لم يكتفِ شبيحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد باستهداف مآذن المساجد بنيران أسلحتهم المدفعية وإسقاطها واحدة تلو الأخرى، ولا تدنيس المساجد وانتهاك حرماتها أثناء صلاة التراويح في شهر رمضان الماضي، بل وصل الأمر هذه الأيام إلى الاستهزاء بشعائر "رب المساجد"، وهو ما أظهره مقطع فيديو بثه نشطاء سوريون على موقع "يوتوب". ويظهر المقطع خمسة من جنود بشار الأسد داخل مسجد وهم يقومون بأداء حركات هزلية، كما لو كانوا يصلون، ويبتهلون بطريقة ساخرة، ويظهر المقطع أيضا أحد الجنود الذي يتقدم الأربعة الآخرين ليكون إماما لهم وهو يدخن داخل المسجد. وقد أثار هذا المقطع استياء المعلقين الذين كتب أحدهم معلقا "ابشروا يا إخواني بسقوط هذا الطاغية في القريب، هؤلاء أصبحوا يحاربون الله ويستهزئون به وبدينه". وفى شهر رمضان الماضي اقتحمت عناصر من قوات الأمن مدعمة بالشبيحة التابعة للأسد عددا من المساجد بالعاصمة دمشق أثناء إحياء مئات المصلين لليلة القدر، وقامت هذه القوات بالاعتداء على المصلين العزل وتخريب محتويات المساجد. كما قامت دبابات تابعة لجيش الأسد في الشهر نفسه باستهداف مآذن المساجد بصورة متكررة، كمئذنة مسجد عثمان بن عفان بدير الزور، ومئذنة مسجد قباء بدير الزور. وبحسب إحصاءات الأممالمتحدة فإن أكثر من 2600 قتيل سقطوا برصاص قوات الأمن والشبيحة التابعة للرئيس السوري خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت منذ شهر مارس الماضي للمطالبة بداية بإصلاحات سياسية وتطورت مع استخدام القوات الموالية للأسد العنف إلى المطالبة بإسقاط نظامه ومحاكمته.