أصبح الكثيرون يتهربون من بعض الأطباق التي تعرضها محلات الإطعام السريع أو كما تعرف لدى العامة بمحلات "الفاست فود" سيما وان تلك الوجبات تستلزم توفر اكبر قدر ممكن من شروط النظافة بالنظر إلى طبيعة تلك المواد، وعادة ما يتهرب الزبائن بكثرة من تلك المواد الحساسة التي تتطلب اعتناءا اكبر من ناحية التنظيف قبل أكلها على غرار الخس أو السلطة، إلى جانب البطاطا. فبعض تلك المحلات لا تراعي شروط النظافة في غسل تلك المواد التي تحتاج إلى تزويدها بكميات هائلة من المياه وحتى قطرات من ماء جافيل خاصة الخس الحامل لكمية كبير من الأتربة والطفيليات وبعض الديدان مما أدى إلى تهرب الكثيرين من ذلك الطبق ولا ننفي تهربهم عن التزود ببعض الأطباق الأخرى التي يرونها أنها تحتاج إلى اعتناء مضاعف من ناحية تحضيرها للأكل . وما دفعهم إلى ذلك هو غياب شروط النظافة من بعض تلك المحلات التي لم يعد يهم أصحابها إلا الربح السريع المقترن دوما بإهمال شروط النظافة خاصة بالنسبة لبعض المواد الحساسة التي توفرها تلك المحلات ويزداد الطلب عليها من طرف الزبائن، ما يقابله عزوف البعض الآخر عنها بالنظر إلى انعدام نظافتها وغياب شروط حفظ الصحة العمومية وتأثيرها السلبي على الجسم . وما يشتكي منه الكل هو غياب مقاييس وشروط النظافة عبر بعض المحلات إن لم نقل اغلبها الأمر الذي أدى إلى عزوف الزبائن عن التزود ببعض الوجبات الحساسة والتي تتطلب اعتناء اكبر من جانب التنظيف، ذلك ما يظهر للعيان عبر تلك الأطباق سيما أطباق الخس المتسخ والممتلئ بالجراثيم والطفيليات، وهو في الغالب الطبق الذي يبتعد عنه الكثيرون ويتقززون منه خاصة وان اغلب المحلات لا تلتزم بشروط ومقاييس تنظيفه بالنظر إلى حاجته لنسبة معتبرة من المياه وتنظيفه لأكثر من مرة مع إضافة قطيرات من ماء جافيل في المرة الأخيرة،لكن ذلك ما لا نشاهده في اغلب المحلات بدليل الاتساخ الظاهر على أوراق الخس مما يوحي أنها غُسلت لمرة واحدة في أحسن الأحوال. شرائح البطاطا المقلية التي تعتمد عليها الكثير من تلك المحلات كوجبات رئيسية يزداد عليها الإقبال لم تسلم من ظهورها بمظهر مقزز للأنفس لا يبعث أبدا على فتح شهية الزبون بالنظر إلى بعض الثقوب الظاهرة على شرائح البطاطا المقلية إضافة إلى الاخضرار المؤثر على الصحة وكذا على الذوق العادي البطاطا المصطحب ببعض المراراة مما يفسد الذوق. عن هذا قالت إحدى السيدات أنها صادفت يوما احد أصحاب تلك المحلات وهو يقوم بغسل الخس واحتارت إلى الكيفية التي استعان بها في غسله بحيث يغمره في الماء للحظات ثم يخرجه ومباشرة إلى إناء آخر مخصص للتقطير من اجل التخلص من الماء العالق بأوراق الخس، فدهشت سيما وان ذلك النوع من الخضر يحتاج إلى نقعه في الماء مرات عدة من اجل غسله بطريقة جيدة تحفظ الصحة العامة، إلا أنها تيقنت من أن اصطفاف أوراق الخس فوق الأطباق وهي على تلك الحالة توحي للكل الطريقة المعتمدة في غسله، حتى ولم تصطدم بذلك المشهد الذي أدهشها. ويبدو أن حتى البطاطا كمادة مطلوبة جدا بتلك المحلات لم يعد يُعتنى بها في طريقة الغسل بدليل وقوفنا في إحدى المرات على احد أصحاب تلك المحلات وهو يباشر تنقيتها بطريقة توحي وكأننا في جفاف من دون استعمال ولو قطرة من الماء مما أدى إلى اتساخ يديه وكذا الجزء المنقى من البطاطا بذلك التراب العالق بها ضف إلى ذلك الثقوب والاخضرار الذي نصادفه على شرائحها بل وحتى عدم نضجها أحيانا، مما افقد ثقة الكثيرين ببعض تلك المحلات وجعلهم ينتقون من تقدم أجود الخدمات والتي تعد على الأصابع.