أعلنت حركة طالبان الأفغانية أمس الأربعاء مسؤوليتها عن اغتيال الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني في منزله. ونقلت شبكة "إن بي سي" الأمريكية عن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد قوله بأن انتحارياً استهدف منزل رباني تحت غطاء إجراء "محادثات"، ثم قام بعد ذلك بتفجير سترته التي كانت ممتلئة بالمتفجرات. وأضاف مجاهد أن التفجير الانتحاري أسفر عن مقتل رباني ومسلح طالباني آخر، بالإضافة إلى أربعة من حراس الأمن الذين كانوا متواجدين في المنزل. في هذه الأثناء، تظاهر المئات من أنصار الرئيس الأفغاني الأسبق امس في العاصمة كابول للإعراب عن احتجاجهم على اغتياله من قبل انتحاري في منزله الثلاثاء. وذكر تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" امس أن رباني (71 عاما) كان يجري محادثات وقت وقوع الحادث مع مسلحين في إطار خطط رامية إلى التوصل لتسوية مع حركة طالبان، مشيرا إلى أنه لقي مصرعه على الفور متأثرا بجروح أصيب بها في رأسه وكتفه. وفي إطار ردود الفعل الدولية على اغتيال رباني ، تعهدت واشنطن على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بمساعدة كابل في التحقيق في اغتيال برهان الدين رباني، مؤكدة عزمها على زيادة الضغط العسكري على تنظيم "القاعدة" وحركة "طالبان". جاء ذلك في بيان صادر عن كلينتون يوم 20 سبتمبر. ووصفت وزيرة الخارجية الامريكية اغتيال رباني ب"العملية الإرهابية الجبانة"، وقدمت "تعازيها لذوي الرئيس الراحل وضحايا الاعتداء الآخرين والشعب الأفغاني كله"، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة ستدعم جهود الحكومة الأفغانية الرامية الى استتباب السلام والأمن. وبدوره، أدان انديرس فوغ راسموسن أمين عام حلف شمال الأطلسي اغتيال برهان الدين رباني، مؤكدا أن ذلك لن يقلل من عزم حلف الناتو على إتمام مهمته في أفغانستان. وأشار راسموسن إلى تقلص عدد العمليات الإرهابية في البلاد بالمقارنة مع العام الماضي، على الرغم مما شهدته البلاد مؤخرا من عمليات إرهابية كبرى. وأوضح راسموسن قائلا "لقد نفذت مؤخرا سلسلة هجمات إرهابية كبرى، لكن عددها أقل مما كان عليه العام الماضي، ويدل ذلك على زيادة الضغط على حركة "طالبان". وفي السياق ذاته أعلن مايكل مولن رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة في مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء أن سلسلة الهجمات الجريئة التي نفذتها حركة "طالبان" مؤخرا تدل على تغيير إستراتيجيتها القتالية، مما يتطلب من القوات الغربية في أفغانستان إعادة النظر في خطواتها اللاحقة. وأضاف مولن قائلا "كل ما حدث يشير من وجهة نظري إلى تغييرات في الإستراتيجية العامة ل"طالبان"، حيث لم تحقق الحركة أي نجاحات في ميادين القتال هذا العام، وبسبب فشل حملتها العسكرية أقدمت على شن هذه الهجمات الجريئة". وأكد مولن أن قيادة القوات الأمريكية على اطلاع على هذه التغيرات، مضيفا قوله "علينا تعديل خطط أعمالنا، وهذا ما نقوم به".