يشتكي سكان حي سيدي يوسف المسمّى (القرية) التابع إقليميا لبلدية بوزريعة بالعاصمة، من العزلة والتهميش جرّاء تدنّي ظروف حياتهم المعيشية بسبب غياب المرافق الضرورية للحياة، من غاز المدينة والماء الصالح للشرب والكهرباء وقنوات الصرف الصحّي، ممّا اضطرّ العائلات إلى تشييدها بطريقة بدائية، ممّا يؤدّي إلى انسدادها كلّ مرّة وفيضانها عبر أرجاء المنطقة، ممّا يهدّد صحّة هؤلاء وتعرّضهم لمختلف الأمراض والأوبئة، هذا بغض النّظر عن انتشار الحشرات الضارّة. أمّا عن الكهرباء فقد تمّ إيصالها بتلك البيوت الهشّة بطريقة عشوائية، ممّا يعرّض السكان لمخاطر جمّة لا تعدّ ولا تحصى، خاصّة بعد وقوع عدّة شرارات كادت تحدث ما لا يحمد عقباه، خاصّة في فصل الشتاء بالرغم من تواجد الحي على بعد كيلو مترات فقط من العاصمة. ولا تنتهي المعاناة عند هذه المشاكل فقط، بل تضاف إليها معاناة أخرى للسكان وهي خطر انزلاق التربة التي تعرّض حياتهم لخطر الموت· في هذا الصدد، أعرب لنا هؤلاء السكان عن تذمّرهم وغضبهم جرّاء التهميش واللاّ مبالاة التي يتلقّونها من طرف السلطات المحلّية، حيث أوضح لنا السكان أنهم قاموا بتقديم شكاويهم وطلباتهم للمسؤولين في العديد من المناسبات لكن هؤلاء لا يولون أدنى اهتمام لاحتواء المشكل والنّظر إلى انشغالاتهم والردّ على طلباتهم. وقال السكان إن طلبات حيّهم باتت حبيسة الأدراج يقابلها صمت السلطات التي ضربت معاناتهم عرض الحائط، لا سيّما وأنهم أكّدوا أنهم يعانون من عدّة مشاكل تعيق حياتهم وتفقدها المعنى الحقيقي لكرامة الإنسان، في ظلّ الغياب التام لوسائل الرّاحة والحياة الكريمة من المرافق الضرورية، والتي من شأنها أن ترفع الغبن عنهم، خاصّة فيما يتعلّق بطرقات الحي التي عرفت حالة متقدّمة من الاهتراء، والتي تحوّلت مع مرور لوقت إلى حفر يصعب تجاوزها، لا سيّما ونحن على مشارف قدوم فصل الشتاء. إذ يتحوّل الحي إلى مطبّات وأوحال وأكبر المتضرّرين من الوضع الكارثي هم المتمدرسون الذين يجبرون على المشي لمسافات طويلة من أجل الالتحاق بالمدارس، وهذا ما يثير مخاوف الأولياء من تعرّض أولادهم للاعتداءات والحوادث. وما يعرّض هؤلاء السكان أيضا للخطر في فصل الشتاء هو تعرّض الحي لانجراف التربة والإنزلاقات التي من شأنها أن تؤدّي إلى حوادث يكون ضحّيتها أطفال، خصوصا أن هؤلاء لا يجدون غير تلك الأماكن المعرّضة للانزلاق للّعب· كما أن هؤلاء السكان أبدوا تخوّفهم الشديد من تعرّض منازلهم للانهيار جرّاء تلك الإنجرافات والانزلاقات في حال حدوث الزلزال أو تهاطل الأمطار، خصوصا وأن تلك الإنجرافات تزيد في فصل الشتاء بصفة رهيبة· ووسط هذا التذمّر والانزعاج من معاناة هؤلاء المواطنين مع صعوبة حياتهم في حي سيدي يوسف المعروف ب (القرية) جدد هؤلاء السكان رفع مطالبهم إلى السلطات المحلّية والعليا في البلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية من أجل فكّ العزلة عنهم والعمل على إطلاق برامج تنموية في حيّهم من شأنها أن تعيد الاعتبار لحياتهم وتعطي لها معنى. فحسب هؤلاء فإنه طفح الكيل بهم من أوضاعهم التي أصبحت لا تحتمل على الإطلاق، كما لم يعد بمقدورهم انتظار سنوات جحيم أخرى في هذه الجحور التي لا تصلح حتى لأن تكون إسطبلات للحيوانات حسبهم وهذا بتنفيذ وعود هؤلاء المسؤولين بتسوية أوضاعهم المأساوية بترحيلهم إلى سكنات لائقة· وقد طالب هؤلاء بالتعجيل بالتدخّل لوضع حدّ لتلك الأخطار التي تهدّد حياتهم جرّاء الإنزلاقات قبل تأزّم الوضع وفوات الأوان·