أفادت معلومات جديدة بأن مدير عام قناة (الجزيرة) القطرية وضّاح خنفر أقيل بقرار من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني شخصيا، وذلك بعد معلومات من داخل المحطّة تفيد بأنه أبعد عن دائرة القرار في الفترة الأخيرة، لا سيّما بعد ما نشره موقع (ويكيليكس) عن تنسيقه مع المخابرات العسكرية الأمريكية في ما يتعلّق بما تبثّه القناة، ويبدو أن العلاقات المميّزة لخنفر بالشيخ يوسف القرضاوي لم تشفع له هذه المرّة· وربطت تقديرات إزاحة خنفر بتسريبات (ويكيليكس)، ما دفع أمير قطر إلى أن يطلب التحقيق في صحّة المعلومات التي سرّبها الموقع الشهير، في حين أشارت معلومات إلى عامل آخر كان حاسما في إبعاد خنفر وتمثّل في صراع بينه وبين المفكّر الفلسطيني عزمي بشارة المقرّب من أمير البلاد، وأن المسؤولين القطريين اتّخذوا ممّا سرّبه (ويكيليكس) حجّة لإقالة خنفر· وفي السياق نفسه، نقلت تقارير عن مصادر في (الجزيرة) قولها إن إ وضّاح خنفر من عضوية مجلس إدارة قناة (الجزيرة) جاءت على خلفية نقاش سابق بين خنفر وأعضاء في مجلس الإدارة تتعلّق بسياسة المؤسسة، مشيرة إلى أن خنفر تلقّى قبل نحو شهرين تحذيرا من أحد مساعدي الأمير القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وذلك على خلفية العلاقة مع عزمي بشارة· وأشارت التقارير إلى أن هذا التحذير والنّقاش الحادّ الذي دار بين خنفر وممثّل الأمير كشف الخلاف الدائر بين الطرفين كون خنفر (يستغلّ علاقاته الوطيدة بالحركات الإسلامية في الوطن العربي مثل (حماس) و(الإخوان المسلمين) ويتيح المجال أمام أصدقائه للظهور على الشاشة أكثر من غيرهم، خاصّة ذوي التوجّه الإسلامي أمثال المصري أحمد منصور والأردني ياسر أبو هلالة والشيخ رائد صلاح· المصادر عينها قالت أيضا إن الخلاف آنذاك كان على خلفية طلب بشارة أكثر من مرّة عدم إظهار لقبه البرلماني على الشاشة والتشديد على كونه (الباحث والمفكّر العربي)، وأنه في إحدى المرّات ظهرت على الشاشة عبارة (عضو الكنيست)، ممّا اضطرّ بشارة إلى الاتّصال بعد اللّقاء التلفزيوني مباشرة بالبلاط الأميري معبّرا عن احتجاجه· وأضاف هذا الإعلامي أن خنفر وعندما تمّت مفاتحته بالموضوع آنذاك استشاط غضبا وقال: (أنا لا أعمل عند عزمي بشارة)، وأن أحد مساعدي الأمير قال لوضّاح خنفر يومها: (أنت تعرف العلاقة بين سمو الأمير والدكتور عزمي، والتعليمات واضحة لك في هذا المجال)· وأكّد المصدر أن خنفر، المدعوم من قِبل الشيخ القرضاوي الذي يتمتّع بتأثير واسع في قطر، يلاقي معارضة شديدة من قِبل رئيس مجلس الإدارة الشيخ حمد بن سامر آل ثاني، وهو ابن أخ أمير البلاد، وأن هذه المعارضة بدات بالظهور أكثر وضوحا في الفترة الأخيرة، خاصّة بعد أن انتهت الإدارة الأمريكية (من ترتيب البيت) في قناة (الحرّة) المموّلة من الكونغرس الأمريكي، وأن واشنطن تتفرّغ الآن لإعادة ترتيب الأوراق داخل محطّة (الجزيرة)· وعن دور عزمي بشارة في ما يدور داخل (الجزيرة) قالت المصادر إن بعض العاملين في (الجزيرة) يشعرون اليوم أكثر من أيّ وقت مضى بتدخّل بشارة في ما يدور في (الجزيرة)، ويصفه البعض ب (الأخطبوط) لكثرة علاقاته بالإداريين في المحطّة إلى درجة أن أحدهم صرّح قائلا إن (بشارة سلّم الإدارة قائمة بأسماء السياسيين والإعلاميين الذين يوصي بهم للظهور على الشاشة وقائمة أخرى بمن لا يحبّذ أن يراهم على شاشة (الجزيرة)، وربطت ذلك بما أشيع من أن بشارة سيعيّن في وظيفة إعلامية في (الجزيرة) أو وظيفة استشارية في البلاط الأميري غير مستبعد أن يكون ما يحصل مع وضّاح خنفر أحد المؤشّرات لذلك