منذ اقتراب تاريخ الدخول المدرسي راح العديد من الشبان إلى تحويل تجارتهم إلى تجارة الأدوات المدرسية، واستمر هؤلاء على نفس المنوال وكثر انتشارهم مع استئناف الدراسة بحيث امتلأت اغلب الأرصفة والشوارع والمقاطعات الشعبية بتلك الطاولات التي امتلأت عن آخرها بالمستلزمات الدراسية بكل أنواعها، وغابت طاولات عرض الأواني والمواد الغذائية والسلع والخضر والفواكه بعد أن توجه اغلب التجار الموسميين إلى بيع المستلزمات الدراسية واحتلوا بذلك الأرصفة. فأينما وليت وجهك إلا وقابلتك تلك الطاولات من كل جانب مما يؤكد أن اغلب الشبان صاروا يتحينون الفرص والمناسبات من اجل الاسترزاق وكانت لهم الفرصة في هذه الآونة في الأدوات المدرسية لاسيما وأنها تكون مطلوبة جدا من طرف الأولياء منذ بدء الموسم الدراسي وتتعداه إلى أيام أخرى بعد استئناف الدراسة. مما جعل هؤلاء يواصلون عرض سلعهم على الزبائن بمحاذاة الأسواق وفي اغلب الأزقة بحيث شهدوا اقبالا من طرف الزبائن لاسيما تلك الطاولات التي أخذت بأيدي الأولياء في بداية الموسم الدراسي وتكاليفه المرهقة، على عكس طاولات أخرى التي عرفت فيها الأسعار مستويات قياسية أدت إلى فرار الزبائن منها. في هذا الصدد اقتربنا من بعض الطاولات الفوضوية لرصد آراء المواطنين والوقوف على مدى تلاؤم الأسعار مع قدراتهم الشرائية فكانت آرائهم مختلفة، منهم السيدة سعاد التي قالت أن الأسعار على مستوى الطاولات ليست رحيمة بجيوب المواطنين سيما وان هناك من التجار من رفع أسعار الأدوات وأضحت تساوي ضعف أضعافها، ما لم نسجله على الطاولات التي عرفت فيما سبق بمعقولية الأسعار المتداولة على مستواها، لكن الأمر اختلف فيما يخص الأدوات المدرسية، وكأن هؤلاء عزموا على إرهاق جيوب المواطنين في هذه الآونة، ورأت أن الأسعار المتداولة بالمحلات أحيانا تكون ارحم من تلك الأسعار المتداولة على مستوى تلك الطاولات فمثلا كراس يحوي 96 صفحة تداول سعره ب 30 دينارا على مستوى المحلات وارتفع إلى 35 دينارا بالطاولات مما جعل الكل يستبدلون وجهتهم نحو المحلات لاسيما تلك التي عرضت أدواتها وفق أسعار الجملة والتي كان الإقبال عليها مضاعفا. نفس ما راح إليه السيد عزيز الذي قال أن ما ألفه الكل هو انخفاض الأسعار على مستوى بعض الطاولات التي ألفها الكل مهما كانت المواد المعروضة على مستواها إلا أن الأمر اختلف في هذه السنة فيما يخص الأدوات التي تساوت أسعارها على مستوى الطاولات مع المحلات، وهناك من الباعة من راحوا إلى رفعها وفاقت أسعارها أسعار المحلات مما جعل الكل يفر منها وهناك من سقطوا في الفخ واقتنوا الأدوات من طاولات البيع الفوضوية إلا أنهم صدموا من الانخفاض المسجل على مستوى المحلات فتيقنوا أن حتى بعض تجار الطاولات باتوا ينتهزون المناسبات للانقضاض على جيوب المواطنين على خلاف عاداتهم أين كان مفر المواطن المسكين المغلوب على أمره إليهم.