دعت رابطة العلماء كل دول العالم إلى الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الذي انبثق حديثاً، لقيادة المعارضة وتوحيد جهودها الرامية إلى اسقاط النظام المجرم في سوريا، وإليكم بيان الرابطة: تتابع باهتمام رابطةُ علماء أهل السنة ما يجري مع أحداث الربيع العربي في العالم بشكل عام، وفي العالم العربي بشكل خاص، وفي سوريا بوجه أخص، وذلك لما يقوم به النظام المستبد المجرم من قتل وتدمير وتخريب واعتقال، وهتك للأعراض، وتعذيب رهيب وتقطيع لأوصال الأطفال والنساء والرجال والشيوخ بلا مراعاة لقيمة دينية أو إنسانية، تلك الأشياء التي كان يراعيها النبي صلى الله عليه وسلم مع غير المسلمين! ولقد استبشرتْ رابطة علماء أهل السنة خيرا حين رأت المعارضة السورية في الداخل والخارج تجتمع وتتلاقى وتتوحد، امتثالا لأمر الله تعالى: "وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ". المائدة: 2. وتنسى الخلافات بينها؛ عملا بقول الحق جل جلاله: "وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ". الأنفال: 46. وتجعل همها همًّا واحدًا، وهو رحيل هذا النظام، وإنشاء نظام سياسي تعددي حر، لا تكون فيه الكلمة للفرد، وإنما تكون للأمة والشعب. وتُثمِّن الرابطة ما جاء في البيان الذي تمخض عنه اجتماع المجلس الوطني السوري الوليد، مِن حنكة سياسية ووعي بالواقع وسدًّا لذرائع التخوين والتشويه والتشويش حين أكد البيان على رفض عسكرة الثورة، ورفض أي تدخل خارجي في الشأن السوري سواء كان بالسلاح أم غيره. وتطالب الرابطة الحكومات العربية والإسلامية على رأسها البلاد المحررة: مصر وتونس وليبيا وحكومات أوربا وأمريكا، وغيرها من حكومات العالم، بسرعة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري. واعتماد التعامل معه رسميًّا، بديلاً للنظام السوري الجائر؛ وذلك حقنًا للدماء، ونشرًا للأمن، واختصارًا للشهور العجاف التي طالت بالشعب السوري وضاعفت من عذاباته وآلامه. "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ". الشعراء: 227. رئيس الرابطة: د. أحمد الريسوني أمين عام الرابطة د. صفوت حجازي