بطريقة دراماتيكية ودّع منتخب غانا مونديال جنوب إفريقيا من الباب الضيّق إن صحّ التعبير، بعد فشله في ضربات الترجيح التي ابتسمت للمنتخب الأورغواياني ب (4/2)، بعد انتهاء الوقت الرّسمي والإضافي بهدف لمثله. في الوقت الذي ظنّ فيه الجميع بمن فيهم لاعبو الأورغواي أنفسهم أن التأهّل إلى الدور نصف النّهائي بات ضربا من الخيال إثر حصول منتخب غانا على ضربة جزاء مستحقّة وشرعية في آخر دقيقة من الوقت الإضافي، بعد لمس نجم منتخب الأورغواي للكرة على خطّ المرمى وهي في طريقها إلى الشباك، فشل محبوب الجماهير الغانية جيان في إسكان الكرة شباك الأورغواي بعد اصطدامها بالعارضة الأفقية. ليتبخّر بذلك الحلم الإفريقي برؤية أوّل منتخب من القارّة السمراء ضمن أضلاع المربّع الذهبي للمونديال، وهو ثالث إخفاق لمنتخب إفريقي في الدور ربع النّهائي بعد كلّ من الكاميرون عام 1990 والسنغال 2002. **** ملايين الأفارقة بكوا على ضياع الحلم القارّي نقلت وكالات الأنباء العالمية أن ملايين الأفارقة من جوهانسبورغ حيث أقيمت المباراة إلى الجزائر مرورا بلاغوس ودكار ونجامينا والخرطوم وتونس والرّباط، بكى الكثير منهم حرقة على ضياع الحلم الإفريقي لرؤية منتخب من القارّة السمراء في المونديال. وممّا زاد المشهد تأثّرا الطريقة التي خرج بها منتخب غانا من هذا المونديال، فبعد أن كان على بعد لحظات قليلة من دخول التاريخ تبخّر الحلم وطار، ولعلّه يتحقّق بعد أربع سنوات من الآن في مونديال البرازيل 2014. **** أنصار غانا للاعبيهم: "لازلنا نحبّكم" خارج ملعب »سوكر سيتي« ذلك الصرح العظيم كانت رسائل التشجيع جميعها موجّهة للمنتخب الغاني، وقال المواطن الغاني أبيني الذي بقي يرقص رافعا العلم الغاني ومطلقا العنان لآلة »الفوفوزيلا«: »لازلنا نحبّهم، لازلنا نحبّ جيان وجميع الشباب«. أمّا نيي فلم يتردّد بالقول وهو يغمر ابن عمّه وكلاهما يرتدي الألوان الحمراء والخضراء والصفراء للعلم الغاني: "هؤلاء شباننا وسنؤازرهم إلى الأبد«، لقد آتيا من أكرا عاصمة غانا وكان كلاهما يضحك على الرغم من الهزيمة. وأضاف: »كان بإمكان الأمور أن تأخذ منحى آخر، لكن كرة القدم تكون ظالمة في بعض الأحيان، إلاّ أننا سنعود عام 2014 بقلوب شجاعة«. وبوجود خمسة لاعبين تحت سنّ ال 21 سنة في صفوف المنتخب الغاني، فإن نيي قد لا يكون مخطئا عندما تحطّ كأس العالم رحالها في البرازيل. **** إحباط يقابله فخر وكبرياء احتشد أكثر من 84 ألف متفرّج في ملعب »سوكر سيتي« ومعظهم كان يؤازر منتخب النّجوم السوداء ممثّل إفريقيا الوحيد الباقي في البطولة بعد خروج كلّ من جنوب إفريقيا المضيفة، كوت ديفوار، الجزائر، نيجيريا والكاميرون في دور المجموعات. كان هناك إحباط حول الملعب، لكن الجميع كان يشعر بالفخر والكبرياء والعاطفة الإنسانية. وتحسّر موني البالغ من العمر 23 سنة، والمولود في سويتو، على الفرصة الضائعة لغانا في إشارة إلى إهدار ركلة الجزاء في الدقيقة الأخيرة من الوقت الإضافي، وقال: »كان الحسم في أيدينا، ترى أمامك فريقا كبيرا عندما تنظر إلى المنتخب الغاني، نحن نحييهم كأفارقة«. **** الاكتفاء بمعادلة الرّقم القياسي لمنتخبي الكاميرون والسنغال بعد أن خسر المنتخب الغاني في ركلات الترجيح، أضاع فرصة دخول التاريخ، فلو حسم المباراة لمصلحته لأصبح أوّل منتخب إفريقي يبلغ المباراة نصف النّهائية، أمّا الآن فقد اكتفى بمعادلة الرّقم القياسي لمنتخبي الكاميرون والسنغال.