انتشار رهيب للجرذان والحشرات الضارة والثعابين لازال قاطنو الحي الفوضوي الواقع أسفل الطريق رقم 11 التابع إقليميا لبلدية خميستي بولاية تيبازة، يعيشون التهميش والمعاناة في بيوت قصديرية تغيب فيها أدنى المرافق الضرورية للحياة من ماء وكهرباء وغاز، مما جعلهم يحيون في ظل أزمة حادة من الحرمان والتهميش أمام غياب شبه تام للسلطات المحلية التي ضربت شكاويهم وانشغالاتهم عرض الحائط، وما زاد من تأزم حياة ال450 عائلة، هو تواجد سكناتهم في واد خميستي الذي يوجد هو الآخر، في حالة كارثية وخطيرة بعد أن أصبح قناة صرف للمياه القذرة ومفرغة للنفايات تتراكم فيها كل أوساخ المنطقة ناهيك عن المزابل والنفايات التي لا تجد لها مكانا أفضل من ذات الوادي من قبل أصحاب المحلات الواقعة على الطريق السريع رقم 11، حيث وجد أصحابها الواد سبيلا ومفرغة لمخلفاتهم من النفايات والأوساخ، التي انعكست سلبا على حياة السكان بالحي الفوضوي المذكور، وحولتها إلى جحيم حقيقي، لا زالوا يأملون في أن يتم انتشالهم منه، ويرحلون إلى سكنات اجتماعية لائقة، يعرفون فيها حياة كريمة ونظيفة، بعيدا عن الأمراض، والفوضى، والروائح الكريهة، والنفايات وغيرها من الظروف المعيشية المزرية، التي قد لا يقوى الكثيرون على تحمل العيش فيها. الحجارة المتساقطة تتهددهم بالموت تحت الردم في أية لحظة ولم تنته معاناة السكان عند هذا الحد بل أعرب لنا الكثير منهم،عن تخوفهم الشديد من الموت تحت الأنقاض بسبب تساقط أجزاء من الأحجار من أعلى الجسر كلما مرت السيارات خاصة المركبات الثقيلة الوزن وأضاف محدثونا أنهم يعيشون الأمرين وهلعا يوميا، نتيجة معاناتهم من وضعية الواد من جهة، والخوف من الموت الذي يتربص بهم ويهدد أرواحهم من جهة أخرى، بسبب الكميات المعتبرة من الحجارة التي تتساقط فوق بناياتهم الهشة التي لا تتحمل عبئ الكوارث على حد تعبيرهم. ومن أجل نقل معاناة هؤلاء السكان الذين يقطنون الحي منذ أزيد من 20 سنة في نفس الظروف من الحرمان وانعدام شروط الحياة، انتقلت "أخبار اليوم" إلى عين المكان ولدى وصولنا استقبلنا بعض القاطنين بوجوه كلها استياء وعلامات اليأس والشقاء والمعاناة بادية عليها، وآخرون بعبارات العتاب واللوم ظنا منهم أن الحل والربط بأيدينا فكان ردنا أننا لا نملك سوى إيصال معاناتهم للمسؤولين عبر صفحاتنا فقط. والحقيقة انه هؤلاء السكان يعيشون فعلا واقعا مرا يصارعه هؤلاء داخل تلك البيوت الشبيهة بالجحور وعند نزولنا عبر الطريق المحاذي للواد تفاجأنا بما شاهدناه من مياه قذرة ونفايات تتجمع على كافة ضفاف الواد على مدار كل المسار الذي يتواجد فيه أكثر من 450 بيت فوضوي، وفي حديثنا مع بعض العائلات التي تقطن الحي فقد رفع هؤلاء عبر صفحاتنا شكاويهم وأعربوا عن معاناتهم الكبيرة والمتواصلة جراء حياة المأساة التي يعيشونها والرعب الذي يواجهونه يوميا للأسباب المذكورة سالفا. و ناشد هؤلاء السكان السلطات المحلية والولائية وكذا فخامة رئيس الجمهورية النظر في مشكلتهم في أقرب الآجال والرد على انشغالاتهم والعمل على ترحيلهم إلى سكنات لائقة، تنجيهم من حياة الذل والمعاناة التي يتقاسمونها مع الجرذان والحشرات، وتفك عنهم العزلة، خصوصا أن الحي يتواجد في منطقة بعيدة عن مركز المدينة مما يجبرهم على السير على الأقدام لمسافات بعيدة من اجل قضاء حاجياتهم اليومية، بعدما صارت حياتهم داخل البيوت القصديرية بلا معنى. وطالب هؤلاء السكان السلطات بتسوية وضعيتهم العالقة بإعادة إسكانهم في أحياء سكنية لائقة، بعد أن أبدوا استياءهم من المعاناة اليومية التي يعيشونها وسط ذلك الحي القصديري الذي يعرف فوضى عارمة، مؤكدين أن الوضعية الاجتماعية