصد أن العديد من المعتقلين أبلغوا عن تعرضهم للضرب والتنكيل والتهديد حتى اللحظات الأخيرة قبل الإفراج عنهم رغم عدم توجيه أي اتهامات محددة لمعظمهم. وأكد المرصد وجود معلومات موثوقة تفيد بمقتل عشرات الأسرى الفلسطينيين داخل اسجون الاحتلال