ظروف العمل والدراسة فرضت على الأغلبية أخذ بعض الوجبات خارج المنزل لكن الوضعية التي تطبع بعض محلات الإطعام السريع أو (الفاست فود) لا تشجع البتة على تلك الخطوة لاسيما مع الحالة الكارثية التي أضحت تطبعها من حيث انعدام النظافة في أرجاء تلك المحلات وحتى بالنسبة للنظافة الشخصية للعمال التي ننعدم هي الأخرى بدليل تلك المآزر المتسخة وحتى بعض المواقف التي تبرهن عن انعدام النظافة الشخصية لبعض العمال ولا نقول كلهم، الأمر الذي أبعد الكثيرين عن التزود بالوجبات على مستوى تلك المطاعم والمحلات وأضحت تلك التي تضمن النظافة تعد على الأصابع مما أدى إلى كسبها المزيد من الزبائن خاصة وأنهم باتوا يبحثون عن النظافة كون أن الأمر يتعلق بسلامتهم من التسممات الغذائية وضمان النظافة من شأنه المحافظة على صحتهم وعلى عكس ذلك انعدامها من الممكن جدا أن يؤدي إلى المراهنة بحياتهم وسلامتهم· في هذا الإطار اقتربنا من بعض المواطنين الذين أجبرتهم الظروف على الانحناء إلى تلك المطاعم واستقبال خدماتها في مختلف الأحوال سواء ساءت أم حسنت، قالت إحدى السيدات إنها موظفة وظروف عملها وتواجدها الدائم خارج المنزل جعلاها تتعامل مع محلات الإطعام السريع عن كره خاصة وأن معظمها تغيب عنها شروط النظافة، ناهيك عن العمال الذين يعملون بها والذين لا يحسبون حساب لنظافتهم الشخصية ودليل ذلك ظاهر خاصة وأنهم لا يتزودون بوسائل الطبخ الضرورية على غرار القفازين الضروريين في مثل تلك الأحوال لمنع انتقال الجراثيم، ناهيك عن وجوههم التي تعبر عن مستوى نظافتهم الشخصية فكلها ممتلئة بالشعر على غرار اللحية التي توشك أن تلامس الصحون وما زاد من سوء الأمر هو بعض العادات المشينة التي يلتزم بها البعض والتي لا تليق بذاك المقام منها عادة لحس الأصبع بين الفينة والأخرى وكذلك وضع اليد بمواضع لا تليق ولا تتوافق مع ملامسة الأطعمة من بعد وتقديمها للزبون، وقالت إنها في إحدى المرات وجهت ملاحظة لأحدهم الذي كرر عادة لحس أصبعه عدة مرات سيما عند مسكه لورق السندويتشات كون أن الكثيرون يلتزمون بتلك العادة المشينة كي لا تلتصق الأوراق بأصابعهم، وإن كانت تلك العادة يعاب عليها حتى في المكاتب وفي غير مواضع الأكل فما بالنا بتلك المواضع الحساسة جدا التي من شأنها أن تؤثر بطريقة مباشرة على الصحة العامة للمواطنين· سيدة أخرى قالت إنها لم تعد تستعمل تلك المحلات بعد أن دأبت في الماضي على ارتيادها بصفة متكررة خاصة وأنها تعمل مما كان يجبرها على اقتناء الأكل من تلك المحلات، لكن ما رأته ووقفت عليه بأم عينيها جعلها تبتعد عن تلك المحلات التي ملأتها الفوضى من كل جانب وصولا إلى إهمال عمالها وغياب نظافتهم الشخصية مما يؤدي إلى التقزز والهروب من تلك المحلات، وقالت إنها دوما تجلب أكلا من بيتها تضمن نظافته للتقوت به في فترة الغذاء وتتفادى كل خطورة صادرة من تلك المحلات·