أعلن الرئيس الأفغاني حامد كرزاي امس الأحد نجاته من محاولة اغتيال استهدفته أثناء حضوره عرض عسكري في العاصمة كابل بمناسبة يوم الجيش الأفغاني ، معلنا اعتقال عدد من المشتركين في تنفيذ العملية. وظهر كرزاي على شاشة التلفزيون الأفغاني الرسمي بعد دقائق من إعلان فشل العملية الهجومية، والتي تسببت في مقتل شخص وجرح 11 آخرين بينهم ثلاثة برلمانيين ، فيما أعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن العملية. وفر المئات من الحضور فور إطلاق النار طلباً للاحتماء، فيما قطع على الفور بث التلفزيون الرسمي المباشر لمراسم الاحتفال. ومن جانبه نفى كريم الخليلي مساعد الرئيس الأفغاني إصابته في الهجوم مؤكدًا انه خارج البلاد ، وذكر مصادر اخبارية أنه تم إطلاق نار على مكان الحفل الذي أقيم بمناسبة الذكرى الثلاثين لانقلاب الاشتراكيين على الرئيس الأفغاني محمد داوود، كما تم إطلاق صاروخ على مسجد خلف منصة مكان الحادث الأمر الذي أدى ، فيما قال شهود عيان أن الرئيس الأفغاني غادر المكان ولم يصب بأذى. وأضاف المصادر ذاتها أنه تم إرجاء الحفل وإجلاء جميع المسئولين الحكوميين والضيوف من مكان الاحتفال، فيما أطلق حراس كرزاي النار بشكل كثيف لمدة ساعة بعد مغادرة كرزاي وتم إغلاق المنطقة بشكل كامل . ونقل نفس المصادر الاخبارية عن المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد قوله :" إن الحركة أرسلت ستة مهاجمين لمكان الاحتفال والهدف كان الرئيس كرزاي وكبار الشخصيات في الدول والأجانب المقربون من كرزاي، مضيفا إن الهجوم يبعث برسالة مهمة مفادها إن الأجانب مهما كان قربهم فإنهم مستهدفين . وأضافت أن قوات الأمن الأفغانية تمكنت من تعقب وقتل ثلاثة مسلحين يرتدون زي الحرس الجمهوري ويحملون بنادق كلاشينكوف، يعتقد انهم مسئولين عن محاولة الاغتيال ، فيما تمكن الثلاثة الآخرين من الفرار. وقالت إن الهجوم بدأ عندما وصل الريس كرزاي في سيارة (هامبي) ذات دفع رباعي أمريكية الصنع ومحاطة بحراسة مشددة ثم سُمع صوت صاروخ استهدف المسجد الواقع خلف منصة كبار الضيوف وسمع قبلها رصاص باتجاه المنصة الأمر الذي أربك الحفل. وهناك شكوك بأن تكون حركة طالبان متغلغلة داخل مؤسسات الدولة ، مما سهل لها اختراق حفل الجيش الوطني . يُذكر أن الجبهة الوطنية الأفغانية، التي تعتبر إحدى أكبر تنظيمات المعارضة في البلاد كانت قد كشفت قبل أسبوع أن قادتها، وفي مقدمتهم الرئيس السابق برهان الدين رباني، تجري منذ أشهر مفاوضات "على أعلى مستوى" مع حركة طالبان التي تخوض قتالاً مريراً ضد حكومة كابل وقوات التحالف الدولي منذ عام 2001. وقالت الجبهة إن المفاوضات التي تجري مع طالبان، وتشكيلات معارضة مسلحة أخرى، تهدف إلى تحقيق تقدم على طريق إنهاء العنف الذي يمزق البلاد