المزرية وضعف مداخليهم الشهرية، وفقرهم وعدم امتلاكهم لمأوى يأويهم ويحميهم من الشارع، تعد من بين الأسباب الرئيسية التي دفعتهم للجوء إلى هذا المكان لتشييد سكنات فوضوية والاستقرار فيها، تفاديا لوقوعهم في مشكلة التشرد. ولكن وحسب ما أكده هؤلاء السكان، فقد تدهورت أمورهم في الحي خلال السنوات الأخيرة بعد أن كثرت البنايات والمحلات، مما جعل الواد الذي كان في البداية نقيا ونظيفا، مزبلة عمومية وقناة صرف للمياه القذرة، ما جعل حياتهم تتأزم أكثر، وفي حديثنا إليهم استنكر السكان بشدة سياسة التهميش والإقصاء المفروضة عليهم من طرف السلطات المحلية التي لم تتدخل لتسوية وضعيتهم السكنية، رغم تقديمهم للعديد من المراسلات و الشكاوي أمام السلطات المعنية، خاصة بعدما إهترأت سكناتهم وصارت غير قابلة للسكن، واستاءت حياتهم وأصبحت لا تطاق. الجرذان والحشرات ولدغة ثعبان تتسبب في إعاقة رضيع و أكد لنا السكان، أن حيهم لا يتوفر على ناقل للكهرباء مما يجبرهم على كراء الكهرباء التي يوصلونها بمنازلهم من طرف بعض البيوت المجاورة للحي، بأجرة غالية، وبطريقة فوضوية تهد حياتهم وحياة أطفالهم، كما أضاف هؤلاء القاطنون أن الحي يفتقر إلى شبكة المياه، والغاز. وما زاد من تخوف وقلق السكان هو الأمراض والأوبئة التي تهدد حياتهم وحياة أولادهم خصوصا أن هؤلاء لا يعرفون مكان آخر للعب إلا وسط تلك المفرغات والنفايات مما يجعلهم معرضين للأمراض جراء تلك الروائح الكريهة والأوساخ، التي قد تؤدي بحياتهم إلى الموت البطيء. كما أن تلك الأوساخ والقذارة تسببت في عدة أمراض للسكان على غرار الربو والحساسية والطفح الجلدي الذي أصاب معظم الأطفال ناهيك عن انتشار الحشرات الضارة، ومعاناتهم مع الذباب والبعوض الذي يحرم عليهم العيش والنوم، كما أن الحي يعرف انتشارا مذهلا للجرذان والثعابين التي تزحف في الغالب إلى داخل البيوت، لتقاسم تلك العائلات حياتها، إلى جانب انتشار القوارض والحشرات. وحسب ممثل السكان فان عدة أطفال تعرضوا للسعات القوارض والثعابين ولولا لطف الله والاستعجال في نقلهم إلى اقرب مستشفى، ب مدينة بوسماعيل لفقدوا أبنائهم في الكثير من المرات، وفي تدخل لأحد المواطنين، فقد قال أن ابنه الذي لا يتعدى 3 سنوات من عمره تعرض للدغة ثعبان أدت إلى إعاقة جزئية على مستوى يده اليسرى. ارتفاع منسوب الوادي في فصل الشتاء يثير مخاوف السكان هذا فضلا عن انتشار كل أنواع الجراثيم الناتجة عن تعكر مياه ''وادي خميستي''، ناهيك عن الروائح الكريهة التي تسيطر على المكان، وذكر السكان أن الأمر يزداد سوءا وتأزما في فصل الشتاء حيث يرتفع منسوب مياه الوادي ما يؤدي إلى فيضانه وهو ما يهدد السكان لاسيما وأن السكنات تقع بمحاذاة الوادي هذا الأخير الذي غالبا ما يشهد ارتفاعا في منسوب مياهه كل فصل شتاء، مما يجبر السكان على ترك منازلهم والفرار بعيدا، في انتظار عودة المياه إلى مستواها الطبيعي وهدوء الوادي من هيجانه. ويتساءل قاطنو الحي المذكور، إلى متى يظل هذا الموقع الفوضوي مهمشا من طرف السلطات، سيما وأن كل آمالهم كانت معلقة على برنامج فخامة رئيس الجمهورية للقضاء على البيوت القصديرية والهشة خاصة وأن كثيرا من البيوت القصديرية مستها عملية الترحيل فيما لازالوا هم ينتظرون الفرج ويصارعون الحياة القاسية دون أن تلتفت إلى حيهم أية جهة وصية. وعبر صفحات" أخبار اليوم" يبعث سكان الحي الفوضوي بخميستي بصرخات الاستغاثة، مطالبين السلطات المحلية بحقهم الشرعي في سكنات اجتماعية لائقة، تنتشلهم من خطر الموت تحت الأنقاض، بسبب تساقط كميات الأحجار يوميا والتدخل العاجل لتفادي حدوث كارثة إنسانية جماعية قبل فوات الأوان مليكة حراث